مقالات الرأي
أخر الأخبار

الانحسار … بقلم دكتور/ ياسر يوسف

خلال الأيام الماضية حاولت (قحت/تقدم) عبر ناشطيها و إعلامييها صناعة موجة إعلامية إستنادًا علي ما حدث بعد تحرير مدني من حالات مؤسفة و مستنكرة (و التي يجب أن تعلن نتائج التحقيق فيها فورًا و محاكمة المتورطين فيها).
إنطلقت تلك الحملة في سياق موقف قحت من الجيش الوطني و الذي تحركه دوافع سياسية و أجندة تتلاقي مع دوائر خارجية ظلت و لفترة طويلة تسعي لتفكيك الجيش كآخر قوة صلبة تبقت للسودانيين للحفاظ علي سيادتهم و دولتهم المتماسكة.
الملاحظة الجوهرية في تلك الحملة هي تراجع قدرة (قحت) علي قيادة حملات إعلامية مؤثرة بإمكانها تشكيل الرأي العام و قيادته، علي عكس ما كانت عليه طوال السنوات التي شهدت ثورة وسائل التواصل الإجتماعي و لما بعد سقوط الإنقاذ لفترة، و شكّل الفشل الذريع الذي لازم أداء حكومة حمدوك، و العشوائية التي أدارت بها (قحت) الدولة، بجانب تنكرها لكل الشعارات البراقة التي رفعتها ، شكلت كل تلك القضايا أسبابا لإنفضاض سامر الناشطين حول (قحت) و مناصرة مواقفها.
ثم جاء موقفها الأخير المساند لمليشيا الدعم السريع ليقضي علي ما تبقي من تعاطف معها في الشارع السوداني، إذ ظهر خطابها السياسي متذبذبًا و متناقضًا و مخالفًا لأبسط قواعد احترام السودانيين و ما يتعرضون له.
علي كلّ، و بقراءة سريعة و تقييم لحملة (قحت) ستتعرف أن الرأي العام السوداني يستنكر التجاوزات الفردية و في نفس الوقت يواصل مساندته لأجهزة الدولة و في مقدمتها لتحقيق الأمن و الإستقرار و بناء دولة المواطنة و العدالة و كسب معركة الكرامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى