التحديات التي تواجه الحكومة والمجتمع المدني في إعادة بناء البنية التحتية؟ (1) … بقلم/زهير عبدالله مساعد

● بدأت أفكر في كتابة كيفية إعادة بناء السودان لإيمانى و ثقتي أن الحرب ستنتهي، ماذا أعددنا لما بعد الحرب، و أيضاً من منطلق أن أصناف البشر لا تتساوى هنالك صنف مؤذي تتشبع نفسه بالإجرام و الدمار والخيانة، وصنف آخر يحب الخير للناس ويسعي للبناء و حب الوطن، فمن هؤلاء من يحمل السلاح و يدافع و يقدم النفس رخيصة فى سبيل ذلك، و آخر منهم فى ميادين البناء المختلفة. فبدأت أكتب فى كتابي السودان (رحلة معقدة بين الصراع و الأمل) و سوف أقوم بسرد جزء مهم منه نحتاج إليه فى هذه المرحلة و نحن نعيش انتصارات القوات المسلحة فهو يتعلق بإعادة البناء، و سوف أعمل على إسقاط رؤوس التحديات فى شكل مقالات تسهل تناولها و هضمها لتجد طريقها إلى أوراق بحثية تكون نواة يسترشد بها الناس فى عملية البناء التى نستشرق فيها لبناء دولة (السودان العظمي) يشارك فيها الخُلّص من أبناء السودان دافعهم لذلك حب هذا الوطن العظيم شعارهم “و ما أردت إلا الإصلاح ما إستطعت”.
● تحديات إعادة إعمار البنية التحتية مشتركة بين الحكومة و المجتمع المدني، فهي تحديات هائلة و التي دُمرت بشكل كبير بسبب الحرب المستمرة و سوف ألقي الضوء على رؤوس مواضيع في هذا المقال، و لكن عمدت إليها بشكل من التفصيل فى مسودة الكتاب. هذه المواضيع أسس البناء و أعمدته التى يستوجب علينا أن نأخذ بها فلا تقوم عملية الإصلاح الإ بها. نؤمن فى عملية الاصلاح و البناء أن الصبر و المثابرة هما المفتاح، فكل خطوة تقرّبنا من نتيجة أقوى و أجمل للعمل بمبدأ دراسة الواقع و الوقوف عليه. نقف علي بعض أعمدة البناء التي نحتاج فيها للإصلاح.
ضعف الهياكل الإدارية:
من الأمراض التى يجب الوقف فيها و معالجة الخلل الذي يصيبها من فساد مما يجعل من الصعب تخصيص الموارد بشكل فعال، كذلك نقص الكفاءة؛ تفتقر الحكومة إلى الكفاءة الإدارية، مما يؤدي إلى تأخير المشاريع و قلة الشفافية. في هذا الجانب البيروقراطية التي يعاني منها السودان فهي معقدة، مما يعيق قدرة المؤسسات على العمل بكفاءة.
الصراعات الداخلية:
الاختلافات: يعاني السودان من اختلافات في الرؤى و الأهداف مما يؤدي إلى عدم التعاون.
كذلك تُستخدم السياسة كأداة للنفوذ تؤثر على قدرة المؤسسات على العمل بشكل فعال، و كيف استغلت النخب السياسية الاختلافات العرقية والثقافية لِتحقيق مكاسبها السياسية و الاقتصادية. أدّت هذه السياسات إلى إضعاف النّظام السياسي و إلى إشعال الصراعات بين المجموعات العرقية و الثقافية.
سنواصل فى مقال آخر ان شاء الله ولكن قبل أن نغادر نقول يجب على المجتمع الدولي أن يلعب دوراً رئيسياً في مساعدة السودان على التغلب على هذه التحديات، من خلال توفير المساعدات الإنسانية، و دعم إعادة الإعمار، و تقديم الدعم لعمليات السلام. المساعدة الحقيقة التى تحفظ كرامة البلاد و يكون لها دور فى البناء.