مقالات الرأي
أخر الأخبار

السودان بين المحنة والنهوض: مسؤولية شعب وإرادة دولة .. بقلم/ د. غادة الهادي يوسف

النهوض من العدم ليس بالمهمة السهلة، لكنه ضرورة لا بد منها، تتطلب الإرادة، الصبر، والمثابرة. ولكي نحقق ذلك، يجب أن ندرك أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وأن الله سبحانه وتعالى قدّر لنا هذه المحنة لتكون فرصة لإعادة تقييم مفاهيمنا وإعادة بناء دولتنا على أسس قوية تحميها من الانهيارات المستقبلية.

لقد كانت لنا في حرب أبريل 2023 دروسٌ يجب أن نستفيد منها. لقد أظهرت لنا هذه الحرب هشاشة النظام الذي كنا نعتمد عليه، وكشفت عن ثغرات كبيرة في بنيتنا السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية. أدركنا أن الأمن والاستقرار لا يمكن أن يكونا أمرًا مفروغًا منهما، بل هما مسؤولية كل فرد وجماعة في هذا الوطن. كما تعلمنا أن التبعية للغير لم تجلب لنا سوى المعاناة، وأن الاعتماد على أنفسنا هو الطريق الوحيد للخلاص.

لقد عانى السودانيون في أماكن نزوحهم ولجوئهم، حيث تعرضوا لاستغلال مادي ومعنوي وحتى جسدي، سواء من بعض بني جلدتهم أو من الآخرين تجار الأزمات . هذه التجارب القاسية يجب أن تدفعنا لإعادة التفكير في أسلوب حياتنا وطريقة تعاملنا مع الأزمات.

يجب علينا كشعب أن نتخلى عن العواطف والسذاجة التي طالما حكمت تصرفاتنا، وأن نرتقي إلى مستوى جديد من النضج الفكري والعاطفي. حل مشاكلنا لا يكون باستدرار عطف الآخرين، وإنما بالاعتماد على أنفسنا، بتعزيز قدراتنا، وبناء اقتصاد قوي ومستقل، وإيجاد حلول واقعية لمشاكلنا بعيدًا عن التبعية والاعتماد على الغير.

على حكامنا تقع مسؤولية كبيرة في بناء وإدارة دولة حكيمة قادرة على استيعاب التنوع القبلي والإثني، واحتواء الفروقات والاختلافات بطريقة تحقق التعايش السلمي. يجب أن يتحلوا بالشفافية والاستقلالية في اتخاذ القرارات، بعيدًا عن المصالح الضيقة، وأن يدعموا كل الجهود الوطنية التي تسعى لاستقرار السودان واستدامة نظام حكم عادل ومتكامل.

إن هذه المرحلة هي اختبار حقيقي لنا جميعًا، فإما أن ننهض بعقلانية ومسؤولية، أو أن نظل ندور في دائرة الأزمات. والمسؤولية تبدأ من كل فرد، من وعيه، ومن إيمانه بأن السودان لا يبنيه إلا أبناؤه. لن يكون هناك مستقبل مشرق إلا إذا توحدنا على رؤية واضحة، نعمل من أجلها بجد، بعيدًا عن العواطف والارتجال.

بقدر ما ننجح في تعزيز قدرتنا على الحفاظ على أمتنا وأمن بلادنا، سنتمكن من بناء اقتصاد قوي ومستدام، يضمن لنا حياة كريمة بعيدًا عن الاستغلال والتبعية. السودان يحتاج إلى جهود الجميع، إلى وعي وإرادة، إلى بناء وليس هدم، إلى وحدة وليس تفرقة. فليكن هدفنا جميعًا سودانًا أكثر قوة، استقرارًا، وازدهارًا.

السودان بين المحنة والنهوض: مسؤولية شعب وإرادة دولة
بقلم: د. غادة الهادي يوسف

النهوض من العدم ليس بالمهمة السهلة، لكنه ضرورة لا بد منها، تتطلب الإرادة، الصبر، والمثابرة. ولكي نحقق ذلك، يجب أن ندرك أن ما أصابنا لم يكن ليخطئنا، وأن الله سبحانه وتعالى قدّر لنا هذه المحنة لتكون فرصة لإعادة تقييم مفاهيمنا وبناء دولتنا على أسس قوية تحميها من الانهيارات المستقبلية.

لقد كانت حرب أبريل 2023 درسًا عظيمًا ينبغي أن نستفيد منه. فقد أظهرت لنا هذه الحرب هشاشة النظام الذي كنا نعتمد عليه، وكشفت عن ثغرات كبيرة في بنيتنا السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية. أدركنا أن الأمن والاستقرار لا يمكن أن يكونا أمرًا مفروغًا منهما، بل هما مسؤولية كل فرد وجماعة في هذا الوطن. كما تعلمنا أن التبعية للغير لم تجلب لنا سوى المعاناة، وأن الاعتماد على أنفسنا هو الطريق الوحيد للخلاص.

لقد عانى السودانيون في أماكن نزوحهم ولجوئهم، حيث تعرضوا لاستغلال مادي، معنوي، وجسدي، سواء من بعض بني جلدتهم أو من الآخرين تجار الأزمات. هذه التجارب القاسية يجب أن تدفعنا لإعادة التفكير في أسلوب حياتنا وطريقة تعاملنا مع الأزمات.

علينا كشعب أن نتخلى عن العواطف والسذاجة التي طالما حكمت تصرفاتنا، وأن نرتقي إلى مستوى جديد من النضج الفكري والعاطفي. حل مشاكلنا لا يكون باستدرار عطف الآخرين، وإنما بالاعتماد على أنفسنا، بتعزيز قدراتنا، بناء اقتصاد قوي ومستقل، وإيجاد حلول واقعية لمشاكلنا بعيدًا عن التبعية والاعتماد على الغير.

على حكامنا تقع مسؤولية كبيرة في بناء وإدارة دولة حكيمة قادرة على استيعاب التنوع القبلي والإثني، واحتواء الفروقات والاختلافات بطريقة تحقق التعايش السلمي. يجب أن يتحلوا بالشفافية والاستقلالية في اتخاذ القرارات، بعيدًا عن المصالح الضيقة، وأن يدعموا كل الجهود الوطنية التي تسعى لاستقرار السودان واستدامة نظام حكم عادل ومتكامل.

إن هذه المرحلة هي اختبار حقيقي لنا جميعًا، فإما أن ننهض بعقلانية ومسؤولية، أو أن نظل ندور في دائرة الأزمات. والمسؤولية تبدأ من كل فرد، من وعيه، ومن إيمانه بأن السودان لا يبنيه إلا أبناؤه. لن يكون هناك مستقبل مشرق إلا إذا توحدنا على رؤية واضحة نعمل من أجلها بجد، بعيدًا عن العواطف والارتجال.

بقدر ما ننجح في تعزيز قدرتنا على الحفاظ على أمتنا وأمن بلادنا، سنتمكن من بناء اقتصاد قوي ومستدام يضمن لنا حياة كريمة بعيدًا عن الاستغلال والتبعية. السودان يحتاج إلى جهود الجميع، إلى وعي وإرادة، إلى بناء وليس هدم، إلى وحدة وليس تفرقة.

فليكن هدفنا جميعًا سودانًا أكثر قوة، استقرارًا، وازدهارًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى