
السودان كغيره من الدول المكتملة الاركان للبقاء بقوة في ظل صراعات العالم المتسارعة للتوسع أو استهداف المقومات الاقتصادية، له عقيدة عسكرية قومية تركز على الحفاظ علي الأمن القومي و القدرة علي الدفاع عن الأراضي السودانية و النتائج النهائية المطلوب الوصول إليها و له إستراتيجية تركز على الحفاظ على القوة العسكرية و التفوق العسكري و القدرة علي تحقيق الأهداف العسكرية في أي بيئة و لعلها عقيدة استطاعت تحقيق النصر علي مر الزمان و المكان و عمرها مائة و ثلاث سنوات.
و لعله حديث قد يحتاج لمتخصصين و باحثين في الشؤون الأمنية و العسكرية، و دعونا نقول كما قال نابليون بونابرت مقولته المشهورة (إن جيوش تمشي علي بطونها) إعلان بمثابة رسالة ضمنية أراد من خلالها عرض قوة الجيوش و سطوتها و كثرتها و هنا نري أهمية الوقوف مع جيشنا لأنه هو شعبنا الصامد و المغوار.
و عند الحديث عن القوات المسلحة السودانية نجد أن لها قوام فكري كبير استطاع من خلاله تحقيق النصر في كثير من المحاور القتالية الماضية و الحالية في حرب الكرامة 2023م، و هو قوام يخاطب العقل ليس الوجدان لذلك تجد أن العقلية السودانية مبدعة في كافة المجالات.
و للعقيدة العسكرية عدة تعاريف تختلف من دولة إلي أخرى، و هي تتأثر بالعوامل الأمنية، إلى جانب التطورات التكنولوجية القائمة و المستجدة، و عناصر السياسات الداخلية في أفرع القوات المسلحة و تخصصاتها مثل المنافسة و الصراعات المحتملة بين صناع السياسة ،و هم من أوقدوا الحرب في السودان و زرعوا الفتن و اغتالوا الأرض و انتهكوا العرض، و هم الآن يتحدثون من فوق أنقاض الدمار للبلد السودان الذي له السهم الكبير في بناء دول عربية و أفريقية و ثراء دول غربية تطمع في النيل من سيادته و عزته و أرضه و نسيت الجميل و هذا لن يتحقق طالما أن هنالك جيش عظيم يمتلك من المقومات ما يجعله الأول علي جيوش العالمين.
و من غيرنا استطاع أن يكبد العدو الغاشم و من سنادهم الهزائم و الفشل في زمن ظن العالم أن حرب السودان لن تنتهي قريبًا و ستستمر طويلًا، و كانت الدهشة أن حُررت الخرطوم و ود مدني و سنار و بعض أجزاء دارفور، ليكتب التاريخ مجدًا للجيش و (للبراؤون) و للقوات المشتركة و للشعب، ليفخر به جيل ممتدد من النضال و الشجاعة و البسالة و يقولها عالية تصك أذن السامعين في كل مكان وزمان ( كلنا جيش).
و قالت سمراء القصيد (روضة الحاج):
“الروحُ عادت في العروقِ تحومُ
مذ قيل لي: قد عادت الخرطومُ!
قامت برغم القهرِ تظلعُ، هكذا
العنقاءُ من تحتِ الرماد تقومُ !
عادت بفضلِ اللهِ جلَّ فإنَّه
الوهَّابُ والجبَّارُ والقيُّومُ!
عادت كيوسفَ والقميصُ دماءُ مَنْ
عكفوا على السودانِ وهو كظيمُ!
عادت كموسى حين رُدَّ لأمِّه
هذا هو التخطيطُ والتسليمُ!
عادت كذي النونِ المغاضبِ علَّها
قالت كما قد قال وهو سقيمُ !
عادت فعادَ العزُّ (يقدلُ) عزةً
ويقولُ في زهوٍ أنا الخرطوم!
عادت بأرواحٍ تسامت فارتقتْ
عظُم المرادُ فصدَّقته جسومُ
الناحلون السمرُ ! يا كبدي على
من لم يثبِّطْ عزمَهم مهزومُ !
خرجوا إلى العتماتِ فانزاحت بهم
ساموا البغاةَ من اللظى ما سيموا
وثبوا كما تثبُ الليوثُ جسارةً
والموتُ يخطرُ والمنونُ تحومُ”
دمتم بخير🌹