الصحيفة الإلكترونية
أخر الأخبار

تحقيق: نبض الشارع وشح الكاش .. “عجز القادرين ” !!

تحقيق : مركز الخبراء العرب
بائع خضار :(قدر مايفرحنا الجيش بانتصاراتو “يعكرنا” تطبيق بنكك بجرجرتو ) وصاحب بقالة اخر يقول دكان بقالة 🙁 الدولة لما هي ماجاهزة توفر لينا بديل نقدي معقول …ماحقنا كلو …بتدخلنا في جنس المشاكل دي ليييه؟) .. ومواطن من العامة يروي :(اشتريت حاجات أساسية في الأكل للغداء و لما جينا نحوَل بنكك يأبى و أنا راجع الآن اهلي فااااضي) .. وصاحب عربة بتاع كارو يتحدث بامتهاض شديد قائلاً ( بنكك دا قفلا معانا ..هسة زول اوديهو مشوار يقول لي بنكك ييااخوانا قش الدابة بدوني ليهو بنكك …دا كلام ؟؟)
بهذه النماذج من الهمس المسموع و الضجر بكل ملامحة الخافية و المستترة رسم الدكتور الغزالي الشيخ صورة قلمية موغلة في “الصبر” الذي أوشك على النفاد للمواطن السوداني مع ندرة السيولة النقدية في الأسواق.. صورة استودع فيها كل تراجيديا معاناة الطبقة العاملة “ملح الارض” و هم يبثون شكواهم من متغيرات اقتصادية لم يعتادوا على “هزاتها و ارتداداتها ” و لكنهم عبروا عنها بما يعتمل بدواخلهم او بمعني أدًق تسربت من بين انينهم تادباً في اشارة واضحة لـــ”عجز القادرين” .
و قال الغزالي في في حديثه للمنبر أن النماذج المشار إليها سمعها مباشرة من المواطنين و هم نبض الشارع في سوق المتمة الكبير.
حديث المنابر
و حظيت منابر إسفيرية أقامها “مركز الخبراء العرب” عبر شبكته البحثية أجرى من خلالها مسحًا ميدانيًا شمل العديد من المدن و الولايات لموقف السيولة النقدية (الكاش) -حظيت بنقاشات مكثفة و مستفيضة، أوضحت بجلاء تام حجم “لمعاناة” التي يواجهها المواطن جراء انعدام السيولة النقدية في الاسواق وتأثير الامر على حياتهم بصورة سالبة عقب أجراءات تبديل العملة مؤخرًا.
و أشار الغزالي إلى شح السيولة النقدية بطريقة مزعجة جدًا في سوق محلية المتمة الكبير بالاضافة إلى “عدم فهم” معظم أصحاب المهن الصغيرة (الطبالي) لموضوع التطبيقات البنكية مما صعب تعاملهم مع الزبائن، و أضاف :” هناك تعسر في الاجراءات الحكومية في كافة الدوائر الحكومية من غير مبالغة مثل دوائر الشرطة، و المرور، و الجوازات، و السلطة القضائية والكهرباءوالمياه وذلك لمطالبة هذه الدوائر بالسداد النقدي و ليس عبر التطبيق موضحًا أن هناك تذمر شديد جدًا من المواطن على هذه الاجراءات و مما زاد الامر سوءًا رداءة شبكة الاتصالات عموما.
عدل المصارف
من جانبه قال المواطن (أبو بكر حسن فضل الله) من ولاية النيل الابيض ان السيولة النقدية متمثلة في الكاش تسير بصورة بطيئة جدا لان البنوك قد تكون غير عادلة بالنسبة للمواطن فالبنوك بعضها يعطي ٥٠ الف كأقصي حد و البعض يعطي ١٠٠ الف و أكثر و أخرى حسب العميل والمهنة فيما تشهد بعض البنوك حركة نشطة لفتح الحسابات التي بها تطبيقات بنكية كالخرطوم وفيصل وامدرمان الوطني و ذلك بغرض التحكم في النقد خاصه المؤسسات الحكومية الولائية فالزمت عمالها وموظفيها بفتح تطبيقات بنكية بصورة متاخرة بعد ان كانت تدفع لهم مرتباتهم بالكاش.
و أشار الى ان هنالك بعض المخاطر مع توفر السيولة النقدية في بعض المحليات المتأثرة بحرب مليشيا الدعم السريع مثل محليات الدويم و تندلتي و الجبلين تجد متوفر بها العملة القديمة مع الجديدة و محليات مثل كوستي و ربك بها العملة الجديدة والقطينة وام رمته محليات تعمل بالعملة القديمه فقط وعند التنقل من محليه لمحلية بها الصراع تزيد المخاطر من نهب وسلب.
وأكد ان البعض يوفر السيولة النقدية مع الخصم بنسبه تصل الي ١٠ % وقد تنبه رجال الدين والدعاة لذلك وربطها بالكسب الغير مشروع مبينا ان ان توفر السيولة النقديه قد توجد في طلمبات الوقود بصورة أكبر وتقل في المشافي و السوق بصورة واضحة مما ادي لتجر المواطن .
و أبان فضل الله أن الثقة ضعفت في البنوك و بعض المؤسسات الحكومية لعدم توفر السيولة النقدية و أثر ذلك علي السوق، فنجد مثلًا ان سعر سلعة السكر كاش اقل من سعره ببنكك فللسوق أكثر من سعر ويفضل صاحب الكاش علي اصحاب التطبيقات البنكية وقد اثر شح السيولة النقدية علي سوق العقارات والعربات والدهب. اما صغار المزارعين ومحلات الاسماك و أصحاب الطبالي والفريشه يشعرون بعدم المساواة ويتضجرون جدا بعدم الكاش وتوفره.
التعامل الربوي
المواطنة (م _ أ) من مدينة بورتسودان قالت إن الاجراءات الحكومية و المستشفيات و الصيدليات تطلب تطبيق (أوكاش) و تطبيق بنك الخرطوم (بنكك)، و أصبحت ظاهرة تبديل التحويل كثيرة (كمثال بنكك مقابل أوكاش، بنكك مقابل فوري)، و معظم التعاملات الشرائية الأخرى أصبحت تعتمد على تطبيق بنك الخرطوم أولاً إضافة إلى التطبيقات الأخرى.
و أضافت :” ظهرت بعض السلبيات مثل التعاملات الربوية في إجراء التحويلات بين التطبيقات حيث اتخذها بعض الأشخاص مهنة. أما وسائل المواصلات لا تقبل التحويلات، و المواد الغذائية و التموينية في محال البقالة خاصة الكبير منها تقبل الدفع عن طريق التطبيقات،و أن انعدام النقد أو ضآلة كمية النقد أمر يحتاج إلى علاج من قبل الحكومة خاصة مع ظهور (سماسرة) للنقد أمام البنوك إضافة لسوء شبكات الاتصال”.
وفي سياق متصل قال المواطن احمد مبارك من مدينة شندي ان تكدس المواطنين امام البنزك اصبحت ظاهرة ملاحظة للحصول على (الكاش). وقال :” ممكن تمشي من قبل صلاة الصبح للتسجيل وتجي بعد البنوك تفتح وتظل قيد الإنتظار ويتم صرف مبلغ خمسون ألف فقط ومن الممكن بعد هذا الجهد والتعب يتم الإعتذار بأن الكاش خلص”..
واشار الى تكدس المواطنين امام بنك الخرطوم بنك الخرطوم لفتح الحساب وقد تجد مجموعة من الشباب أصبحت مهنتهم فتح الحساب مقابل مبلغ مالي لا يتجاوز ال(10 ) عشرة ألف،والغريب في الأمر أن الاجراء أسرع من ان تتعامل مع التطبيق لوحدك أوعبر البنك .
واعتبر مبارك أن بنك أمدرمان الوطني بدأ يستعيد الثقة في التعامل مع العملاء. والبنك الإسلامي أيضا بدأ يحسن من التعامل مع العملاء. ويرى عدد من العملاء بأن البنوك كلها لو تم الربط بينها سيؤدي ذلك لتخفيف العبء على المواطن وإعادة الثقة في القطاع المصرفي وعدم تكديس الكاش بالمنازل.
المواطن ابو ريان ياسر من ولاية نهر النيل يرى أن الولاية هي الأكثر حظًا باستضافة أكبر عدد من الذين نزحوا من الحرب التى شملت بعض الولايات، مما جعلها ولاية نشط فيها الاقتصاد الولائي و ذلك لموقعها الذي يربط عدة ولايات مهمة في تحريك النشاط التجاري مم جعل تداول العملة بنسبة كبيرة و بعد عملية الاستبدال انخفضت نسبة تداول العملة إلى 75 % بسبب عدم توفرها إلى عبر البنوك والتي لم تستطع توفير العملة للمواطنين و التي بدأت بصرف 200 الف للمواطن في اليوم ثم انخفضت تدريجياً إلى 50 الف فقط وبعد مشقة وتعب في صفوف البنوك من الفجر إلى منتصف النهار.
و قال أن عملية الصرف في بعض البنوك صاحبتها بعض المخالفات من ضعفاء الأنفس من التجار و رجال الأعمال بشراء ال 100 الف جنية بمبلغ 90 الف جنية ( رأي عام متداول). و قد أصبحت العملة المتداولة الآن و بصورة أكبر فئة 200 و100 جنية من العملة القديمة ( عملة بالية و ممزقة).
و قال :” الان البنوك ليس لديها كاش للصرف مما جعلها تغلق أبوابها في وجه المواطن”..
و ذكر ان هناك بعض المؤسسات الحكومية ما زالت تتعامل بالكاش على سبيل المثال لا الحصر وزارة التربية و التعليم ( رسوم استخراج الشهادات و التقويم و التوثيق بالإضافة لبعض الرسوم الشهرية التي تفرض على التلاميذ).
أكثر من سعر
وفي سياق مقارب اشتكت المواطنة عفراء – ولاية الجزيرة … منطقة الهلالية من انعدام من إنعدام للسيولة النقدية وقالت “ولكي يذهب المواطن للبنوك التي أصلا ليست بها سيولة تكفي أغراضه لابد من وجود مواصلات تنقله مع العلم بأنه لا توجد مواصلات أو وسائل تنقل أخرى و السيارات ملاكي لانها تم نهبها جميعا بواسطة المليشيا وبالنسبة للتعامل بالتطبيقات البنكية نعاني من ضعف الشبكة مما يؤدي لصعوبة التعامل بها … أيضأ تجد سعرين مختلفين للسلعة سعر بالكاش و بالعملتين القديم والجديد وسعر ببنكك …وأصبح التعامل ببنكك مهنة حيث يتم خصم ١٠% من قيمة المبلغ المراد تحويله .
من جا بنبه كشف الموا اطن أبوبكر – مدينة الخرطوم بحري عن توفر الكاش في منطقة بحري القديمة بصورة جيدة على الرغم من انه مازال التعامل بالعملة القديمة ساري وبعد الانتصارات وتحرير بحري دخلت العملة الجديدة التداول.وقال ان التعامل بتطبيق بنكك هو الوسيلة الآن الأكثر رواجا بين المواطنين في معاملاتهم المالية والتركيز على النقد ليس ذو أولية بالنسبة لهم واضاف :”في تقديري الشخصي أن الفرصة سانحة لرفع ثقافة المعاملات الإلكترونية مع ضرورة أن يكون لكل فرد حساب مصرفي. بصورة عامة لا توجد اي أزمة في الكاش مع شيوع التعامل عبر تطبيق بنكك.
غير ان المواطن “وصًاف العربي” من ولاية النيل الأزرق أكد وجود أزمة طاحنة في الكاش وقد يصعب جدا الحصول عليه من البنوك بسبب الزحام وعدم وجود فرصة للصرف في كثير من البنوك ، مع ضعف المبلغ المسموح بصرفه يوميا (100 ألف فقط). كما أثر الامر سلبا على مواطن الولاية بعد انتشار “تجارة الكاش” و قد أثر الامر ايضا على الحركة التجارية المنظمة بعد انتشار ظاهرة “كسر البضاعة “لغرض الحصول على الكاش.
تغيير متفاوت
أما ولاية سنار فقد جاءت شهادتها على رأي المواطن نور السادات – الذي أكد أن عاصمة الولاية سنجة تعيش صعوبة شديدة في الحصول علي الكاش خاصة لعدم فتح البنوك للعمل بعد الاحتلال و التحرير ماعدا البنك السوداني الاسلامي و أضاف:” ( خلال هذا الأسبوع بنك فيصل الإسلامي و بنك الادخار، أما بنك الخرطوم لم يفتح حتي اليوم مما شكل لنا صعوبة شديدة في الحصول علي الكاش الا بعد السفر لسنار المدينة و يصرف لك (١٠٠,٠٠٠)ج تٱخذ منها المواصلات (٢٤,٠٠٠)ج و يتبقي لك مبلغ (٧٦,٠٠٠)ج .. متسائلا :هل يكفي الأسرة؟؟؟!!!!).
وقال السادات ان هنالك صفوف طويلة جدًا بالبنك السوداني الإسلامي و بنك الادخار لذا نشطت “تجارة الربا”.. أكرر الربا عن طريق التحويلات (بنكك/أو-كاش/فوري) بزيادة تبلغ ٣٠٪
أما ولاية القضارف فقد شهد عدد من مواطنيها ان المدينة و ما حولها يعاني المواطن من الحصول علي الكاش، و يتفاوت الصرف لدي البنوك مابين 20 الف الي 50 الف جنيه، و تتم جميع المعاملات المالية عبر التطبيقات الإلكترونية بنكك .. أوكاش .. ساهل و غيرها، و لعل هذا قد أحدث تأثيرًا متفاوتًا علي العمليات التجارية بالولاية التي تعتمد علي الزراعة و التصدير الداخلي و الخارجي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى