أخبار
أخر الأخبار

خبير: الموقع الجيوسياسي للصومال يجعلها الأكثر حظًا للصراع القادم في إفريقيا

أجراها / الهضيبي يس
توقعت بعض مراكز الدراسات الإقليمية والدولية أن تشهد القارة الإفريقية صراعًا محتدمًا حول الموارد خلال السنوات القادمة، مع توقع أن تكون منطقة القرن الإفريقي، وخاصة عند دولة الصومال، موقعًا لهذا الصراع نظرًا لموقعها “الجيوسياسي” المهم المطل على البحر الأحمر وخليج عدن.

كل هذه القضايا وغيرها كانت محل تساؤلات مع الباحث والخبير في شؤون القرن الإفريقي عبد المنعم أبو إدريس.

كيف تنظر إلى تطورات الأوضاع في الصومال داخليًا، خاصة مع توتر العلاقات مع جيرانها مؤخرًا مثل إثيوبيا وجيبوتي؟

الواضح أن الصومال تحولت إلى ساحة صراع بين قوى إقليمية، وتحديدًا إثيوبيا ومصر، وذلك بعد مذكرة التفاهم التي وقعتها إثيوبيا مع جمهورية أرض الصومال، المنشقة عن الصومال الأم. تبع ذلك توتر في العلاقة بين مقديشو وأديس أبابا، في مقابل دعم مصر لموقف الصومال، مما أدى إلى تكوين حلف إقليمي يضم مصر، الصومال، وإريتريا.

هذه التطورات فتحت الباب أمام حالة استقطاب داخلي في الصومال، خاصة مع وجود خلافات حول مسألة تغيير قانون الانتخابات، الذي يمنح ميزة للمجموعات القبلية والعشائرية.

ماذا يعني وجود نظام حكومي جديد في منطقة أرض الصومال؟ وهل لهذا الأمر تأثير على استقرار الصومال؟

نتيجة الانتخابات في جمهورية أرض الصومال، لا أعتقد أنها ستؤثر بشكل كبير على العلاقة مع الصومال، خاصة أن الرئيس المنتخب لم يصدر عنه أي تصريح يشير إلى تحول في العلاقة مع مقديشو. ومع ذلك، قد يُمارَس عليه بعض الضغوط ذات الطابع السياسي والاجتماعي، نظرًا لتأثير إثيوبيا على بعض المجموعات الأهلية في هذه المنطقة، انطلاقًا من مبدأ الحفاظ على التوازن هناك، مما قد يدفع الحكومة للاستجابة لعدة مطالب.

ما هي أبعاد حالة التمدد المصري في منطقة شرق إفريقيا، واتخاذ الصومال مدخلاً لذلك؟

مصر خلال السنوات الخمس الأخيرة سعت لاستعادة دورها في إفريقيا، مع التركيز على شرق إفريقيا لعدة اعتبارات. أولها، الموقع الجغرافي لهذا الإقليم الذي يمثل بوابة جنوبية لقناة السويس، أحد الشرايين الأساسية للاقتصاد المصري. وقد أشار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى أن التطورات في جنوب البحر الأحمر أدت إلى تراجع إيرادات قناة السويس.

بالإضافة إلى ذلك، ينبع نهر النيل من هذه المنطقة، وما يعتريه من تطورات في إثيوبيا، خصوصًا في ظل نفاذ اتفاقية عنتيبي لدول حوض النيل. يُضاف إلى ذلك التنافس التاريخي بين إثيوبيا ومصر على قيادة هذه المنطقة، خاصة أن الموقع الجغرافي للصومال، وما تمتلكه من سواحل استراتيجية، يجعلها مؤثرًا كبيرًا على الوجود في هذه المنطقة.

بتقديرك ما الأسباب من وراء التحركات الأمريكية تجاة الصومال مؤخرا، وهل الأمر متعلق بقضية القرصنة ومهددات الحوثيين على متن المياة الإقليمية الصومالية؟

الصوما ظل حاضرا في الاجندة الامريكية لموقعه الجغرافي المطل على المحيط الهندي ويشرف على بحر العرب وقريب من المدخل الجنوبي للبحر الأحمر،كذلك فان سيطرة جماعة الشباب التي تصنفها أمريكا بمجموعة “الإرهابية” وما تهديداتها كينيا واحيانا اثيوبيا يجعل الاهتمام الامريكي دائم ولكن يبدو أنه ازداد من خلال زيارة مدير المخابرات الامريكي لمقديشو، الشهر الماضي وظهور حالة من الاستقطاب الحاد ارتفاع وتيره مهددات ممرات التجارة العالمية مما يشكل خطرا على منظومة الاقتصاد العالمي بمنطقة القرن الأفريقي، والشرق الأوسط مايحتاج توفير اكبر قدر من الحماية مايجعل الولايات المتحدة الأمريكية تتجة لتعاون مع الصومال مستقبلا.

برزت مؤخرا في الداخل الصومالي اصوات ترفض صفقة الدفاعات مع تركيا مما قد تشكل من خلاف مع جيرانها وصول لمرحلة المواجهة العسكرية، برايك عن ماذا تبحث تركيا في بلاد الصومال؟

تركيا من الدول التي تعمل على زيادة وجودها في أفريقيا عموما فقد قفزت سفاراتها من ثمانية بعثات دبلوماسية في عام 2012الى( 48) حتى العام2017.

فهي لديها أيضا علاقة تاريخية مع “الصومال” توصف بالقوية مما عزز فرصة تحرك سفنها البحرية عبر البحر الأحمر الى الشرق الأفريقي، بالإضافة الى حساب انها قد وقعت اتفاقيات مع الصومال للتنقيب عن النفط جعلها تتموضع في منطقة القرن الأفريقي وتتحول الي لاعب إقليمي لتحقيق ما ترمي آلية من مشروع بأن تصبح دولة صاحبة قدره على منافسة وسط الصراع حول الموارد المرتقب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى