مقالات الرأي
أخر الأخبار

زيادة نفوذ المصالح العالمية و تعقيدات العلاقة الروسية السودانية ..بقلم/ زهير عبدالله مساعد

تظهر التطورات الأخيرة أن السودان أصبح ساحة تنافس للمصالح العالمية، حيث تسعى القوى الكبرى لتعزيز نفوذها في منطقة حيوية. من المهم متابعة هذه الأحداث، حيث يمكن أن تؤثر على الاستقرار الإقليمي و الدولي، إذ أن السودان يعتبر نقطة تقاطع للمصالح الإقليمية و تزايد النفوذ الروسي في السودان يثير قلق القوى الغربية التي تخشى من تأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي.

من المتوقع أن تتزايد ردود الفعل الدولي و الضغوط الدولية على السودان، مما قد يؤثر على العلاقات مع روسيا. من خلال تأكيد وزير الخارجية الروسي (سيرغي لافروف) على أهمية التعاون الثنائي مشيرًا إلى أن السودان يعد شريكًا إستراتيجيًا.
فالاهتمام الروسي المتزايد بالاستثمار في مجالات مثل الطاقة و البنية التحتية يعكس رغبة موسكو في تعزيز وجودها الاقتصادي الذي يعزز هذه الشراكة هنالك بعض المحاور الإستراتيجية فى العلاقة بين البلدين نشير إلى:
الاستثمارات الروسية:
تؤدي الاستثمارات الروسية في مجالات الطاقة والبنية التحتية إلى تحسين الاقتصاد السوداني وتوفير فرص عمل جديدة.
تعزيز القدرات العسكرية:
الدعم العسكري و التدريب الذي تقدمه روسيا يمكن أن يساعد السودان في تعزيز قدراته الدفاعية مما يعزز من استقراره الداخلي.
زيادة النفوذ الإقليمي:
من خلال التعاون مع روسيا، يمكن للسودان أن يعزز من مكانته كدولة ذات نفوذ في منطقة البحر الأحمر مما يجعله لاعبًا رئيسيًا في السياسة الإقليمية.
تنويع الشركاء الدوليين:
تقليل الاعتماد على الشركاء التقليديين مثل الغرب، يمنح السودان مزيدًا من الحرية في اتخاذ القرارات السياسية و الاقتصادية.

الأضرار المحتملة:

قد يؤدي التعاون مع روسيا إلى توتر العلاقات مع الدول الغربية مما قد يؤثر سلبًا على الدعم الدولي للسودان.

الاعتماد على القوى الخارجية:

الاعتماد على الدعم الروسي قد يجعل السودان عرضة للتأثيرات الخارجية، يحد من سيادته فإن الاعتماد المفرط على روسيا يؤدي إلى عزل السودان عن المجتمع الدولي، مما قد يقلل من فرص الحصول على الدعم المالي و السياسي من الدول الغربية بدوره يؤدي إلى فرض عقوبات اقتصادية أو سياسية. قد يؤثر ذلك سلبًا على العلاقات الدبلوماسية و التعاون الدولي في مجالات مثل حقوق الإنسان و التنمية.

فالعلاقة الروسية السودانية و تضاربها مع المصالح العالمية تجعل السودان يتبنى استراتيجيات توازن بين الفوائد و المخاطر لضمان تحقيق علاقات نظيفة يتنويع فيها شركائه الدوليين، بحيث لا يعتمد فقط على روسيا أو أي دولة أخرى.
هذا يعزز من استقلاليته و الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع جميع الأطراف، بما في ذلك القوى الغربية، لضمان عدم تفاقم التوترات بتبني مصالح مشتركة تضمن الاستفادة من جميع الفرص المتاحة مع الحفاظ على السيادة الوطنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى