مقالات الرأي
أخر الأخبار

مسارات ..الابتكار يقود إلى التنمية .. بقلم/ د.نجلاء حسين المكابرابي

الابتكار يقود الي التنمية هو مفهوم يؤكد على دور الابتكار كمحفز للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية. و الابتكار يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإنتاجية و الكفاءة في القطاعات المختلفة، و تحسين جودة الحياة من خلال توفير سلع و خدمات جديدة و محسنة و زيادة فرص العمل في القطاعات الجديدة و المبتكرة.
و تحقيق التنمية المستدامة من خلال توفير حلول مستدامة للتحديات الاقتصادية و الاجتماعية والبيئية.
و من أمثلتها الابتكار التكنلوجي و هو تكنولوجيا المعلومات و الاتصالات، و الذكاء الاصطناعي و الروبوتات و غيرها من التكنولوجيات الجديدة و المبتكرة، و الابتكار المالي و هو الأدوات المالية الجديدة و المبتكرة، مثل العملات المشفرة، و التمويل الجماعي، و غيرها، و الابتكار الاجتماعي و هو حلول جديدة و مبتكرة لمشاكل المجتمع، مثل مشاكل الفقر و البطالة، و الصحة العامة و غيرها، و الابتكار البيئي و هو حلول جديدة و مبتكرة لمشاكل البيئة، مثل مشاكل التغير المناخي، والتنمية المستدامة و غيرها.

و أهم تحديات الابتكار في قيادة التنمية نقص التمويل و نقص المهارات و هو يمكن أن يؤدي إلى صعوبة في تنفيذ المشاريع الابتكارية.
و نقص المهارات والمنافسة والتغيرات السياسية و الاقتصادية يمكن أن يؤدي كل ذلك إلى صعوبة في تنفيذ المشاريع الابتكارية.

أردنا من هذه المقدمة أن نتحدث عن الابتكار كمرحلة لاحقة، و معالجة بعد الحرب للاقتصاد السوداني الذي تدهور بشكل ملحوظ، و يظهر ذلك من خلال دراسة نشرها المركز المصري للبحوث الإستراتيجية الذي قال أن الاقتصاد السوداني يعاني من هشاشة بسبب التوترات السياسية و النزاع المسلح بين الجيش السوداني و الدعم السريع، و أوضحت الدراسة أن التكاليف الاقتصادية إثر النزاع قد بلغت 120 دولار سنوياً بصورة مباشرة أو غير مباشرة، و أن النشاط الاقتصادي قد توقف بنسبة 79% و أن تكلفة المعارك قد بلغت نصف مليار دولار سنوياً. و وفقاً للبنك الدولي للعام 2023م فقد انخفض معدل النمو الاقتصادي إلى 18.3%، كما بلغت نسبة الناتج المحلي الإجمالي إلى 151.1 ومن المتوقع أن ينخفض الي 43.91 % مليار دولار في هذا العام و قد تأثر 400 مصنع و تأثر القطاع الزراعي بنسبة 83 % و ارتفعت نسبة البطالة الي 32.18% في العام 2022م إلى 41.2% في العام 2024 م و ارتفعت نسبة التضخم الي 256.17% مع اندلاع الحرب، و انخفضت نسبة الصادرات الي 60%، و تراجع إنتاج الذهب من 18 طن الي 2 طن فقط.

و كل ذلك يعتبر مؤشرات لوضع رؤية اقتصادية و إستراتيجية مبتكرة عبر خبراء و مختصين سودانيين و مستمرين يمكن لهم أن يضعوا الابتكار مبدأ للعبور من هذه الأزمة الراهنة والمستقبلية، و يقتدوا بالتجارب العالمية للدول مثل سنغافورة و فنلندا و الصين و غيرها من الدول و الشركات الناجحة مثل آبل و غوغل و أمازون، و أيضاً الاقتداء بالمشروعات الذكية مثل مشروع المدن الذكية و الطاقة المتجددة و النقل الذكي، و لتحقيق ذلك لا بد من تضافر الجهود نحو التنمية و الابتكار عبر البحث و التنقيب عن التمويل و الأفكار المبتكرة و لعلنا سوف نشهد سودان الابتكار التنموي قريباً…

دمتم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى