مقالات الرأي
أخر الأخبار

مسارات … الثقافة السياسية السودانية الجادّة .. بقلم/ د.نجلاء حسين المكابرابي

الثقافة السياسية هي نظام القيم و المعتقدات و الاتجاهات التي تشكل السلوك السياسي للأفراد و المجتمعات. و هي تشمل الطريقة التي يفكر بها الناس في السياسة، وكيف يشاركون في النشاط السياسي، و كيف يتعاملون مع المؤسسات السياسية.
و لها عدة عناصر أساسية و هي القيم السياسية و المبادئ التي توجيه السلوك السياسي للأفراد و المجتمعات، مثل الحرية و العدالة و المساواة.
و المعتقدات السياسية هي الأفكار التي يعتقد بها الأفراد و المجتمعات حول السياسة، مثل دور الحكومة في المجتمع.
و أيضاً عنصر الاتجاهات السياسية، و هي الطريقة التي يفكر بها الأفراد والمجتمعات في السياسة، مثل الاتجاهات حول السياسة الخارجية أو السياسة الاقتصادية.
و السلوك السياسي و هو الطريقة التي يشارك بها الأفراد و المجتمعات في النشاط السياسي مثل التصويت و المشاركة في الاحتجاجات.

و من أنواع الثقافة السياسية الليبرالية، و هي ثقافة سياسية تؤكد على الحرية الفردية و الحقوق المدنية.
و الثقافة الاشتراكية هي ثقافة تؤكد على العدالة الاجتماعية و الملكية الجماعية.
و الثقافة القومية هي ثقافة تؤكد على الهوية القومية و الاستقلال الوطني.

و من خلال ما ذكرنا نجد أن الثقافة السياسية مهمة جداً لانها تشكل السلوك السياسي و تحدد الأولويات للأفراد والمجتمعات. و تعمل علي تشكل المؤسسات السياسية مثل الحكومة و البرلمان.

و أهم تحديات الثقافة السياسية هي التغيرات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي يمكن أن تؤثر على الثقافة السياسية.

و هنا يستوقفني أن الشعب السوداني أكثر شعوب العالم اهتماماً بالسياسة و معرفتها و تاريخها، لذلك لابد من أن نتناول اليوم موضوع الثقافة السياسية السودانية الجادة، و تكمن الجدية في الممارسة السياسية و التناول السياسي و الفعل الرشيد لها من خلال التأسيس للديمقراطية التي ينشدها الجميع.

و قيل عن الثقافة السياسية السودانية أنها:
“هي مزيج من التقاليد الأفريقية و العربية و الإسلامية.” الدكتور عبد الله الطيب

“و هي نظام قيم و معتقدات يؤثر على السلوك السياسي للأفراد و المجتمعات.” (الدكتور محمد إبراهيم نقد)

” و هي جزء لا يتجزأ من الهوية السودانية.” – (الدكتور حسن الترابي)

” وهي ثقافة تؤكد على دور القومية العربية في السياسة.” – الدكتور (محمد عثمان الميرغني).

و من خلال كل ذلك لابد أن نقف علي أهم العناصر المشتركة في الثقافة السياسية السودانية، و التي تؤثر علي العديد من الجوانب في الحياة السياسية، و هي الإسلام ،الدين الرسمي في السودان، و القومية العربية و التقاليد الأفريقية و التأثير الاستعماري و غيرها.

و عند الحديث عن التعبيرات السياسية الشائعة في السودان نجد أن النظام السياسي في السودان هو نظام رئاسي يؤدي به الرئيس دورًا رئيسيًا في الحكومة.
و الأحزاب السياسية المختلفة التي يبلغ عددها حتي الآن 100 حزب مسجل رسمياً.

و البرلمان، و هو المجلس الوطني، و الهيئة التشريعية الممثلة من كل ولايات السودان.
و الانتخابات في السودان هي عملية انتخابية تتم كل خمس سنوات حيث ينتخب المواطنون الرئيس و البرلمان.

و أهم التحديات التي تواجه الثقافة السياسية السودانية هي التأثيرات الخارجية و التغيرات الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي يمكن أن تؤثر عليها مثل الحرب اللعينة في أبريل 2025 بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع الإرهابية، و التدخلات الخارجية في الشأن السوداني.

و الفرص التي تتيحها الثقافة السياسية السودانية واسعة، مثل التعاون الدولي و التطور الاقتصادي و الاجتماعي و السياسي الذي يمكن أن يتيح فرصًا جديدة لها لا سيما بعد الحرب اللعينة.

كل ذلك التحليل يجعل من الثقافة السودان إحدى معايير النجاح في ممارسة الفعل السياسي الرشيد، من خلال توعية المجتمع و أعضاء الأحزاب الأيدولوجية و الأنظمة السياسية المختلفة في السودان لتشكيل دولة قوية بأسس سياسية معرفية و علمية، و أيضاً صياغة رؤية إستراتيجية ناهضة، لا حكومة هشة مصيرها الزوال كحكومة المنفى المزعوم قيامها بنيروبي و التي لا يعترف بها الشعب السوداني و يؤمن انها حكومة الأشلاء، و الدماء، والاغتصاب و البائعين الوطن.

دمتم🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى