
(1)
تحدث الكثيرون من الخبراء و المختصين عن أهمية تحليل الواقع الإجتماعي والاقتصادي و السياسي في السودان للوصول إلى رؤية إستراتيجية ناهضة و علمية يستهدي بها في مستقبل الأيام، و يتطلب التحليل المعلومات و البيانات الدقيقة من مصدرها الصحيح، و أيضاً معرفة التاريخ القديم و الحديث بما في ذلك التأثيرات الاستثمارية و الصراعات السياسية التي أودت بالسودان إلى هاوية الحرب اللعينة، و يجب الوقوف علي أهم التحديات الاقتصادية و تحديد قطاعاته الرئيسية و الوقوف علي المكونات الأيديولوجية، و الأنظمة، والبنية السياسية، والتنوعات الحزبية، و للوصول لنتائج مميزة يجب أن يكون هنالك تحليل للعلاقات الدولية لا سيما في ظل مجابهة الحرب التي شارك بها الكثير من الدول المجاورة، و هي حرب اقليمية استطاع السودان أن يحقق بها أكبر الانتصارات حتي الآن عبر جيشه العظيم و مستنفريه من الشعب.
و للبيئة تأثير بالغ علي السودان و تغيراته المناخية لذلك لا بد من تحليلها عبر الوسائل التحليلية المختصة.
و اهتم الخبراء بتحليل الفرص، و السودان يعتبر بوابة الفرص الاستثمارية و الصناعية و السياحية، لذلك يجب تحليل التحديات التي تواجهه في تحقيقها، و من الأهمية بمكان الوقوف علي الأدوار الدولية تجاه البلاد، و وقوفها في قضاياه، و دور المنظمات الاقليمية و تحليلها أيضاً لوضع إستراتيجية خارجية جديدة، و يجب اختيار منهجيات تحليلة و أساليب بحثية ممتازة للوصول لنتائج علمية مستهدفة و ناجحة.
(2)
و دعونا نقوم باستقراء بسيط للواقع السوداني من خلال التحديات الماثلة، و نقف علي الواقع الاقتصادي أولاً الذي أصبح متعثراً و مضطربا بعد الحرب، و هنا يحتاج السودان للاستراتيجيات تعمل علي إعادة بناء للبنى التحتية؛ الطرق و الجسور و الموانيء و غيرها، و يحتاج أيضاً الي التنويع في الاقتصاد و القطاعات الاقتصادية والتنموية، وتعزيز التجارة الخارجية، و تشجيع التجارة الوطنية و ربطها بالدول الأخرى، و الاهتمام بالتجارة الإلكترونية و تطوير الصناعة و الزراعة التي تعتبر ثاني القطاعات الاستثمارية في السودان.
و تؤثر الديوان الخارجية علي قدرة السودان علي الاستثمار في المشاريع التنموية، و هي تؤثر على الواقع الاقتصادي، و لعل الفقر و البطالة أكبر المهددات التي يجب الوقوف عليها بتحليل الواقع الشبابي و الأسرة و المجتمع.
ثانياً: الواقع السياسي، حيث نجد أن ان السودان يعاني من انقلابات سياسية متكررة تؤثر على الاستقرار السياسي، و تعددات حزبية كان لها بالإمكان أن تشكل فرصة جيدة لاستقرار العمل السياسي بدلاً أن تكون مهدداً واضحا يعيق العملية السياسية في السودان،
و هنا يحتاج السودان إستراتيجية تعزيز الديمقراطية لضمان حقوق الإنسان
و لتحسين الحوكمة و زيادة الشفافية والصدق و المساءلة.
و السودان يتعامل مع حركات مسلحة في مناطق مختلفة، مما يؤثر على الاستقرار السياسي و الأمني، و يتعامل مع تحديات في العلاقات الدولية، بما في ذلك العلاقات مع جيرانها و دول العالم مما يتطلب تعزيز العلاقات الخارجية و تحسينها مع الدول الأخرى.
و نجد السودان يبذل جهودًا لتحقيق الديمقراطية و الاستقرار السياسي و يتطلب ذلك تغيير في السياسات و زيادة فاعليتها في تحقيق الأهداف.
(3)
و ثالثاً: تحليل الواقع الاجتماعي لا بد من الوقوف علي التعليم الذي يعاني من نقص في الاستثمارات و التكنولوجيا، مما يؤثر على جودة التعليم، لذلك لا بد من تحسينه، و زيادة فرصه و فتح آفاق للتعليم المبتكر المرتبط بالتكنولوجيا ، الصحة التي تعاني من نقص في الاستثمارات و التكنولوجيا، مما يؤثر على جودة الرعاية الصحية لا بد من تحسينها و زيادة فرصها و فتح آفاق أرحب للتجارب الصحية المتبادلة بين الدول.
و المرأة في هي أساس المجتمع، تواجه تحديات في الحصول على الحقوق السياسية و المدنية و الاقتصادية، لا بد من الاهتمام بها و تطويرها عبر البرامج غير للتقليدية و متبعة بالماضي.
و الشباب في السودان يتعاملون مع تحديات في الحصول على فرص العمل و التعليم.
و التعايش السلمي الذي يبذل به السودان جهودًا لتحقيقه بين مختلف المجموعات العرقية و الدينية.
رابعاً: تحليل الواقع البيئي الذي يحتاج لحماية البيئة، و الحفاظ على الموارد الطبيعية و تطوير الطاقة المتجددة، و تحسين إدارة المياه وضمان الحفاظ علي الموارد المائية.
ولنجاح كل الإستراتيجيات لا بد من الاهتمام بأهم الاستراتيجيات، و هي التكنولوجيا و تطويرها، و زيادة استخدامها و تحسين البنية التحتية التكنولوحية و تعزيز الأمن السيبراني و حماية البيانات،و تطوير التطبيقات الإلكترونية، و تعزيز دور التكنولوجيا في الصحة و التعليم و غيرها من الخدمات الضرورية للإنسان السوداني.
ودمتم بخير 🌹