مقالات الرأي
أخر الأخبار

مسارات … العلاقات السودانية الروسية و تأثيرها الإقليمي والدولي .. بقلم/ د.نجلاء حسين المكابرابي

يعود تاريخ العلاقات السودانية الروسية إلى العام 1956، عندما أعلن السودان استقلاله عن المملكة المتحدة. منذ ذلك الحين، تم تطوير العلاقات بين البلدين في العديد من المجالات بما في ذلك السياسة و الاقتصاد و الثقافة.

و نجد أن السودان و روسيا يتعاونان في العديد من المجالات السياسية، بما في ذلك دعم السلم و الأمن في أفريقيا، و الزيارات الرسمية و الدعم السياسي الروسي للسودان لا سيما في النزاع في ولاية دارفور.

و تتمثل العلاقات الاقتصادية في التجارة التي تتنوع في العديد من المجالات، بما في ذلك تصدير السودان للذهب و القطن إلى روسيا، والاستثمار، حيث نجد هناك العديد من الاستثمارات الروسية في السودان، بما في ذلك مجالات النفط و الغاز و الزراعة.
و قدمت روسيا مساعدات اقتصادية للسودان في العديد من المناسبات بما في ذلك خلال الأزمة الاقتصادية في عام 2018.

و الثقافة هي جسر التواصل بين البلدان و لغة الشعوب، حيث يشكل التعاون الثقافي أهم مرتكزات الدعم بين البلدين في العديد من المجالات الثقافية، بما في ذلك مجالات الفنون، و التعليم، و التبادل الثقافي والاحتفال بالمناسبات الوطنية و الثقافية.

و أردنا من هذه التوطئة تأكيد عمق العلاقات السودانية الروسية و مدى تأثيرها علي البلدين و هما يقودان حروب تُعد من أكبر التحديات الماثلة. و السودان يتأهب لفترة مفصلية و هامة و هي فترة مابعد الحرب، و التي يجب أن يضع لها سياسات مختلفة لا سيما في العلاقات الخارجية و الدولية التي يحتاجها الآن، و تُعد روسيا من الدول الغربية الكبرى و دول النفوذ الاقتصادي في العالم.

و هذا يزيد من قلق المجتمع الدولي، و ينظر إلى توطيد هذة العلاقات بأنه مُهدّد للعديد من الدول الغربية و أولها أمريكا حليفة الصهاينة و إسرائيل.

و نجد تأثير الولايات المتحدة الأمريكية على أفريقيا يمتد إلى عدة مجالات، بما في ذلك السياسة و الاقتصاد و الثقافة. و يكمن التأثير السياسي في دعم الديمقراطية وتعزيز الحقوق السياسية و المدنية، و مكافحة الإرهاب في أفريقيا، و تقدم الدعم العسكري و الاقتصادي للبلدان الأفريقية في هذا المجال، و تدعم السلام و الأمن و تعمل على حل النزاعات و الصراعات في المنطقة.

و في التأثير الاقتصادي؛ حيث نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية هي واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لأفريقيا، و تقدم فرصًا اقتصادية و استثمارية، و مساعدات اقتصادية و تعمل علي تعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة. و تقدم أيضاً المساعدات الثقافية في التعليم و التبادل الثقافي و الفكري و العلمي في كافة المجالات، و علي الرغم من كل هذه التأثيرات إلا أن أمريكا تعد من أكبر التحديات الماثلة لكثير من الدول الافريقية و السودان واحدة من هذه الدول.

و نجد ان العلاقات السودانية الروسية يمكن أن تؤثر على الولايات المتحدة الأمريكية في عدة مجالات، بما في
التأثيرات السياسية التي يمكن أن تؤدي إلى تحديات للسياسة الأمريكية في أفريقيا، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الديمقراطية و حقوق الإنسان.
و يمكن أن تؤثر على العلاقات الأمريكية الأفريقية، خاصة إذا كانت روسيا تتمتع بتأثير أكبر في أفريقيا.
كذلك العلاقات السودانية الروسية يمكن أن تؤدي إلى تحديات للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بتعزيز الاستقرار و الأمن في المنطقة.

و هنالك تأثيرات اقتصادية يمكن أن تؤثر على التجارة الأمريكية الأفريقية، و الاستثمار، و الطاقة و التنمية الأمريكية.

و العلاقات السودانية الروسية يمكن أن تؤثر على مكافحة الإرهاب الأمريكية، و تؤثر على الأمن السيبراني الأمريكي، و تؤثر على حقوق الإنسان الأمريكية، خاصة إذا كانت روسيا تتمتع بتأثير أكبر في أفريقيا و تؤثر أيضاً علي العلاقات الثقافية و غيرها.

و لعل أهم مهدد لأمريكا و للدول الكبرى هو إقامة قاعدة عسكرية بحرية لروسيا بالسودان، و هذا يمكن أن يدعم البلاد في كثير من المجالات مثل تعزيز الأمن القومي و تطوير الاقتصاد و الاستثمار، و يؤثر علي علاقات السودان بالدول الأخرى، و له كثير من التأثيرات علي الدول الافريقية والعربية و الغربية في زيادة التنافس علي النفوذ في أفريقيا بين الدول، و التأثير علي الأمن الإقليمي و العالمي و فرص التعاون الاقتصادي و زيادة التوترات بين الدول.

و كل ذلك يؤكد رغبة البلدين في تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية، و التي يمكن لها أن تسهم في تحقيق الاهداف الإستراتيجية المنشودة و تغيير الواقع الإقليمي و الدولي للبلدين.

دمتم🌹

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى