مقالات الرأي
أخر الأخبار

مسارات … ناصية العقول النيرة .. بقلم/ د.نجلاء حسين المكابرابي

في خضم الحروب المشتعلة يشتعل العقل بالتفكير حول ماهية الحلول للخروج من أصعب الأزمات الإنسانية التي لازمت أغلب الدول العربية علي رأسها فلسطين، تلك الدولة القوية بصمودها و بسالتها و العراق، و سوريا، و ليبيا، و الصومال و لحقت بهم السودان، تلك الدولة المقاومة للاستهدف الخارجي المنظم في اطار معلن وخفي باسم الإنسانية و باسم الدفاع عن حقوق الإنسان كما يدّعون.

و هنا يستحضرني العقل العربي و العقل السوداني الذي ينبغي أن يستقي معلوماته من مخزون ما يعيشه و يلحظه ويتلقاه يومياً من معلومات و مواقف و قراءات و علوم، و أقصد هنا كل العلوم السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و غيرها و هو ينشغل عن أصل القضية بالأهواء الشخصية.

و دعوني هنا أعمل التفكيـر حول التفكير السوداني الممتهن للسياسة، و نعلم جيداً أن التفكير هو متنفس العقل و هو ما يهب المعلومات معني و يجعل للمعرفة مغزى.
و هنا حينما نتحدث عنه من منظور سوداني نجد أننا لا نملك ناصية عقولنا، و هي عادة تكون من صنع الآخرين و أهواء السياسيين و أطماعهم في الحصول علي السلطة دون التفكير في الوطن، و خير دليل ما يحدث الآن في الساحة السودانية من حرب ودمار و فقد أرواح و انتهاك أعراض و استهداف لإزالة الدولة من الوجود، و أكثر الساسة الآن منشغلين بالتجارة باسم الحرب و وقفها دون النظر إلي سيادة الدولة و كرامتها و عزتها و فخر وجودها، يجوبون العالم بحثاً عن الحل السياسي في دهاليز القاعات الغربية باسم الحرية و التغيير (قحط) كما يحب لأهل السودان مناداتهم و ينظمون المؤتمرات هنا و هنا و يعدون الأوراق الفاقدة إلي العلمية و المعرفة السياسية بهدف تقديم الحل السياسي برؤيتهم المتآمرة علي الوطن.

لعلنا نسمي ما يحدث للعقلية السودانية أنها مريضة بداء العقول الذي أصاب صفوة العقلاء و العلماء من بلادنا فأصبحوا يثيرون الفتن في الوقت الذي نحتاج فيه الي اللُّحمة و التعاضد لمجابهة المعتدين علي بلادنا، و النصح لنسير علي الطريق الصحيح و المنهاج القويم، و نحتاج إلي ترياق الحياة ليعود كل النازحين و اللاجئين و المكلومين علي فقد أهلهم و ذويهم و نحتاج إلي الحكمة الراشدة و العقل المستنير.
و من هنا دعونا نترك البحث عن انتصار الذات لانتصار الوطن الحبيب.

وما زلنا نبحث عن ناصية العقول النيرة.

دمتم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى