مسح اتجاهات الرأي العام حول سير امتحانات الشهادة السودانية

مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية و دراسات الرأي العام
إدارة المسوحات و قياس الرأي العام
https://expertspress.org/
══❁✿❁════❁✿❁══
مسح اتجاهات الرأي العام حول سير إمتحانات الشهادة السودانية
10 يناير 2024
══❁✿❁══❁✿❁═══
شهدت البلاد في الفترة من 28 ديسمبر 2024 إلى 8 يناير 2025 انعقاد امتحانات الشهادة السودانية لدفعة العام 2023. قام مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية و دراسات الرأي العام بإجراء مسح متكامل حول انعقاد الامتحانات، و فترتها الزمنية، و الإجراءات التي تمت على كافة الأوجه و الأصعدة و سير الامتحانات و ترتيبات التأمين. شارك في المسح عينات مقدرة من طلاب الشهادة السودانية و أولياء الأمور و عدد من الناشطين و المؤثرين على الرأي العام من عدد من مدن السودان، و على نطاق المهاجر السودانية المختلفة بجمهورية مصر العربية و جنوب السودان و تشاد، و بمناطق الخليج العربي و أوروبا و أمريكا.
هدف المسح: التعرف على رأي الطلاب و أولياء الأمور والمعلمين و الخبراء التربويين، و قياس مدى رضا الأطراف المختلفة عن سير الامتحانات، و للمساعدة في تحديد المشكلات و التحديات المتعلقة بالامتحانات بما يعين على تقويم التجربة مستقبلاً ومعالجة أوجه القصور حولها.
أبرز اتجاهات المسح:
- من حيث مبدأ قيام الامتحانات فإن اغلبية اتجاهات الرأي العام تؤيد و بشدة انعقاد الامتحانات لمجموعة من الدواعي و الأسباب على رأسها:
■ ضرورة استمرارية التعليم: يرى البعض أن استمرار امتحانات الشهادة السودانية في هذا الوقت يمثل خطوة حاسمة لضمان عدم انقطاع مسيرة التعليم في البلاد، معتبرين أن التعليم هو الأداة الرئيسية التي تساهم في بناء جيل قادر على تحسين الوضع في المستقبل.
■ مواصلة تقييم الطلاب بشكل موضوعي: يعتبر البعض أن إجراء الامتحانات في الوقت المحدد ضروري لتقييم المستوى الأكاديمي للطلاب بشكل عادل وموضوعي، مؤكدين أن التأجيل أو إلغاء الامتحانات قد يعوق فرص الطلاب و يؤثر على مستقبلهم الأكاديمي و المهني.
■ تمكين الطلاب من التنافس على فرص التعليم العالي: يرى البعض أن إجراء امتحانات الشهادة السودانية يتيح للطلاب فرصة للتنافس على المقاعد الجامعية والتخصصات الأكاديمية التي يرغبون في الالتحاق بها، خاصة في ظل شح الفرص التعليمية.
■ الحفاظ على الإطار المؤسسي والنظام التعليمي: يعتبر البعض أن إجراء الامتحانات في هذه الفترة يعد وسيلة للحفاظ على استمرارية النظام التعليمي في البلاد، ما يعكس التزام الحكومة و المؤسسات التعليمية بدعم العملية التعليمية رغم التحديات.
■ تعزيز الأمل في مستقبل أفضل: يرى أنصار هذا الاتجاه أن إجراء الامتحانات في هذه الأوقات الصعبة يعزز من روح الأمل و التفاؤل بين الطلاب و المجتمع بشكل عام، معتبرين أن تمسك الطلاب بمواعيد الامتحانات يُعتبر بمثابة رمز للإرادة و الصمود في وجه التحديات.
- الاتجاهات الرافضة لانعقاد الامتحانات تعدد مجموعه من الأسباب على.راسها
■ الظروف الأمنية والسياسية غير المستقرة: يعتبر الكثيرون أن الأوضاع الأمنية المتوترة بسبب الحرب والاضطرابات السياسية تجعل من الصعب توفير بيئة آمنة و مستقرة للطلاب لأداء الامتحانات مما يعرض حياة الطلاب و المعلمين للخطر.
■ النزاعات و التهجير القسري: يشير البعض إلى أن النزاعات و التهجير القسري لعدد كبير من الأسر يؤدي إلى غياب عدد كبير من الطلاب عن الامتحانات.
■ ضعف البنية التحتية و المرافق: تعاني العديد من المدارس والمراكز الامتحانية من نقص في التجهيزات الأساسية، مما يؤثر على جودة عملية الامتحانات.
■ الضغوط النفسية على الطلاب: تؤثر الظروف الصعبة على قدرة الطلاب على التركيز والاستعداد للامتحانات، مما يجعل من الصعب عليهم التحضير بشكل جيد.
■ صعوبة التنقل والوصول إلى مراكز الامتحانات: بسبب النزاعات و الظروف الأمنية المتردية، لا يستطيع بعض الطلاب الوصول إلى المراكز الامتحانية بسبب الحواجز الأمنية أو القتال المستمر.
■عدم العدالة في توزيع الفرص: يعتقد الرافضون أن إجراء الامتحانات في الوقت الراهن يعكس عدم العدالة بين الطلاب في مختلف المناطق، مما يعمق الفجوة التعليمية بين هؤلاء الطلاب.
■ الأزمة الاقتصادية و نقص الموارد: يعاني الكثير من أولياء الأمور من ضغوط اقتصادية شديدة نتيجة للأزمة الحالية، مما يعكس تباين الفرص بين الطلاب في مختلف الطبقات الاجتماعية.
- الاتجاهات الوسطية: يعتقد البعض أنه يجب إعادة النظر في توقيت الامتحانات أو حتى في شكلها، مثل تحويلها إلى نماذج تقييمية أخرى أكثر مرونة.
4-الإجراءات المتبعة: يشيد الرأي العام بالإجراءات الاحترافية التي تمت، و التي تتضمن إعلان جدول الامتحانات، و تسهيل عملية التسجيل الإلكتروني و توفير إرشادات للطلاب. و مع ذلك، انتقد الطلاب و أولياء الأمور جدول الامتحانات لافتقاره إلى المرونة في توزيع المواد، حيث جعلت غالب المواد في الأسبوع الثاني بطريقة متتالية مما لم يمنح الطلاب الفرصة الكافية للاستعداد. كما انتقدوا زمن بداية الامتحانات في آخر اليوم بدلاً من الصباح، خلافًا لما كان معمولًا به في السابق. من الانتقادات التي وُجِّهت إلى مراكز الامتحانات هو البعد الجغرافي الكبير عن مناطق سكن الطلاب، و اختيار مراكز غير ملائمة من حيث البيئة.
5- فيما يتعلق بالإجراءات و الترتيبات الخاصة بجدول امتحانات الشهادة السودانية و توزيع المواد و زمن الامتحانات، هناك العديد من الانتقادات التي وُجّهت بناءً على آراء الطلاب وأولياء الأمور. تشمل هذه الانتقادات ضغط الجدول الزمني: يعاني الطلاب من ضغط الوقت بسبب توزيع المواد بشكل متتالٍ دون وجود فترات راحة كافية بين الامتحانات. يُعتبر ذلك تحديًا للطلاب خاصة في المواد التي تحتاج إلى مراجعة مكثفة مثل الرياضيات و العلوم. و طالب البعض بإعادة النظر في الجدول لضمان التوزيع العادل بين المواد النظرية و العملية. من جانب آخر، تعرضت بعض العمليات الفنية المتعلقة بتسجيل الطلاب إلى انتقادات من الرأي العام بناءً على التحديات التي واجهها الطلاب و أولياء الأمور، و من أبرز هذه الانتقادات التأخير في فتح باب التسجيل مما تسبب في ضغوط نفسية على الطلاب و أولياء الأمور بالإضافة إلى ضعف البنية التحتية للنظام الإلكتروني، فقد واجه العديد من الطلاب مشاكل تقنية عند محاولة التسجيل عبر المنصة الإلكترونية، مثل تعطل النظام أو صعوبة الوصول إلى الموقع. و في المناطق الريفية، يشكو البعض من عدم وجود اتصال بالإنترنت أو تجهيزات تقنية تمكنهم من التسجيل بسهولة. و تشير بعض اتجاهات الرأي العام إلى أخطاء في إدخال البيانات مثل الأسماء أو أرقام الجلوس.
6- اتجاهات الرأي العام أشادت بشكل كبير بترتيبات التأمين المتخذة، فبحسب التصريحات الصادرة أعلنت السلطات السودانية عن اتخاذ تدابير لتأمين الامتحانات، بما في ذلك نشر قوات أمنية في محيط مراكز الامتحانات لضمان سلامة الطلاب و منع أي محاولات للتأثير على سير الامتحانات وتم إنشاء مراكز امتحانات في ولايات آمنة مع توفير ترتيبات خاصة للطلاب النازحين بسبب النزاعات.
7- من جانب آخر، أشاد الرأي العام بترتيبات وزارة التربية و التعليم المركزية، و ترتيبات الوزارات بالولايات للحرب الكبيرة على سلامة الامتحانات و وصولها إلى مراكز الامتحانات قبل وقت كافٍ، و ضمان عدم تعرضها للتسريب أو الخطأ في توزيعها حيث لم تسجل الأحوال أي ملاحظات سلبية في هذا الاتجاه.
8- على جانب موازٍ، ينتقد الرأي العام محاولة قوات الدعم السريع عرقلة سير الامتحانات في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، بداية من منع الطلاب تسجيل أسمائهم، و منع انتقالهم إلى مركز التسجيل و لإعتراض خط سيرها و شهدت الأحوال عدة حوادث قتل أو إصابات لمعلمين و طلاب كانوا في طريقهم إلى مراكز التسجيل و الامتحان، و قد تم رصد إفادات لرئيسي الإدارة المدنية في ولايتي غرب دارفور و غرب كردفان تحت سيطرة قوات الدعم السريع برفضهما إرسال الطلاب للمشاركة في الامتحانات خارج الولايتين مما يعكس اعتراضًا على الترتيبات الجارية… بيد أن الرأي العام في ذات المضمار يرى أن قوات الدعم السريع تحاشت الإدانة الدولية و ابتعدت عن استهداف مراكز الامتحانات بالقصف المدفعي أو الطائرات المسيرة خلافًا لما كان يتوجس الطلاب و أولياء الأمور.
9- في تقدير الرأي العام أن ترتيبات المراكز بالخارج كانت جيدة إلى حد كبير وتمت فيها مراعاة أماكن الوجود السوداني حيث بلغ عدد هذه المراكز 59 مركزًا، منها 25 مركزًا في جمهورية مصر العربية. و شملت القائمة وجود مراكز بكلّ من المملكة العربية السعودية، تركيا، أوغندا، ليبيا، إثيوبيا، قطر، إندونيسيا، جنوب السودان، الصومال، السنغال و الإمارات العربية المتحدة. فيما رفضت تشاد إقامة مراكز الامتحان على أراضيها بالرغم من وجود مدرسة صداقة سودانية تتبع فنيًا لوزارة التربية.. وبالرغم من العدد الكبير للاجئين السودانيين على أراضيها السودانية.. اتجاهات رأي أخرى انتقدت بعض المراكز الخارجية من حيث البيئة وسوء الترتيب مثل مركز الرياض وبعض المراكز الأخرى.
10- اتجاهات الرأي العام المؤيدة لقيام الامتحانات و ترتيباتها ترى في عقد الامتحانات حدثًا خدميًا خاصًا استهدف تقديم الخدمة للطلاب الممتحنين و أولياء الأمور، بينما نشطت اتجاهات رأي عام معارضة في اتجاه أن الحكومة بعدم إجراء الامتحانات إنما تحقق أهدافًا سياسية ماكرة و في هذا السياق صدرت بيانات ومنشورات لجنة المعلمين و عدد من الناشطين والمؤثرين على صفحات الميديا تصر على اتهام الحكومة بأنها تتخذ من الامتحانات ورقة سياسية تستهدف بها التميز و عدم العدالة و حرمان الطلاب من ولايات دارفور و عدد آخر من الولايات كليًا أو جزئيًا هو دليل آخر على إصرار على سياسة عدم العدالة و تكريس التميز و التهميش.
11- في معرض التقييم السياسي، يقول الرأي العام إن الحكومة نجحت بامتياز في عقد امتحانات الشهادة.. و أن كل الانتقادات الموجهة لا تقلل من قيمة الإنجاز. بينما تقول اتجاهات الرأي العام المعارضة أن الحكومة ارتكبت خطأ سياسيًا لا يُغتفر و أنها بذلك تبذر بذور تفتيت و تقسيم البلاد.
تعليق و توصيات: تُظهر اتجاهات الرأي العام حول امتحانات الشهادة السودانية لعام 2024 تنوعًا في الآراء، غالب الآراء تميل إلى الإشادة بكل العملية و إبداء بعض الملاحظات و القليل منها يميل إلى التبخيس و الانتقاص.فيما يلي ضغط الجدول الزمني و توزيع المواد: التوصية تصب في صالح إعادة النظر في توزيع المواد و توفير فترات راحة كافية بين الامتحانات لضمان قدرة الطلاب على الاستعداد و التركيز.
تعليق وتوصيات:
تُظهر اتجاهات الرأي العام حول امتحانات الشهادة السودانية لعام 2024 تنوعًا في الآراء، غالب الآراء تميل إلى الإشادة بكل العملية وإبداء بعض الملاحظات، و القليل منها يميل إلى التبخيس و الانتقاص.
فيما يلي ضغط الجدول الزمني و توزيع المواد: التوصية تصب في صالح إعادة النظر في توزيع المواد وتوفير فترات راحة كافية بين الامتحانات لضمان قدرة الطلاب على الاستعداد والتركيز.
التحديات التقنية في عملية التسجيل: واجه الطلاب صعوبات في التسجيل الإلكتروني، مثل تعطل النظام أو صعوبة الوصول إلى الموقع، خاصة في المناطق الريفية. وبالتالي فإن التوصيات تمضي نحو تحسين البنية التحتية للنظام الإلكتروني وتوفير دعم فني للمناطق الريفية لضمان سهولة الوصول والتسجيل.
ما يتعلق بتأمين سير الامتحانات: أشاد الرأي العام بترتيبات التأمين المتخذة، بما في ذلك نشر قوات أمنية في محيط مراكز الامتحانات لضمان سلامة الطلاب ومنع أي محاولات للتأثير على سير الامتحانات.
التحديات في المناطق المتأثرة بالنزاعات: تعرضت بعض المناطق، مثل دارفور، لعدم إقامة الامتحانات بسبب النزاعات والظروف الأمنية. والتوصية تمضي نحو ضرورة توفير حلول بديلة للطلاب في هذه المناطق، مثل تنظيم امتحانات ملاحق أو توفير مراكز امتحانات متنقلة لضمان العدالة لجميع الطلاب.
التحديات السياسية وتأثيرها على الامتحانات: أعرب البعض عن قلقهم من استخدام الامتحانات كأداة سياسية، مما قد يؤثر على نزاهتها وعدالتها. والتوصية تمضي في اتجاه تصميم حملات إعلامية مكتملة تؤكد مبدأ ضمان استقلالية العملية التعليمية والامتحانات.
ختامًا: في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها السودان، مثلت امتحانات الشهادة السودانية تحديًا كبيرًا للحكومة والطلاب على حد سواء. إصرار الحكومة على إجراء الامتحانات في هذه الظروف الصعبة يعكس التزامها باستمرارية العملية التعليمية وتوفير الفرص للطلاب لإكمال مسيرتهم الأكاديمية.
ومع ذلك، لا يمكن تجاهل التحديات التي واجهت سير الامتحانات، بما في ذلك الظروف الأمنية غير المستقرة، صعوبة التنقل، وتأثيرات الحرب على البنية التحتية التعليمية. هذه التحديات أدت إلى حرمان العديد من الطلاب من أداء الامتحانات، مما يعكس الحاجة إلى مزيد من الجهود لضمان العدالة و توفير الفرص المتساوية لجميع الطلاب.
فيما يتعلق بدور قوات الدعم السريع، فقد تم رصد محاولات لعرقلة سير الامتحانات في بعض المناطق، بما في ذلك منع الطلاب من مغادرة مناطق سيطرتها للوصول إلى مراكز الامتحانات. هذه التصرفات تستوجب الشجب و الإدانة و المحاسبة.
في الختام، على الرغم من التحديات الكبيرة، إلا أن الحكومة السودانية نجحت في إجراء امتحانات الشهادة السودانية، مما يعكس إرادة قوية للحفاظ على استمرارية التعليم. ومع ذلك، يجب معالجة التحديات التي ظهرت لضمان عدالة أكبر في توزيع الفرص التعليمية لجميع الطلاب في المستقبل.
https://expertspress.org/