مقالات الرأي
أخر الأخبار

هل فشلت قوات الدعم السريع كأحد أدوات تقسيم السودان ؟ .. بقلم/ زهير عبدالله مساعد

تُعدّ أدوات تقسيم السودان مجموعة من العوامل و السياسات التي ساهمت في تفكيك الوحدة الوطنية، و زيادة الانقسامات بين المجموعات المختلفة مما أدى إلى صراعات مستمرة وتحديات خطيرة على الاستقرار السياسي و الاقتصادي في البلاد. استُخدمت الخطابات السياسية التحريضية لتأجيج المشاعر القبلية و الجهوية، بينما ساهمت السياسات القمعية من قبل الحكومات السابقة في الشعور بالتهميش و الظلم لدى بعض المجموعات. زادت التدخلات الخارجية من تعقيد الصراعات بدعمها لبعض الفصائل على حساب أخرى، بينما استُغلت الموارد الطبيعية بشكل غير عادل، مما زاد من الشعور بالظلم و التهميش لدى بعض المناطق. أدى ضعف المؤسسات الحكومية إلى عدم قدرتها على إدارة التنوع الثقافي و القبلي مما أدى إلى تفاقم الأزمات.
تُعتبر هذه الأدوات عوامل رئيسية في تفكيك الوحدة الوطنية في السودان، مما يتطلب حلولًا شاملة لمعالجة هذه القضايا، و إعادة بناء الثقة بين المجموعات المختلفة و إرساء أسس السلام و الاستقرار.

تغيرت المعادلة بشكل كبير بعد هزيمة قوات الدعم السريع التى تعتبر من الأدوات الرئيسية في تقسيم السودان والتى تم توفير الغطاء السياسي والدعم اللوجستي لهذه القوات والتى يُنظر إليها كـ (حصان طروادة ) في تنفيذ مخططات التقسيم.
هناك مخاوف من أن بعض المشاريع الدولية تهدف إلى تقسيم السودان إلى دويلات، تحت ذريعة العمل الإنساني، مما يستدعي بند التدخلات الخارجية، تتداخل هذه العوامل بشكل معقد، يجعل الوضع بحاجة إلى تحليل دقيق و متابعة مستمرة

فشل الدعم السريع:
تُعتبر قوات الدعم السريع قوة عسكرية قويةو بدأت الحرب نتيجة خلافات حول دمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة السودانية، مما أدى إلى حرب مفتوحه على السلطة.قوات الدعم السريع ليست مجرد أداة عسكرية، بل هي جزء من معادلة معقدة تشمل السياسة والاقتصادية ، و تلعب التدخلات الدولية تأثيرات عميقة في هذا الشأن .
استخدمت قوات الدعم  السريع كـ(أداة) للتحكم  في  المناطق التى تسيطر عليها   لتقسيم  البلاد ، الآن   لم  تعد  هذه  (الأدوات) موجودة  بنفس  القوة و النفوذ. فقد تضررت قوات الدعم السريع بشكل كبير لم  تعد  تُشكل  تهديدًا  جديدًا  للوحدة  السياسية  للسودان.

أدوات القوى الخفية
هناك آراء متعددة حول القوى التي تؤثر على الصراع في السودان. بعد فشل قوات الدعم السريع، هناك قوى خفية تحاول استخدام أدوات جديدة لتحقيق أهدافها مثل تأجيج النزاعات القبلية و بعض الدول قد تستغل الوضع الحالي لتحقيق مصالحها.
تشير التقارير إلى أن بعض القوى الدولية لها مصالح في تقسيم السودان لأسباب تتعلق بالاستراتيجية الجيوسياسية. وتسعى دول الجوار الإفريقي مثل كينيا وتشاد جنوب السودان وإثيوبيا ، تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال دعم تقسيم السودان إلى دويلات هذه المصالح قد تؤدي إلى تدخلات أو دعم لجماعات معينة، مما يزيد من تعقيد الوضع في السودان يوجد اعتقاد بأن قوى خفية، سواء كانت محلية أو دولية، قد تسعى لاستغلال الفوضى الحالية لتحقيق مصالحها، مثل تقسيم البلاد أو تعزيز نفوذها .

السيطرة على الموارد:
تُعتبر السيطرة على الموارد  الطبيعية، مثل  الذهب و النفط، من أهم أسباب الصراع في السودان.
بعد  الحرب، فإن السيطرة على هذه الموارد أحد أهداف سيطرة قوات الدعم على الموارد الطبيعية. و تحكمها فى الاقتصاد، بدوره أدى إلى تفاقم الفقر في البلاد. و قد تسببت الحرب في تعطيل حركة التجارة، أثر ذلك سلبًا على الاقتصاد المحلي.

السوشيال ميديا أخطر الوسائل التجسسية
تستخدم السوشيال ميديا ازرع العدو الداخلية في تغيب الوعي الشعبي والقوى الناعمه و هذا من أخطر المعارك و أصعب المراحل التى تمر في معركة تحرير و بناء السودان فمن يملك التكنولوجيا يكون الأقدر على تغيير العقول عن بعد و السيطرة عليها كمرحلة تسبق عملية السيطرة على الأرض خلال نشر شائعات و أخبار مضللة مستغلاً سرعة السوشيال ميديا في النقل، و سرعة بعض النقالين دون التحقق او الرجوع إلى المصادر، و نشر عدداً كبيراً من الأخبار المضللة التى تخدم العدو، لتحقيق أهداف تقسيم الشعب إلى معارض و مؤيد من داخل صفوف المقاومة الشعبية.
الحرب لم تنتهى بتحرير المدن من المليشا أو تحرير الخرطوم أو الفاشر الحرب مستمرة وستظل مستمرة فكما استنفرت المقاومة مقاتليها في الميدان لابد ان يتم استنفار في الفضاء الإلكتروني في إدارة المعركة الرقمية، و تفويت فرصة للعدو لدس الفتنة والتفرقة بين القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والمشتركة او اى منظومة أخري او اى جهة تضع يدها لتحرير البلاد من العدو وجميع النشطاء و سيعمل علي تفتيت هذا الاصطفاف سترون حملات الفتن وقتل الشخصيات والتشكيك فيها والفتك بالنسيج الاجتماعي.

الخطابات السياسية و التقسيم القبلي:
تُعتبر  الخطابات  السياسية من العوامل التي تؤثر على الصراع في باستخدامها في إشعال مشاعر العداء و الكراهية بين الطرفين. القبلية و تفكيك الجبهة الداخلية الداعمة لقوات الشعبية المسلحة و تعتبر الاختلافات  القبلية من العوامل التي تؤثر على الصراع و استخدامه لإشعال  مشاعر العداء و الكراهية.
هذه الظاهرة أصبحت بارزة بشكل خاص بعد سقوط نظام البشير، حيث أدت إلى تصاعد الانقسامات القبلية أبرزها:
1. الدعوات الانفصالية
زيادة الانقسام و تزايدت الدعوات الانفصالية على أسس قبلية وجهوية، و زاد معه حدة الانقسام بين المجموعات المختلفة.تأجج الخطابات التحريضية استخدمت بعض الخطابات السياسية لتأجيج المشاعر القبلية، مما ساهم في تفاقم النزاعات.
2. تسييس القبلية
تأثير السياسة بتسييس القبلية أصبح أحد الأسباب الرئيسية لتصاعد النزاع القبلي، حيث يتم استغلال القضايا القبلية لتحقيق مكاسب سياسية.
3. الانتقال السياسي
لم ينجح الانتقال السياسي و يرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها:
– الأطماع الشخصية فقد أدت الأطماع الشخصية و الرغبة في السلطة إلى صراعات بين القوى السياسية، مما أدى إلى تعطيل عملية الانتقال.
– التدخلات الخارجية أثرت بشكل كبير على العملية السياسية، و زادت من تعقيدها.
مخطط تقسيم السودان لم يتراجع ولكن تتغير أدوات التقسيم وسوف يتم تغيير أدوات المعركة بتغيب الوعي الشعبي و أذرع العدو الداخلية و استقطاب الخبراء و القوة الناعمة و قادة النخب الفكرية و السياسية و الناشطين و المراكز الأكاديمية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى