🎯أكثر ما يضر بالأحزاب الإسلامية حين تبلغ سُدَّة الحكم هو كثرة المنافقين من الأفراد و الجماعات و الأحزاب الذين يلتحقون بها انضماماً أو تحالفاً، و الذين لا تأتي بهم سوى غنيمة السلطة، فلا نفاق قبل الهجرة و الدولة، و المنافقون لا يستهدفون بسِحرهم أكثر من الحاكم … فيقنعونه بأنه الأبلق الفرد، و نسيج وحده، و فلتة زمانه، و أن قومه بل و حتى دعوته لا تساوي شيئاً بدونه، فهو العبقري الملهم، و العالِم المُوَفَّق، و مصير الأمة بيده، و مستقبلها رهينٌ ببركته و حكمته، ثم تأتلق في الأفق السياسي مقولة باطلٍ يراد بها الباطل أن (ليس الفضل لمن سبق و لكن الفضل لمن صدق)، و الله يقول: {لَا یَسۡتَوِی مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَـٰتَلَۚ أُو۟لَـٰۤئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةࣰ مِّنَ ٱلَّذِینَ أَنفَقُوا۟ مِنۢ بَعۡدُ وَقَـٰتَلُوا۟ۚ وَكُلࣰّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ}.
🎯تتابعت الآيات الكريمة في التحذير من هذا الداء الذي لا يكاد يسلم منه رسولٌ أو حاكمٌ إلا بتوفيق الله {وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَیۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِیدُ زِینَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطࣰا}* .. *{وَلَا تَطۡرُدِ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُۥۖ مَا عَلَیۡكَ مِنۡ حِسَابِهِم مِّن شَیۡءࣲ وَمَا مِنۡ حِسَابِكَ عَلَیۡهِم مِّن شَیۡءࣲ فَتَطۡرُدَهُمۡ فَتَكُونَ مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ} ، و خطاب الآيات للمصطفى عليه الصلاة والسلام ناهيك عمّن هو دونه.
🎯عُبَّاد الأوثان هم أشد رجساً من الأوثان، و يفوقهما رجساً و نجاسةً أتباع السامريّ الذين يصنعون لقومهم الأوثان، و الحقيقة أن هذا الداء ظل متلازمةً أقعدت كل الأحزاب و الحركات الإسلامية الحاكمة، و هو مرضٌ عُضالٌ ينبغي مواجهته بعزمٍ و حزمٍ إذ أن فساده تجاوز حيز الاستبداد و إضاعة الأوطان و بلغ حداً أفسد على الناس عقيدتهم ذاتها و بذلك ترتدّ الحركات و الأحزاب الإسلامية إلى نقيض ما قامت عليه أساساً.
🎯من انعدام العقل أن يعمد المرء فيبيع آخرته بدنياه، ولكن أقصى درجات الحُمْق هي ما يتنافس عليها البعض الذين يبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم و قد جعل الله النار لقومٍ لا يعقلون.
٨ نوفمبر ٢٠٢٤م