الصحيفة الإلكترونية
أخر الأخبار

البحر الأحمر صراع النفوذ ورغبة التطوير …بقلم مهندس / مروة محمد سعيد

السودان و ما أدراك ما السودان! مساحة شاسعة، و يذخر بصنوف من الثروات والموارد الموارد مما جعله تحت أعين الطامعين و المتشاكسين.

للسودان حدود برية و كذلك بحرية، و يمثل البحر الأحمر المنفذ البحري الوحيد للبلاد بساحل يبلغ طوله (780) كلم مما جعل له موقع جيواستراتيجي  متفرد.

يوجد على ساحل البحر الأحمر سبعة موانئ، منها ما خُـصص لنقل البضائع و السلع و تصدير المواشي، و منها ما هو مخصص لتصدير النفط و آخر لنقل المسافرين بحراً.

كذلك فالبحر الأحمر ممر تجاري دولي، و وجهة سياحية و مورد سمكي و معدني و نفطي، و يتشارك سواحله كل من السودان، السعودية، جيبوتي، إريتريا، مصر و اليمن.

لكن الأهم المنافسة الحامية في السيطرة عليه كنقطة تأمين، و نقطة لشنّ هجمات و مناورات عسكرية إذا دعت الضرورة.

سبق لتركيا و قطر عقد شراكات  لتطوير موانئ البحر الأحمر، و روسيا أيضاً حاولت إيجاد موطئ قدم لها عبر إنشاء  قاعدة عسكرية، فالصراع محموم بينها و بين عدوتها التقليدية و المتواجدة قبلها على البحر الأحمر، و التحالف بين السودان و روسيا ليس بجديد؛ فروسيا سبق أن  لها الاتفاق مع حكومة السودان على إنشاء قاعدة لها على ساحل البحر الأحمر و لم ير الاتفاق النور لأسباب معقدة، كما سبق لسفينة حربية روسية الرسوّ على ساحل البحر الأحمر في العام (2021)م.

و لدى روسيا خبرة و باع طويل في صناعة و صيانة السفن و القطع البحرية، و تقول عقيدتها البحرية أن لديها الحق في الحصول على الموارد من جميع البحار و المحيطات.

تشهد المنطقة وضع مترقب خاصة بعد اغتيال مدير المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية،  فإيران تتوعد بالرد و تقول أمريكا أنها على استعداد للتصدي لأية هجمات محتملة على حليفتها إسرائيل.

إذاً المنطقة برمتها ربنا تشهد حرباً جديدة، أو تموضع للقوات كما أمر بذلك وزير الدفاع الأميركي. و كما هو معلوم فللولايات المتحدة و فرنسا قواعد على البحر الأحمر في جيبوتي، و البحر الأبيض المتوسط وجهة للسفن الحربية الأمريكية التي يتم إحلالها و إبدالها و عليها عبور البحر الأحمر لتصل إليه، و هو كذلك يربط البحر المتوسط بالخليج العربي، و كل منهما به أسطول بحري يتبع للقوات البحرية الأمريكية، و الأجواء مفتوحة و الموانئ مهددة و الولايات الشرقية كذلك حال حدوث أي مناورات أو هجمات، فالموانئ السودانية قد يكون لها دور في خدمة البلدان المجاورة الحبيسة مستقبلاً – و بالفعل يتم تصدير نفط دولة جنوب السودان عبر أراضي و موانئ السودان الشرقية- .

تردّد السودان كثيراً في حسم العلاقة مع روسيا و ملف القاعدة العسكرية حتى وقت قريب، و مؤخراً جددت روسيا طلبها بإنشاء نقطة تزود للوقود بدلاً عن قاعدة عسكرية و أجابت الحكومة بأن لا مانع لديها مقابل الإمداد بالأسلحة و الذخائر، و حوجة السودان لداعم عسكري قد يساعد في حسم المعارك لصالحه -رغم تعقيد العلاقات مع روسيا خاصة بعد علاقتها مع ميليشيا الدعم السريع المتمردة- و التحالفات القوية ضرورة ملحة في هذا التوقيت، ليس فقط للدعم العسكري و لكن لحماية ما تبقّى من بنية تحتية في السودان بما فيها ساحله الشرقي و الموانئ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى