خرج من سجونهم ليصبح قائدا لحماس، و ليكون لهم عدواً و حزنا، إسرائيل بكل أجهزة مخابراتها المتعددة والتقنيات والخبرات التي توفرت لها، فشلت في توقع أن سجينها سيكون هو قائد حماس الذي سيمرغ أنفها، و يسدد لها أكبر ضربة في تأريخها لو كان محللو الاستخبارات لهم أدنى قراءة لقدرات ذلك السجين لتمت تصفيته و هو بين أيديهم هذا كان فشلهم الأول.
في (7 اكتوبر 2023) سدد لهم الضربة الأكثر إيلاماً و التي لم يتلقونها منذ قيام دولتهم الغاصبة في (1948) ، و جعل أجهزة مخابراتهم و جيشهم أضحوكة في ذلك الصباح و المجاهدون يقتحمون حدودهم و تحصيناتهم و مركز المراقبة بشاشته التي كانت تراقب كل شئ، ثم ينشرون الرعب و الارتباك، و يرجع المجاهدون إلى غزة بأكثر من (200) أسير من ضباط و جنود النخبة، ولازالت إسرائيل بعد أكثر من سنة تتحاشى فتح ملف الفشل الاستخباري أمام الرأي العام الداخلي بل تقدم معلوماتها لأهالي الأسرى في جلسات سرية.
أكثر من (12) شهراً من العملية المباركة، و اجتياح غزة و ضرب المدنيين فيها بأعتى و أحدث آلة عسكرية في التأريخ، و دعم مفتوح من الولايات المتحدة الأمريكية ،القوة الأعظم، ظل الرأي العام الإسرائيلي يتساءل لماذا لم يتم قتل السنوار، وقادة إسرائيل يسربون التبريرات الخجولة لمواطنيهم تارة إنه مختفٍ في نفق و تارة أخرى يحيط نفسه بالأسرى و يتخذهم دروعاً بشرية.
قبل سنوات تحداهم علناً في لقاء مفتوح مع الإعلاميين في غزة، و أعلنها بكل وضوح أنه لا يخشى الموت، و إن أغلى أمانيه أن يلقى ربه شهيداً دفاعاً عن أولى القبلتين.
للمرة الثالثة ها هو يهزمهم، فبعد عام كامل من مسح غزة بالطائرات الأمريكية و تغطيتها بمسيرات المراقبة على مدى (24) ساعة و الأقمار الاصطناعية، يلقى أمنيته كما أراد لا كما يريدون، و يثبت فشلهم الاستخباري مرة ثالثة، فهو لم يكن في نفق، ولم يحِط نفسه بأسرى، و يلقى ربه في مواجهة لم يخططوا لها لكنها صدفة باعترافهم إذ لم يكونوا يعلمون أنه هناك.
تقبل الله الشهيد السنوار، فهو بإذن الله حيُّ عند ربه يُرزق…
محمد جاويش