الطوائف الشيعية والسنية في الصراعات الدولية … بقلم اللواء (م) مازن محمد إسماعيل
📍عن أبي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (خلق الله آدم على صورته ، طوله ستون ذراعاً) الحديث متفق عليه ، وروى قتادة عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعًا: (رَأَيْتُ رَبِّي فِي صُورَةِ شَابٍّ أَمْرَدَ، لَهُ وَفْرَةٌ جَعْدٌ قَطَطٌ، فِي رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ) والحديث صححه الإمام أحمد والطبراني وابن تيمية وغيرهم … وقد جعلوا لله حُجْزةً وحقواً لاذت به الرَّحم ، وغفلوا عن الكناية والمجاز فزعموا أن للرحمن يدٌ وساق ، وأنه ينزل إلى مكانٍ في زمانٍ يجري عليه ، وكثيرٌ غير ذلك من فساد العقيدة في الأحاديث الموضوعة وفساد التأويل وشطحات الفكر ، وسبحان خالق المكان والزمان ، كان ولازمان ولا مكان ، وهو على ما كان قبل خلق الزمان والمكان لم يتغير عمَّا كان ، ليس كمثله شئ في الأرض ولا في السماء ، وتعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
📍في مجتمعاتنا السنية احتشدت معارفنا بالفساد الذي لازم عقيدة الشيعة وتصوراتهم وفكرهم ، والذي انسحبت عليه ممارساتهم ونظرتهم نحو الآخر ، والحقيقة أن ذات ما يُعاب على الشيعة ينطبق على أهل السنة ، وقد استمرأت الأمة (إلا من رحِمَ ربي) إسلام قيادها إلى الرجال حتى تم استنعاجها بالتعصُّب ، فتشهد بغير الحقِّ مخالفةً أمر ربها بالتبيُّن والتبصُّر ، والحق أنَّ كُلاً يعملُ على شاكلته وربكم أعلم بمن هو أضل سبيلاً.
📍إن من أصول الفقه الذي يدين به السلفية وأهل السنة مبدأ أن المسلمين يقاتلون خلف البرِّ والفاجر ، وأنه لا حرج في مناصرة كافرٍ على قتال من هو أشد منه كفراً ، وكان عليه الصلاة والسلام حليفاً لخزاعة وقبائل يهودٍ في المدينة ، ومن عَجَبٍ أن أمريكا التي لم تحارب إلا المسلمين منذ الحرب العالمية الثانية لا يرى السلفية وأهل السنة بأساً في التحالف العسكري معها ، فانتشرت قواعدها العسكرية في كل الجزيرة العربية وجيبوتي والعراق وبلاد الشام وتركيا وغيرها ، ثم يستنكفون على المسلمين مجرد المناصرة بالقلب والقلم لمحور الشيعة الذي يقاتل الكيان الصهيوني مناصرةً لأهل السنة في فلسطين حين خذلهم أهل السنة من العرب والعجم ، وليتهم وقفوا عند حد الخذلان ، بل إن بعضهم يتآمر مع أمريكا والكيان الصهيوني وأذنابه على استئصال أهل السنة في فلسطين والسودان وغيرهما.
📍إننا لن نمثل أمام الله بجوازات سفرنا ، ولن تنفعنا أمامه سبحانه وتعالى طوائفنا السنية والشيعية ، فما هي إلا أسماءٌ سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان ، ولكننا سنجثوا عبيداً أمام الله وكتابه ينطق علينا بالحق ، والمسلم أخو المسلم ، لا يخذُلُه ولا يُسلِمُه ، والمسلم هو من شهِد الشهادتين ، ومن خلط عقيدته بفسادٍ من سنةٍ أو شيعةٍ فسبيلنا فيه الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة لأنه وليٌّ حميم ، وما يجري في العالم هو صراعٌ دوليٌّ يراد منه استضعاف المسلمين كافةً واستباحة بيضتهم ، والذين يعمَدون فيه لتقسيمنا إلى سنة وشيعة يخذل بعضهم بعضاً ويقاتل بعضهم بعضاً .. هم أدنى العدو وأخطره ، وهي دعوةٌ يتطابق معها الذين خذلوا جيشنا بزعم أنهم إسلاميين ، ويا لها من تُهمةٍ سبقهم بها قومُ لوطٍ حين قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناسٌ يتطهَّرون .. والحقيقة أن بعضهم يفعل ذلك غفلةً ويظن أنه يُحسِنُ صنعاً ، والعنصرية هي دين إبليس ، والعصبية الطائفية هي سلاح أعوان إبليس في مبدئهم الذي يقول: فرِّق تسُد ، والمسلمون أمةٌ واحدةٌ يسعى بذمتهم أدناهم ، ومن عجز عن قتال الصهاينة والجنجويد فلا أقل من أن يكُف لسانه عن الفتنه بين أمة لا إله إلا الله.
📍يقول الدكتور علي شريعتي وهو من كبار أعمدة الفكر الشيعي المعاصر: أنا سُنِّي المذهب ، صوفي المشرب ، بوذيٌّ ذو نزعة وجودية ، شيوعيٌّ ذو نزعة دينية ، واقعيٌّ ذو نزعة خياليَّة ، شيعيٌّ ذو نزعة وهابية ..فإذا لم تكن في ساحة الحق والباطل ، وإذا لم تكن شاهد عصرك وشهيداً على الحق والباطل في مجتمعك ، فكن إذاً أينما شئت ، لا فرق بين أن تكون قائماً للصلاة حينذاك أو جالساً لشُرب الخمر ، فكلاهما سيان.
٢ أغسطس ٢٠٢٤م