الصحيفة الإلكترونيةمقالات الرأي

حكاوي مؤتمر أم قرون

د/ أحمد المبارك محمد الحسن


هكذا بدأ مؤتمر القحاتة والجنجويد بأديس أبابا؛ جمعٌ غفيرٌ من العاطلين والعاطلات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء لما أرادوه لبلادنا ولعقيدتنا من فسادٍ وما جرّوه علينا من دمار الحرب وخراب الاقتتال.
جاءوا رغم خلافاتهم وتقسيماتهم وتنافراتهم لم يجمعهم إلا مال الكفيل، وجاء كبيرهم للجلسة يمشي ثقيلاً بلا استحياء، وبالرأس قليل من فكر وبعضٌ من أمر وكثيرٌ من خمر ليكسب الشرعية من هذا الزحام ويتسيد هذا الجمع من اللئام، ليتمكن من عمل اللقاءات وحضور المؤتمرات ورؤية الشخصيات وتمثيل الأقليات والظهور في القنوات وذلك بتخطيط الكفيل ليعبر به المرحلة القادمة لجمع شتات القوة المدعاة المدنية وأحزابها غير المرئية وتكوين الحكومة المنفية.
هكذا فإذا خسِر الكفيل الحرب فلْتنجحِ السياسة ولتمضِ الكياسة عسى أن يحقق المكاسب وينال المقاصد بالتحكم في كل السودان أو تقسيمه حتى تسهل سرقة الثروات ونهب الممتلكات واستغلال المقدرات.
وتزاحمت المنصة الرئيسة حتى ضاقت بالحضور، وكلَّ من اعتلاها يحسب أن له جمهور وسيكون له دور حتى كادت أن تفلت من حمدوك الأمور فوقف يترجّى ويتبدّى ويقول: أحضروا للمنصة مزيداً من الكراسي فالدقير يعاني والهادي إدريس يقاسي.
وأمامه جلس البقية من التعساء الذين ضلّ سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا، أما الباقيات جلسن شوف يا شناتِن (كاسيات عاريات) عجايز ماكرات وقلن نحنُ للمهمشات ممثلات وللمغتصبات مكذّبات وللمتحررات مكملات وللدعاميات ناصرات وللدين رافضات ولأم قرون مؤيّدات وللرجال مغريات.
وقام فيهم رجلٌ ظنّ أنه رشيد، وتحدث يريد أن يفضح الجنجويد، فهاجوا فيه وأسكتُوه وألجمُوه واحتار في الأمر وهو لا يدري أن للجنجويد قام المؤتمر، وأن كلاماً مثل هذا غير مقبول، ويُبعدُهم عن الكفيل والقبول، ويقطعُ الإمداد وينفطر الفؤاد .
أيّها القوم، إنما تفعلون هو خيانة لوطنكم، وضياع لميراث الأجداد وتفريط في حق الأبناء والأحفاد في وطنٍ واسع، وطنٍ آمن، وطنٍ للحق حافظ وللديموقراطية ناجز، وطنٍ حباه الله بكل خير ونعمة وأراد أسيادكم أن يقلبوها بؤسا و نقمة، فلا تُطيعوهم فيضلوا بكم السبيل، واتخذوهم عدواً فإنهم لكم عدوّ، ولا تأمنوهم فهم فيكم طامعون، وغداً عنكم ساهون, ولبلادكم قاهرون ولثرواتها ناهبون. فعودوا لرُشدكم وصالحوا أوطانَكم وأنفُسَكم وكونوا بجانب مجتمعاتكم وأهلكم وهذه نصيحةٌ لعلكم تهتدون وللحقّ ترجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى