الخدمات الصحفية و الإعلاميةالصحيفة الإلكترونية
أخر الأخبار

(خطاب حميدتي).. الرياح الدولية تطيح بآخر أوراق “بن زايد” .. !!

تحليل اخباري: مركز الخبراء العرب
(ظهور مضحك يحاول به الرجل مغازلة دول الجوار التي تتفهم نواياه جيدًا و محاولة بائسة لاستقطاب قيادة المشتركة) بهذه العبارة ابتدر دبلوماسي رفيع تحليله لخطاب قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الذي كان يخاطب قواته بالقرب من المثلث الحدودي الرابط بين دول السودان و مصر ليبيا.
و لم تستبعد مصادر حكومية رفيعة تحدثت لـ”مركز الخبراء العرب” أن تكون تحركات الرجل قد انطلقت من مناطق داخل الحدود الليبية تقع تحت سيطرة الجنرال خليفة حفتر المعروف بدعمه و إسناده اللوجستي و القتالي للمليشيا،مبينًا أن بعض مفردات الخطاب أراد بها حميدتي أن يؤكد أنه على قيد الحياة في محاولة قد (لا تنجح) و ذلك باستدلاله وتهكمه من تقنية “الذكاء الاصطناعي” و ذلك تجلى بصورة واضحة في عبارة (خلعت النظارة عشان مايقولوا ليكم مات)، و هي في تقدير البعض خطأ استراتيجي ما كان لمهندس الخطاب أن يقع فيه باعتبار أن الرجل إذا كان على قيد الحياة لقام بتفنيد مارسخ في مخيلة “الرأي العام “بأن اغلبية ظهور الرجل كان يتم عبر التقنيات العالية للذكاء الاصطناعي، و لكن أن يخاطب قواته لتوضيح افتراضات ملأت الدنيا و شغلت الناس بعد أكثر من عامين من الحرب فإن الأمر يلقي بالكثير من الشكوك على حقيقة وجود الرجل على قيد الحياة سيما بعدما تداولت العديد من الوسائط معلومات حول وضعه الصحي الذي كان يخضع معه للعلاج باحد المدن الكينية.
و تشير عدة قراءات إلى أن خطاب حميدتي الأخير نظر إليه الجانب المصري بقدر غير قليل من الشكوك و الريبة، فيما عده البعض مسارًا جديدًا تحاول عبره بعض الدول الداعمة للمليشيا لترميم شروخ اعترت علاقات الدعم السريع التي ظلت تتهم الطيران المصري بقصف قواتها في معارك الخرطوم و غيرها من الولايات التي غادرتها المليشيا و هي تجرجر خيبات الهزيمة وراء ظهرها و هو اتجاه أشار إليه خطاب حميدتي بصورة واضحة في قوله (أخرجونا من مناطق غالية شديد فقدنا فيها أعز ما نملك).
و لكن أكثر المؤشرات التي تفيد بأن القاهرة الرسمية غير مهتمة بظهور الرجل، و أن استراتيجية العلاقة بين الجانبين خارج حسابات التفاهم أو الحوار هو ما أفاد به مساعد وزير الخارجية المصري و مسؤول إدارة السودان السابق بالخارجية المصرية السفير حسام عيسى حيث قام بتفسير حديث قائد قوات الدعم السريع المتمردة محمد حمدان دقلو “حميدتي” حول مراجعة حساباته تجاه مصر بأنها إدراك منه للثقل المصري و محاولة لتجنب استفزاز الجار القوي.
و قال عيسى سفير مصر السابق في الخرطوم إن حميدتي يحاول تبرير تحركاته في المثلث الحدودي بين السودان و مصر و ليبيا، مضيفاً أنها وسيلة براغماتية من أجل عدم استثارة جار إقليمي قوي له تأثير في هذه الظروف، مؤكدًا أن مصر تراقب الموقف بكل دقة و في المثلث الحدودي على وجه الخصوص.
أكد مساعد وزير الخارجية المصري السابق في حديث نقله عنه موقع “المحقق الإخباري”موقف مصر الثابت من عدم تورطها في أي حروب خارج حدودها و أنها لا تبادر أحدًا بالحرب، و قال إن مصر موقفها ثابت أيضًا و لن يتغير من وقوفها مع الدولة السودانية و مؤسساتها و على رأسها القوات المسلحة السودانية، مشددًا على أن القوات المسلحة السودانية هي صمام الأمان في السودان، و أن وجود المليشيات و السلاح خارج سيطرة الدولة هو الذي يؤدي إلى التقسيم و عدم الاستقرار، و قال: “موقف مصر مبدئي من المليشيات عمومًا وفي أي دولة، مستشهدًا بما فعلته المليشيات في دول المنطقة والتي كانت سببا في انهيار الحكومات المركزية بها وأن وجود المليشيا هو بداية تحلل أي دولة وتهديد أمنها القومي.
و أشار إلى تصريح حميدتي السابق حول مشاركة الطيران المصري في عدد من المواقع السودانية، وقال من المعلوم أن هذه استراتيجية في حالة الهزيمة و إيجاد محاولات للتبرير، مؤكدًا أن هذه الاتهامات ليس لها أساس من الصحة، و أن حميدتي لم يأت بدليل عليها، و قال إن حميدتي يحاول أن يأمن شر مصر و أنه يتعامل مع وجود قواته في المثلث الحدودي بحذر شديد.
و في سياق غير بعيد قطعت مصادر حكومية رفيعة تحدثت لـ”مركز الخبراء العرب” أن ظهور حميدتي في دارفور يكشف لحظة انهيار حقيقية للمشروع الإماراتي في السودان بعد غياب دام للرجل نحو عامين اكتفى خلاله بالظهور في تسجيلات صوتية و مقاطع فيديو ممنتجة بعناية ضمن خطة إعلامية استخباراتية تشرف عليها أبوظبي، و أن الأمر لا يمكن تفسيره إلا باعتباره الورقة الأخيرة في يد محمد بن زايد بعد أن أدرك أن مشروعه في السودان الذي أغرق فيه المليارات وصل إلى حافة الانهيار الكامل في لحظة مشتعلة إقليميًا و متغيرات عالمية تتطلب إعادة ترتيب الأوراق بأي ثمن.
و أكدت المصادر أن المرتزقة المستوردين من تشاد، و مالي، و النيجر و ليبيا لم يعودوا مؤمنين بالمشروع و الهروب متتالي، و أيضاً الكوادر المحلية في دارفور بدأت تنقلب بعد أن انكشفت الأكاذيب مبينة أن حميدتي أراد إرسال رسالة مفادها: “القائد ما زال حيًا و سيعوضكم!” مؤكدة أن أهم متغيرات الميدان داخل المليشيا قد كشفها الخطاب ممثلة في بداية مرحلة تصفية الحسابات، حيث أشار في خطابه إلى تجهيز السجون و إعادة السيطرة و الانضباط و هي إشارة واضحة إلى أن خلافات داخلية تضرب جسم المليشيا و عمليات نهب وفساد في دارفور من قواته و أن مرحلة محاكمات داخلية ستبدأ لقمع التمرد من داخل الصف (تكرار كذبة ولايات الوسط).
و يرى العديد من المراقبين أنه و منذ اندلاع الحرب سحبت الإمارات قائد المليشيا إلى الحماية السرية المباشرة محجوبًا عن الأنظار للحفاظ على المشروع كورقة ضغط و تفاوض مع الحكومة و فرضت عليه عزلة تامة عن الميدان و الظهور إعلاميًا بنُدرة يتلقى التعليمات و يصدر التسجيلات و الفيديوهات المعدة و ممنتجة مسبقًا، لم يكن ذلك حرصًا عليه فقط بل، جزءًا من إستراتيجية إعلامية تحاول الحفاظ على حضوره الرمزي في أذهان المرتزقة بينما تُدار المعارك على الأرض بواسطة مرتزقة و مليشيات تم شراؤها بالمال، لكن التطورات الميدانية و التدهور المتسارع مؤخرًا من هزائم عسكرية متتالية في محاور الوسط و غرب السودان و الضربات الجوية التي قامت بها القوات المسلحة بعد كسر منظومات الإمارات في نيالا آخر معاقل المليشيا كانت صدمة كبيرة قادت لاستسلام المئات خلال الفترة الماضية، و فجرت ما يعرف بانتفاضة الجرحى و المصابين في دارفور نتيجة الإهمال الطبي و عدم توفر العلاج و الأدوية و الرعاية، بالإضافة إلى مظاهرات أسر القتلى بعد أن تبيّن لهم أنهم سقطوا في مشروع خاسر قادتهم إليه “أسرة دقلو” و مليشياتها التي حاول قائدها القفز على الحقائق المشار اليها في خطابه الأخير، و لكنها أظهرته عار من المصداقية كشان قضيته المزعومة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى