على مشارف الانتصار .. شئٌ من الاستفسار .. منعاً لتكرار الاستحمار … بقلم اللواء (م) مازن محمد اسماعيل
🤔 ما هي مقدسات الثورة المجيدة التي ينبغي الالتزام بالدفاع عنها .. هذه الثورة التي بدأ أطرافها عهدهم بإقصاء بعضهم بعضاً ولعن بعضهم بعضاً ولايزالون يقتل بعضهم بعضاً ، ونقضوا اتفاقهم السياسي قبل أن يجف حبره ، وخرقوا رقيعتهم الدستورية عشرات المرات ، وارتكب بعضهم مجزة فض الاعتصام ضد بعضهم الآخر ، واستمر بعضهم في التظاهر ضد البعض الآخر الذي لم يتوقف عن قتلهم ، واستجلبوا طوعاً وصايةً دوليةً على بلادهم ، ودفعوا من مال البلاد وبشكلٍ جزافيٍّ جزيةً عن جريمةٍ لم يرتكبها السودان لمن لا يستحقها ودون مقابل ، ودونما حق أو شرعية أو مصلحة أو حتى ضرورة .. صادروا الإرادة الوطنية لأيدٍ خارجيةٍ أسموها بالرباعية ، وطبّعوا علاقتهم بإسرائيل وأدخلوها إلى مسارب صناعاتنا الدفاعية ، ومكَّنوها من اختراق منظومة اتصالاتنا الوطنية عبر برنامج بيغاسوس ، وأفسدوا الحياة السياسية والمجتمعية بأموال الإمارات القذرة ، ومنحوها بليلٍ مشروع الهوَّاد وميناء أبوعمامة وكادوا أن يهبونها الفشقة ، ولم يرضوا حتى انقلب بعضهم على بعض في ٢٥ أكتوبر ، ولم يهنأ لأطراف الثورة بالٌ حتى زجُّوا البلاد في حربٍ حرقوا بها الأخضر واليابس من البلاد ، وأهلكوا الحرث والنسل ومستقبل الأجيال ولازالوا يفعلون .. *فما هي مقدسات الثورة المجيدة التي ينبغي الدفاع عنها ، ومن الذي قدّسها؟*
🤔ما المقصود ب لا عودة للنظام السابق ، وهل هناك تعربف متفق عليه لماهية النظام السابق ، ومن الذي يحدد عودته من عدمها .. هل يحدد ذلك أمريكا والإمارات ، أم يحدد ذلك السيد البرهان ، أم أنها قحت/تقدم ودعمها السريع من يحدد ذلك ، أم أن صندوق الانتخابات هو من يحدد … فإن كان صندوق الانتخابات هو من يحدد .. فبأي حقٍ أو منطقٍ يتم الافتئات عليه اليوم؟ ولماذا يُخص هو دون غيره؟ ولماذا لا يشمل ذلك الدعم السريع أو قحت/تقدم؟ *ولماذا يظن البعض أن السيد البرهان أو الدعم السريع أو قحت/تقدم .. أقلُّ إثماً وأحبُّ إلى أهل السودان من النظام السابق أيَّاً كان تعريفه؟*
🤔منذ استقلال السودان يتم إسكات كل متسائل بأن *`الوقت غير مناسب`* وأننا في *`ظرفٍ دقيق`* وبلادنا تَمُرُّ ب *`منعطف خطير`* ، ولم يعثر أحد على تعريفٍ متفقٍ عليه لهذه العبارات ليفهم الناس *متى سيكون الوقت مناسباً بلا ظروف دقيقة ولا منعطفات حرجة أو خطيرةٍ للشفافية والنقد والتصويب والتصحيح والمحاسبة؟*
🤔ما هي الجهات أو المؤسسات التي ينبغي أن تُعرِّف *`المصلحة الوطنية`* ، وما هي آليات تحديدها ، *ولماذا في بلادنا دون غيرها يكون تحديد المصلحة الوطنية مُرتبطٌ بوحيٍ يأتي في منامات الحكام وآباؤهم من زمان المهدية وحتى السيد البرهان؟*
🤔ظللنا نسمع ونقرأ في السودان عبارات ` *الحاكم عارف شغله`* ، *`المؤسسة الفلانية عارفة شغلها`* ، وحصرياُ لم نسمعها في السودان إلا في هذا الزمن ، فإذا كان واقع اليوم في البلاد هو نتاج من يعرف شغله .. *فكيف إذن سيكون حال السودان إن حكمه من لا يعرف شغله ، وما هو بكاهن ، ولا يملك إبرةً يحفر بها ، وليس داهيةً في الخداع الاستراتيجي؟*
🤔هل وقف أحدكم على مقالةٍ أو قصيدةٍ .. أمريكية أو بريطانية أو فرنسية أو إسرائيلية أو صينية أو روسية أو سنغافورية تمتدح رئيسها أو رئيس وزرائها أو قائد جيشها أو مدير مخابراتها … من وجد منكم شيئاً كذلك فليُتحِفنا بها فيزيدنا علماً وفهماً .. فلست أدري *لماذا `-على فشلنا الذي تسير به الإذاعات والصحف والقنوات-` نُدبج المقالات والقصائد للمديح في كل حينٍ وآن ، فنصنع طواغيتنا بأيدي بعضنا كما قال بيغوفيتش عليه رحمة الله؟*
🟣إن أفضل توقيتٍ لزرع شجرة الإصلاح كان قبل خمس سنوات ، وأفضل وقتٍ بعد ذلك هو اليوم ، فليس التسويف عُذراً يرضاه الله ، ولن يستقيم بالتسويف حق ، ولن يقيلنا به التاريخ … والوقت دائماً مناسبٌ لتصحيح الأخطاء وتصويب الأمور ، والظروف الدقيقة والمنعطفات الخطيرة لا يمكن تجاوزها (بالدغمسة) وغض الطرف وإسبال الرداء على القذى ، فإنما جعل الله البلاء وسيلةً للمراجعة والتمحيص والتمييز ، ولا مجال للنجاح في تجاوز الابتلاء بمجرد بالإرجاء وحُسن الرجاء ، والمصالح الوطنية تُحدِّدها استراتيجيةٌ قوميةٌ قامت عليها مؤسساتٌ شوريةٌ قررت آليات وحيثيات إنفاذها ، والله جعل الناس شهداء على الناس بمن فيهم حكامهم ومؤسساتهم ، وما فشى التطبيل في أمةٍ إلا حاقت بها الخيبات ودُقَّت عليها الطبول بالبليَّات ، ومهما بلغ حِلمُ السودانيون أو حتى سذاجتهم .. فإنه يستحيل أن يتجاوز الحساب الدقيق الذي سيشمل الدماء والأعراض واختطاف الإرادة الوطنية ولن يتوقف على النقير والقطمير من الأموال العامة والخاصة .. وإنما هي موازينٌ اليوم تمتلئ ، وصحائف أعمالٍ تُحشَد ، وعرائض ادِّعاءٍ تُكتَب ، ومن شاء فليستقلِل أو يستكثِر ، فما وقع ولازال يقع .. قد فاق القدرة البشرية على العفو أو النسيان ، وقد اقترب للناس حسابهم وهم في غفلةٍ يلعبون.
٢٩ سبتمبر ٢٠٢٤م