كيف ننهض ؟!
بقلم : أ/ احمد الزبير محجوب
فهم السؤال نصف الإجابة، والنصف الآخر فى إتباع خطوات مدروسة متتالية بلا قفزات، بذا إن لم نصل لنتيجة صحيحة من المحاولة الأولى، سنصل بجهدٍ وزمنٍ أقل ، نبذلهما فى المراجعة والتدقيق.
من حسن الفهم أن نعى شمولية النهضة، فلا نقول: نهضت يدي او قدمى – إذا رفعتهما – فالنهوض بكامل الجسم كذلك لن ننهض بمجرد (تشتيت دولارات فى صرافات) أو إقصاء (ناس أو مؤسسات).
حبانا -الرزاق الكريم- بموارد عظيمة كلها نقاط قوة يضعفها عدم حصرها والإحاطة بها، فالدول المتقدمة تعلم ما لديها ،كماً ونوعاً وقيمةً، حتى الشجر والدواب والطيور والحشرات وجمادات السطح والأعماق.
وابتلى الله بعضنا ببعض لينظر كيف نفعل، وللأسف فشلنا فى الإمتحان ، فنحن نقاط الضعف.
فكيف ننهض وبعضنا يهدم ما نبني:
بعضنا يفتخر أنه لا يسرق بل يقلع !! يتنزّه عن الصغائر ويتخايل بالكبائر ثم تجد من يمجده من ناقصى نظرٍ أو فقه.
وبعضنا يقوم بذات القلع لكن بغطاء العشم الزائد وزعم (الحالة واحدة).
وبعضنا يكبت خيره خشية الحسد والبعض يمنع نقده بإتهام ناصحيه بالحسد.
وأكثرنا لا يكترث لعاقبة أفعاله، فتجده متصالحاً مع فاسد أو كاذب أو خائن أو عميل لا يمنعه ولا يساعد على منعه.
كيف ننهض ونخبتنا تقتات على الصراعات فتصنعها من لا شئ :
أغرقونا فى مستنقع اللغة الرسمية رغم أنها للإستخدام الحكومى فقط ، والمواطنون أحرارٌ أبداً فى إتخاذ أى لغة تواصل فيما بينهم وهذا واقع مُعاش لا غلاط فيه ،
فهل تعلم النخب:أن الانجليزية لغة رسمية ل (67) دولة ليس من بينها أصحاب الشأن (المملكة المتحدة وأمريكا واستراليا) إذ ليس لها لغة رسمية، ولبوليفيا (37) لغة ، وللهند (23) لغة ولجنوب افريقيا (11) لغة كلها رسمية !!
ولنا أن نسأل: برأيك، إن فعلنا مثل أمريكا او الهند فما هى اللغة التى ستصبح رسمية بحكم الواقع ؟! ولك أن تضحك ملء شدقيك فجدالهم باللغة التى يرفضونها لا بالتى يريدونها !!
وأحرقونا فى جحيم فصل الدين عن الدولة، رغم أن لبعض أقاليم فرنسا أديان رسمية ، واليونان والدنمارك وآيسلندا والنرويج وإنجلترا لكل منها دينها الرسمى ، ولقب ملك إنجلترا هو (حامى الإيمان)، ولا يخلو دستور غربى أو شرقى (غالباً) من الإشارة الى دين سائد أو مختار، كما أن الإسلام هو الدين الرسمى لدول عديدة أذكر منها ( قطر وماليزيا وسلطنة عمان وبروناي) فأين ما تخشوه ؟ و(الإمارات وسوريا والعراق ومصر) فلمن تتزلفون ؟ وبأى منطق ؟ فحتى لإسرائيل دين رسمي.
ثم نثرونا فوق أشواك الهوية !! وإنى أتعجب لمن تخلى عن دين سائد ولسان سائد ثم بحث عن هوية !! هنالك دساتير غير مدونة فلماذا نصرعلى تدوين هوية؟ لماذا لا نكتفى بحفظ حق الجميع وعدم التمييز بسبب لون أو هوية أو دين …الخ.
فى الأمور سَعَـة إن إهتمت النخب بالأولويات ،بقلوب سليمة من المرض والغرض، وبعقول متفتحة ومرنة.
كيف ننهض وإدارتنا وخدمتنا المدنية بلا ضبط ولا ربط وتسير مُكِبَّة على وجهها:
لا ينبغى لأحد أن يجرِّم القبائل بجرم من التحق منهم بالمليشيا، أو بجرم من تلقى المنهوبات بالزغاريد ، فلا تزر وازرة وزر أخرى، ولكن كان على من استقبل وفود تلك القبائل أن يؤكد لهم :
لطالما تحملنا ( ديات) قتلاكم، و (تعويضات) أضراركم الناشئة من (داحسكم وغبرائكم) إذ لا ناقة لنا فيها ولا جمل. اليوم إما أن تتحمل كافة قبائلكم دفع (ديات) قتلانا و (تعويضات) أضرارنا أو ترُدّوا كل ما دفعناه لكم منذ العام (56) ، ( وعليه يتم مصادرة كافة الحواكير والمسارات لصالح الدولة ليتم تخصيصها وفق القوانين، وكذلك مصادرة ثروات ومواشى وإبل كل من شارك مع المليشيا ولو بزغرودة أو مارس النهب والبلطجة ولو فيما مضى).
كما كان – ومازال- على وزير الإعلام أن يقيل مرؤوسه الذى فشل فى تدريب وإعداد ثلة من الشباب لخلافته، وليعيّن شاباً بدلاً عنه (فإن فاته التعلم من خبرة سلفه فسيتعلم من أخطائه)، وليكن أول قرار يتخذه : فصل المذيعة التى لم تتورع عن إيقاظ فتنة كبيرة، وعلى مجلس الوزراء التحقيق فى كيفية إعادة مفصول برتبة أعلى مما يوحى أن الخدمة المدنية (خدمة ملاكى)، والتحقيق مع كل من لبى نداء الفتنة ، والاكتفاء بإعتذار مع إلتزام بعدم التكرار فلأهل الشرق مواقف ومكارم.
لاعتماد دستور للبلاد طريقين لا ثالث لهما: إما بجمعية تأسيسية ينتخبها الشعب لذلك حصراً، أو يتم وضع الدستور برلمانياً، أو من قبل الحاكم ثم عرضه على الشعب فى إستفتاء عام ليعتمده او يرفضه، وكم يحزننى أن يهدر حاكمنا (فرصة) عرض دستور 2005 على الشعب في استفتاء عام، فهو دستور معتمد من البرلمان الذى (أجاز قانون الدعم السريع) فهو مقبول من (قحت)، ومُجاز من كل الأحزاب بتوقيعاتهم وبضمان المجتمع الدولي دُولاً ومنظمات ومات قرنق راضياً عنه فلماذا نهدر كل هذا ؟ إلى متى نعتمد ونلغى الدساتير؟ أكلما رفض فريقٌ منهم نقيم له مائدة مستديرة؟ لماذا لا نكلله باستفتاء الشعب ثم نطالب الضامنين بالوفاء بالتزاماتهم ؟ونقطع الطريق على الأحزاب حتى لا تقيم مسالخ ذبح الوطن ببيع المواقف والذمم.
هكذا يجب سد الثغرات، ومعالجة (التهديدات) حتى لا يستغلها الأعداء واقتناص (الفرص) حتى نمضى قُُدماً الى الأمام بخطوات ثابتة واثقة ومتتالية.