لماذا انهارت مفاوضات جوبا؟؟
جوبا؛ يوسف عبد المنان
بعد ثمانية أيام من التفاوض المتعثر والاجتماعات التي تنعقد وتنفض من غير إعلان وافصاح عن مايدور في كواليس فندق برميد وسط العاصمة الجنوبية التي نهضت من رماد الحرب عمران وبني تحتية انفضت جلسات الأمل المعقود لإغاثة إقليم جبال النوبة (جنوب كردفان) والنيل الأزرق وغرب كردفان حيث يتضور الناس جوعا حد عجز رب الأسرة عن شراء ملوة الفتريته الواحدة والتي كانت تمثل غذاء الحيوان فصارت امنيه للإنسان في زمن الجوع والمصغبة وقبل الإجابة على سؤال لماذا انهارت مفاوضات جوبا؟؟ السؤال لماذا مفاوضات جوبا؟ الإجابة تعيدنا إلى مفاوضات الرابع من أيار مايو الجاري بين الفريق شمس الدين كباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة وعضو مجلس السيادة والفريق عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية شمال وماتم الاتفاق عليه في ذلك اللقاء على توصيل المساعدات الإنسانية لإقليم جبال النوبة وغرب كردفان والنيل الأزرق على أن تنعقد جلسات فنية للطرفين تحدد مسارات الإغاثة والمطارات التي تستخدمها منظمات الغوث وإجرادات وقف إطلاق النار للشأن الإنساني بين الحكومة والحركة بعد اتفاقهما على أن الإغاثة تشمل مناطق سيطرة الطرفين فقط
على إثر هذا الالتزام الذي وقعه الفريق شمس الدين كباشي والحلو وتعهدهما أمام الوسيط الجنوبي ومهندس اتفاقيات سلام السودان توت قلواك كانت جولة التفاوض التي شارك فيها وفدا شعبيا من المناطق الثلاثة تلبية من الحكومة لرغبة القائد الحلو الذي أصر على مشاركة وفدين شعبييين أحدهما يمثل مناطق سيطرة الحركة الشعبية واخر يمثل مناطق الحكومة واتفق على إعداد كل طرف ورقة حول التفاصيل الفنية لمسارات الإغاثة ومابين الرابع من مايو والثالث عشر منه بدأت لعبة المخابرات الدولية والتدخلات غير الحميدة لدولة الإمارات عبر واجهتها رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك وعناصر الأمن الإماراتي والحلفاء لعرقلة اتفاق توصيل المساعدات وبذلك يدخل سلاح الجوع الفتاك ضمن أسلحة الصراع السوداني الإماراتي
وتبدت أولى مظاهر نقض العهود التي توصل إليها الحلو وكباشي في الأسبوع الأول من مايو بتنصل الحركة عن إعداد ورقة عن ورقة تمثل موقفها من توصيل المساعدات والمسارات بينما سلم وفد حكومة السودان برئاسة وزير الدفاع يسين إبراهيم ورقته في التاريخ المحدد وعند انعقاد أولى الجلسات الأربعاء الماضي قالت الحركة انها لم تعد ورقة وتعتمد على ورقة الحكومة لإبداء الملاحظات حول الورقة في وقت وصل فيه شمس الدين كباشي إلى جوبا لتجسير العلاقة مع الحركة والدفع بأية تعثرات نحو الوصول للتسوية ووضعت الوساطة في جدول أعمال المفاوضات عقد لقاءات بين الحلو وشمس الدين حال تعثر اللجان الفنية ولكن في هذا الوقت غادر عبدالعزيز آدم الحلو جوبا إلى العاصمة الكينية نيروبي بزعم انه يعاني من مرضا في أذنه يتطلب مراجعة الأطباء ولكن الأطباء الذين كانوا في انتظاره هناك هم عبدالواحد محمد نور رئيس حركة تحرير السودان والدكتور عبدالله حمدوك رئيس تنسيقية تقدم للتوقيع على اعلانات مبادي جديدة قديمة مع الاثنان معا وفي كلا الاتفاقيات التي وقعها الحلو مع الشركاء القدامى والجدد كانت علمانية الدولة كشرط تفرضه بندقية الحلو وبندقية عبدالواحد لوحدة ماتبقى من السودان وفي حال رفض العلمانية فتح الاتفاقين الباب لحق تقرير المصير لإقليم جبال النوبة ودارفور وامعانا في الهروب من أمام التوقيع على الاتفاق الإنساني قدمت الحركة الشعبية في اجتماعات أمس الجمعة ثلاثة حلول لتوصيل الإغاثة وأدت مقترحات الحلول الثلاثة التعجيل بانهيار المفاوضات وتعليق الجلسات إلى أجل غير مسمى
المقترح الأول توصيل المساعدات دون اتفاق بين الطرفين وهذا لا ينسجم مع تجارب الأمم المتحدة التي لايمكنها الدخول في عملية إغاثة من غير اتفاق كأنها شركة ترحيلات تنقل ثوما وبصلا من سوق ايري إلى طروجي والمقترح الثاني الذي قدمته الحركة بإدخال الدعم السريع كطرف ثالث في الاتفاقيه
والمقترح الأخير أن توقع الحكومة لوحدها اتفاقا مع الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات وتوقع الحركة الشعبية اتفاقا لوحدها مع الأمم المتحدة لتوصيل المساعدات وفي هذه الحالة تمنح الحركة لنفسها صفة سيادية موازية لحكومة السودان التي تسميها الحركة في أوراقها بوفد الجيش الا في الورقة الأخيرة التي اضطرت على إثرها الوساطة لعقد الاجتماع الأخير الذي راسه وزير الخارجية رمضان محمد عبدالله وقال فيه أن الحكومة الجنوب سودانية باعتبارها الوسيط في المباحثات قررت رفع الجلسات إلى وقت لاحق ولم تعترف بفشل الجولة وقالت إنها بصدد طرح ورقة تمثل وجهت نظر الوساطة في الجلسات القادمة وهكذا انفضت اجتماعات جوبا دون الوصول حتى لبارقة امل لشعب يطحنه البؤس في الإقليم بعد أن تسببت حرب الدعم السريع في تدمير البنية التحتية للزراعة ونهب المخزون الاستراتيجي من الزره في الأبيض والدبيبات مما أدى لارتفاع أسعار الزره بصورة جنونية بعد إغلاق الدعم السريع كل الطرق المؤدية لجنوب وغرب كردفان وخنق شعب تطاولت على الحروب والان يخضع لحرب التجويع من قبل الإمارات العربية المتحدة ووكيلها حمدوك ومكفولتها تقدم أن الجوع ونقص الغذاء قد يقهر الإنسان ولكن لن ينال من شرفه ولكن صحائف التاريخ ستكتب أن اثنان من أبناء جبال النوبة فرضا عليها المسغبة والجوع وحرمو شعبها من الإغاثة وما الاثنان الا الحلو وحمدوك وقد بدأت الحسرة والغضب وسط منسوبي الحركة الشعبية من أبناء جبال النوبة لما حدث
يوسف عبد المنان