الصحيفة الإلكترونية
أخر الأخبار

{لَأَنتُمۡ أَشَدُّ رَهۡبَةࣰ فِی صُدُورِهِم مِّنَ ٱللَّهِۚ ذَ ٰ⁠لِكَ بِأَنَّهُمۡ قَوۡمࣱ لَّا یَفۡقَهُونَ} … بقلم اللواء (م) مازن محمد اسماعيل

🇮🇱صحيفة زمان إسرائيل في ديسمبر ٢٠٢٣م أجرت إحصائيةً للهجرة العكسية لليهود من إسرائيل منذ طوفان الأقصى ، فوجدت أن الإسرائيليين الذين هاجروا خارج إسرائيل خلال ٧٠ يوماً فقط كان قد بلغ عددهم ٩٧٠ ألف إسرائيلي (حوالي مليون في شهرين) ، وبالنظر إلى امتداد الحرب مع تصاعدها لأكثر من عشرة أشهر ، فإن تقديرات الهجرة العكسية قد تبلغ اليوم حوالي الثلاثة ملايين مهاجر إسرائيلي وربما أكثر.

🇮🇱تسببت الحرب في أكتوبر من العام الماضي في نزوح ما يقارب ٢٥٠ ألف إسرائيلي من منازلهم من الجنوب والشمال على جبهتي حماس وحزب الله ، حيث تم إيواؤهم في ٤٣٨ فندقاً ومنشأة إخلاء ، وهو ما كلَّف الوزارات الحكومية ١.٨ مليار دولار حتى أبريل الماضي ، وقبل موجات النزوح الجديدة بعد تصاعد الحرب مع حزب الله.

🇮🇱وسائل الإعلام الإسرائيلية وعلى رأسها إيديعوت أحرنوت أعلنت أنّ الخسائر البشرية لجيش الدفاع الإسرائيلي تجاوزت عشرة آلاف ضابط وجندي بين قتيلٍ وجريح ، وبالطبع فإن هذه الأرقام ضئيلةٌ جداً مقارنةً بالحقيقة ، ويجب أن لا ننسى أن القاعدة المعروفة هي أن الخسائر البشرية في المرتزقة لا يتم حسابهم إطلاقاً.

🇮🇱العقيد المتقاعد أليعازر إسحاق وهو محاضر في عدد من المعاهد العسكرية الإسرائيلية كان قد أصدر في العام ٢٠٠٢م دراسةً بعنوان: المرتزقة في الجيش الإسرائيلي ، واليوم يقدر عددهم اليوم بعشرات الآلاف من مختلف دول العالم.

🇮🇱في أبريل ٢٠٢٤م بلغت منصرفات إسرائيل على حرب غزة مبلغ ٧٣ مليار دولار ، وذلك بحسب بيانات بنك إسرائيل المركزي ووزارة المالية الإسرائيلية ، وقدروا التكلفة المستمرة على الحرب آنذاك بمبلغ ٢٧٠ مليون دولار يومياً ، وكان هذا قبل أن تفتح إسرائيل على نفسها كل جبهات محور المقاومة ، والخبير الاقتصادي الدولي د. ممدوح سلامة أجرى دراسةً خرج منها بأن خسائر القطاع الاقتصادي في إسرائيل تجاوزت مبلغ ٢٠٠ مليار دولار ، وكنا قد ذكرنا في مقالٍ سابقٍ فرار رؤوس الأموال من إسرائيل استناداً على تقرير مؤسسة Henely & Partners للعام ٢٠٢٤م.

🇮🇱حالة الذعر الشعبي في إسرائيل قد بلغت حداً غير مسبوق ، وقد تعطلت الحياة تماماً ، والشعب الإسرائيلي يقضي معظم يومه في الملاجئ ، ويأتي ذلك في وقتٍ تفاقم فيه الانقسام الداخلي الاسرائيلي سياسياً واجتماعياً ومذهبياً وطبقياً ، وأصبحت إمكانية زوال الكيان الصهيوني مستقبلاً منظوراً لكل مستبصر.

🇮🇱برغم ما يعانيه الاقتصاد الأمريكي من أضرار حيث تجاوزت الديون الأميركية مبلغ ٣٥ تريليون دولار مع الاستنزاف المستمر في حرب أوكرانيا .. فإن أمريكا عقدت أكثر من مائة صفقة أسلحة لإسرائيل منذ اكتوبر الماضي ولم تدفع إسرائيل في مقابلها دولاراً واحداً ، ناهيك عن تكلفة تحريك ثلاث حاملات طائرات أمريكية إلى الشرق الأوسط في وضع قتالي وإلى أجل غير مسمى واحتمالاتٍ مفتوحة ، بالإضافة إلى نقل عدد كبير من منظومات دفاعها الجوي إلى قواعدها في الخليج والأردن لصد الهجمات المتوقعة على إسرائيل ، في ظل انقسامٍ داخلي حمل ترمب على التهديد بحمام دم إذا خسر الانتخابات في نوفمبر القادم ، وبالأمس صرَّح بايدن عن عدم ثقته بانتقال سلمي للسلطة بعد الانتخابات ، ويالها من تصريحاتٍ تذكرنا بمقولة عملائهم إما الإطاري وإما الحرب ، وصدق من قال: هذا الجرو من ذاك الكلب.

🇸🇩قد يعجب البعض من تركيزنا على فلسطين دون السودان ، والحقيقةالتي لن نسأم تكرارها هي أن الحرب واحدة وإن تباعدت ميادينها ، فالقوم هم القوم ، والعدو هو ذات العدو ، ومحمود عباس هو حمدوك ، والأساليب هي الأساليب ، والوحشية هي نفس الوحشية ، والمرتزقة هم المرتزقة ، وخونة العرب هم ذاتهم ، وإيران هي إيران ، وما يُقال عن حماس وحزب الله .. يُقال عن جيشنا والمقاومة الشعبية ، والمتأمل سيجد في المعركتين تطابقاً كثيراً وسعة في الأمثلة ، ولعل الله يريد أن يمُنَّ على الذين آمنوا فيجعلهم الوارثين ، وكتبنا قبل أشهرٍ .. قريباً سيمتد النصر من الجنينة إلى الأقصى .. وما ذلك على الله بعزيز.

٩ أغسطس ٢٠٢٤م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى