الصحيفة الإلكترونيةمقالات الرأي
من يستطيع إيقاف الحرب؟؟؟
دكتور عبد الباقي الشيخ الفادني يكتب من يستطيع إيقاف الحرب؟؟؟
- هذا العنوان أتى بعد أن طُرحت في الساحة السياسية عدة مبادرات لإيقاف الحرب و أولها كانت المبادرة السعودية (منبر جدة) التي أُعُلنت قبل عام من الآن للتوسط بين المتحاربين في السودان لإيقاف الحرب و لا أقول الأطراف لأني إذا قلت الأطراف أساوي بين مليشيا الدعم السريع و بين القوات المسلحة التي تقاتل من أجل بقاء الدولة السودانية أما المتمردون عبارة عن ميليشيا تجمع لشتات لصوص و مرتزقة لهم أهداف مختلفة بالرغم أن الذي يحركهم له هدف واحد و هو هدم الدولة السودانية و فناء الجيش السوداني .
- إن هذه الحرب جمعت شتاتاً من عربان أفريقيا في كيانٍ واحد يساندهم بعض من قبائلهم الممتدة الموجودة في السودان في تنفيذ مآرب و أجندات الدول طمعاً في أن يكون لهم حكم للسودان ومن بعدها الإنطلاق لدول وسط و غرب إفريقيا و التي تعتبر إمتداد لهم .
- إن مبادرة منبر جدة و التي وافقت عليها الحكومة السودانية و كان فيها تعهدات بالخروج من الأعيان المدنية و الإنتظام في معسكرات خارج الخرطوم و لكن هذا لم يحدث و لم تلتزم به المليشيا المتمردة و أدخلت أصحاب المبادرة من السعوديين و الأمريكيين في حرج كبير و يبدو أن من يحرك هذه المليشيا يرغب بالفعل و يريد إحراج أصحاب المبادرة لأنه يرى أنها سوف تنهي مشروعه في الإستحواذ على السودان بأيدي عملاء و مرتزقة أتوا بهم من وسط و غرب إفريقيا حيث تم البيع و دُفع الثمن و لكن هنالك من رفض هذا البيع و لم يكن جزءً من هذه الصفقة ألا و هو الشعب السوداني و الدولة السودانية التي على راس معركتها للكرامة القوات المسلحة و بذلوا الغالي و النفيس من أجل بقاء الدولة السودانية و الحفاظ عليها .
- لم تمضي المبادرة السعودية منبر جده إلى الأمام بسبب عدم إلتزام الميليشيا المتمردة بما أُتفق عليه بالخروج من الأعيان المدنية و الإنتظام في معسكرات خارج الخرطوم بل إمتد عدوانهم حتى شمل ولاية الجزيرة و بعض من ولايتي النيل الأبيض و سنار و لكن بحمد الله و صمود أهل و سكان المناطق التي تم دخولها من قبل هذه المليشيا المتمردة جعل من ذلك المخطط هباءً منثورا .
- لننظر كم تعطل منبر جده في الفترة الماضية حيث تجاوزت الفترة التي لم تُعقد فيها جلسات أكثر من خمسة أشهر و ذلك بعد أن تيقنا أن قيادة هذه الميليشيا لم تعد موجودة فعلياً ، حيث أن ظهور شبيه لحميدتي و طوافه لبعض البلدان الإفريقية و تصريحاته و لقائه ببعض الناشطين السياسيين السودانيين الذين يقفون إلى جانب المليشيا و بعد ذلك إختفى هذا الشبيه بعد أن فُضحت لعبة الإمارات في إستخدام شبيه بديلاً للهالك و إستبعادهم لعبدالرحيم دقلو حيث أنه يُعرف عنه أنه أهوج و لا يُعرف له عقل حتى يعتمد عليه فظهوره الأخير من خلال قناة العربية و هو في إحدى الدول التي أُخفي مكانها بعد أن صدرت ضده عقوبات من بعض منظمات العدالة الدولية كان وبالاً على القناة التي استضافته و مثاراً للسؤال عن الدولة التي أطل منها عبر القناة .
- رغم ذلك كله لم يجعل دولة الإمارات تعيد حساباتها بل ظلت في ضلالها الذي كانت تفعله في إمداد و دعم هذه المليشيا عبر دول الجوار السوداني و إنزال الشحنات من العتاد العسكري عبر الطائرات و إستخدام العربات المقاتلة و إستجلابها و الإتيان بها من غرب إفريقيا لتدخل السودان و ثم نطالب بعد ذلك بأن يتم إيقاف الحرب .
- إن من ضمن المبادرات التي طرحت لإيقاف الحرب و هي ذهاب وفد من أبناء القبائل التي تمثل حواضن مجتمعية للدعم السريع مكون من أسماء معروفة جنرالين كانا ضمن قيادة الجيش في فترة ما سابقة و طبيب مشهور معروف قيل أنه أجرى عمليات للهالك قائد المليشيا قبل هلاكه بعد إصابته في بدايه المعركة .
- اعتقد أن الأسئلة التي تتبادر للأذهان : لماذا هذه المبادرة و في هذا الوقت تحديداً؟ و أين كانوا منذ بداية المعركة و لماذا يتحركون الآن لإيقاف الحرب؟ و هل يستطيعون إلزام المليشيا التي حضروا ممثلين لها في ما يتم الإتفاق عليه مثل ما تم فيه منبر جدة الخروج من الأعيان المدنية و الإنتظام في معسكرات خارج ولاية الخرطوم ؟؟.
- كثير من التحليلات التي ذهبت إلى أن الوفد الذي ذهب لبورتسودان و لم يتم اللقاء به و رجع مغاضبا جاء ليحافظ على ما تبقى من أبنائهم الذين هلكوا بصورة كبيرة في المعارك في ولاية الخرطوم و ولايه الجزيرة و بعض من مناطق دارفور و كردفان لذا سيكون لهذا وقع على سير المعارك مما يثبت أن الدعم السريع المليشيا المتمردة في أضعف حالاتها الآن و لكن هل يستطيعون أن يلزموا ما تبقى من شراذم هذه المليشيا المتمردة التي تعتمد على اللصوص و المرتزقة في مقاتلة الشعب السوداني و لا أقول القوات المسلحة . لا أحد يستطيع أن يوقف الحرب بإلزام هذه المليشيا بما يتم الإتفاق عليه حتى لو كان من ممثلين لهم فلا الإمارات و لاحميدتي الهالك يستطيع أن يوقف هذه الحرب .
- نقول هنا أن الدولة السودانية قد أدركت ذلك بتجاربها السابقة بالجلوس مع وفد المليشيا المتمردة في جده و غيرها من المنابر التي طرحت لإيقاف هذه الحرب مثلما جاء في تصريح نائب رئيس مجلس السيادة السيد مالك عقار .
- السيناريوهات المتوقعة هي :
- إستمرار هذه الحرب و إستمرار إمداد المليشيا من قبل دول الجوار و الدول الإقليمية التي تدعمها إلى أن نصل الى نقطة معينة بعدها يمكن إستيواء الأمر إذا تمكنت القوات المسلحة من صد هذا المشروع الذي يسعى إلى هدم الدولة السودانية و التغيير الديموغرافي لسكانها و هذا سيأخذ وقت ليس بالقليل .
- أن تدرك الدولة السودانية حجم المشروع و المؤامرة أنه لا يمكن إيقاف الحرب عبر التفاوض إنما عبر إنتصارها على الدعم السريع المليشيا المتمردة مستغلة السند و العون الشعبي لصالح المعركة .
- ختاماً نقول حقيقة أنه لا أحد يستطيع أن يوقف هذ الحرب و أن الخيار الوحيد لإيقاف الحرب هو إنتصار القوات المسلحة و هزيمة المليشيا المتمرده بعزيمة أبناء الشعب السوداني بعد أن تضرروا ضرراً بليغاً من جرائم هذه المليشيا المتمردة و توحد وجدانهم تجاه هدف القضاء عليها .