الصحيفة الإلكترونية
أخر الأخبار

وجه الحقيقة… محتوي إعلامي سوداني مصري يعجل بنهاية حرب السودان … بقلم إبراهيم شقلاوي

من الواضح أن قائد التمرد في السودان الذي حاول الإنقلاب على الجيش بدعم إقليمي و سند سياسي من بعض القوى الحزبية في السودان في أبريل من العام الماضي لم يكن يملك معلومات كافية عن قدرات الجيش السوداني و لم يتسنَّ له ذلك، لأنه لم يكن ممن نالوا تدريباً أو تأهيلاً داخل الكلية الحربية السودانية، لذلك كانت معلوماته مضللة وفقيرة عن قدرات الجيش السوداني و كفاءته القتالية و إمكاناته العسكرية، بحسب خطابه الأسبوع الماضي الرجل تفاجأ لدرجة الصفعة حين تحول الجيش السوداني من إستراتيجية الدفاع التي بدأ بها الحرب و التي لم تكن تعطي اعتباراً لحيازة الأرض باعتماد استنزاف قوات العدو و تحييد قدراته القتالية إلى إستراتيجية الهجوم التي عبر بها الجيش الجسور إلى قلب الخرطوم و حسم من خلالها أهم المعارك في جبل موية، حميدتي حاول أن يخفي هزيمة قواته لذلك اتجه في خطابه إلى محاولة ابتزاز رخيصه للجارة الشقيقة مصر بالادعاء أن طيرانها قصف قواته في كرري و في الفاشر و في جبل موية، تلك إلا دعاءات نفتها الخارجية المصرية من فورها بشدة و زادت كيل بعير بوصفها للتمرد بالمليشيا، هذا الواقع الجديد خلط أوراق المتمرد محمد حمدان دقلو كما خلط أوراق مستشاريه الذين فتحوا جبهة لم يكونوا يدركوا خطورتها و أثرها على حربهم المُخزية التي يخوضونها ضد الجيش السوداني و المدنيين العُزّل، هذا الادعاء الكاذب على مصر و الذي زاده المستشارون تهديد و وعيد ينم عن جهل بالعمل السياسي قابله السودانيون بسخرية من المليشيا المتمردة، و التي دخلت بذلك حسب خبراء إعلاميين( عش الدبابير) بأرجلها لأنها تجهل كفاءة الآلة الإعلامية المصرية خصوصا حين تُستَفز، حيث شهدنا في لحظات معدودة بعد خطاب حميدتي تفاعل و انتباه غير مسبوق من الإعلاميين المصريين و رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بل أكاد أن أقول نهض (90٪) من الشعب المصري للدفاع عن بلده و عن الجيش السوداني ، أمام هذا الافتراء الجاهل و غير المؤسس و عن الانتهاكات المرتكبة تجاه الشعب السوداني بواسطة المليشيا ، انتفضت جميع وسائل الإعلام و وسائل التواصل الاجتماعي في الشقيقة مصر حيث شاهدنا المقاطع المصورة و السخرية اللاذعة الممزوجة بالدعابة المصرية بما يؤكد أن الآلة الإعلامية المصرية آلة جبارة راسخة في التعاطي مع مثل هكذا أحداث، جميلين و فنانين و حذقين لدرجة الدهشة في صناعة المحتوى الإعلامي الجذاب و المعبر، لذلك بات من الواضح أن تطاول حميدتي على الإخوة و الأشقاء المصريين سيخدم قضية الحرب في السودان بصورة مباشرة و سوف يعجل بنهايتها بعد أن وضع الإعلاميون المصريون و رواد التواصل الاجتماعي يدهم في يد إعلامييّ السودان و الناشطين، و لعل ذلك يكون تأكيد حقيقي علي أهمية إستراتيجية تكامل الأدوار التي تحدثنا عنها من قبل لتعزيز علاقات الشعبين تجاه القضايا المصيرية و الكبرى، فقد أضحت مواقع التواصل الاجتماعي لاعباً رئيساً في توجيه الرأي العام المحلي و الاقليمي و الدولي لذلك تضامن الشعوب له أثر كبير في المواكبة الإعلامية للحروب و العمليات العسكرية، عبر ذلك يمكن تجييش كتائب إلكترونية بين الأفراد و المجموعات تجاه قضية الحرب في السودان لرفع الروح المعنوية للمقاتلين، و الإطراء على مواقف القيادة و مجهوداتها ، وفضح أساليب التدليس و الانتهاكات و الكذب التي تتبعها المليشيا، كما يجب أن تهتم بنقل الأخبار الجيدة التي تهم المواطنين و الانتصارات من جبهات القتال بجانب استخدام كافة الخبرات و الامكانيات و المزايا التي تتيحها شبكة الإنترنت و تطبيقاتها لنصرة القضية الأساسية؛ قضية التعدّي على السودان في الحرب و ما صاحبها من انتهاكات على يد المليشيا، عليه أدعوا إلى التنسيق مع الإخوة الإعلاميين المصريين لأجل الاستفادة من كل الأساليب المبتكرة المتعلقة بصناعة المحتوى الإعلامي للتعجيل بنهاية الحرب و استعادة الأمن، هذه الأفكار ربما تمثل خارطة طريق لتجاوز ويلات الحرب و رفع الظلم عن السودانيين، كذلك الزملاء الإعلاميين و رواد التواصل الاجتماعي السودانيين المدافعين عن البلد لهم مبادرات مدهشة في وسائط الإعلام الإلكتروني و النشر الصحفي يجب أن يتم الاستفادة منها. لذلك أوكد على أهمية قيام تحالف إعلامي مع الأشقاء المصريين العاملين في مجال الإعلام المجتمعي بمختلف تكويناته بعد أن أصبح العدوّ مهدداً لوحدة الشعبين بما يبثه من سموم و اتهاماتٍ غير مقبولة.

عليه يظل وجه الحقيقة في أهمية صناعة محتوى إعلامي سوداني مصري يعزز فرص السلام و يعجل بنهاية الحرب، كذلك من المهم أن تنهض كل الواجهات الإعلامية في السودان و مصر للتعبير عن الإخاء بين الشعبين و تقديم نموذج ضد الظلم و التعدي على الإنسان السوداني و انتهاك حرماته، مع إبراز أهمية الدعوة للسلام و استعادة الأمن للسودانيين، و تقدير الدور المصري في استضافة السودانيين فكما نعلم فقد ظل الدور المصري منذ بداية الحرب ممثلاً في الحكومة المصرية و الشعب المصري الشقيق دور فاعل و مؤثر من خلال التضامن لأجل المحافظة علي الدولة السودانية و استقرارها وأمنها، فقد ظلت مصر حكومةً و شعباً تدعم وحدة الجيش و الشعب السوداني حيث أنها لم تشارك معه في عمليات حربية أو عسكرية لكنها ساهمت سياسياً و دبلوماسياً وإنسانياً في جمع السودانيين خلال مؤتمر الأحزاب السياسية الوطنية في القاهرة، كذلك في المحافظ على شرعية الجيش السوداني، بجانب إيواء الفارين من الحرب و دعم كافة المجهودات الإنسانية. لذلك سيظل السودانيون ممتنون لجمهورية مصر العربية الشقيقة لهذا الوقفة الوطنية الشامخة العزيزة بعزة و شموخ الشعبين.
دمتم بخير وعافية.
السبت12 اكتوبر 2024 م. Shglawi55@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى