الصحيفة الإلكترونية
أخر الأخبار

🎯 استراتيجيات … (تشاتام هاوس) بيت الشياطين …!! بقلم/ د. عصام بطران

لم أر داراً يسكنها الشياطين (أولاد الأبالسة) مثل (تشاتام هاوس) و المعروف رسمياً باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية الذي تأسس على غِرار مجلس العلاقات الخارجية الأميركية بعد عام واحد من عقد مؤتمر باريس للسلام في العام (1920)، كان يسكنها و حملت اسمه فيما بعد رئيس الوزراء الأسبق (وليام بيت) الشهير ب (إيرل تشاتام الأول) و هو جندي وسياسي إنجليزي مخضرم تقلد منصب رئيس وزراء المملكة المتحدة بريطانيا في منتصف القرن الثامن عشر ويسميه المؤرخون (تشاتام) أو (ويليام بيت الأكبر)، و قد عُرف عن (تشاتام) قوته و خطابه اللامع و معروف أيضا بجاذبيته الشعبية و تمتعه بمهارات برلمانية و مناقشة حادة يستخدمها بذكاء و مُكر و معرفة أدبية و تاريخية واسعة و يصنفه العلماء في مرتبة عالية بين جميع رؤساء الوزراء البريطانيين.
يستخدم المعهد الملكي للعلاقات الدولية قاعدة (نظرية تشاتام هاوس) أو (دار تشاتام)، و هو نظام يُستخدم في المناظرات و المناقشات السياسية التي قد تكون محل جدل تنسب إلى معهد (تشاتام هاوس)، حيث يعود تاريخ القاعدة إلى سنة (1927) و تنص على: (حينما يعقد اجتماع أو جزء منه في إطار قاعدة تشاتام هاوس، فإن المشاركين يكونون أحراراً في استخدام المعلومات التي يحصلون عليها، لكن لا يجب كشف هوية أو انتماء المتحدثين أو أي شخص آخر من المشاركين).
هذه النظرية أو القاعدة تنبني عليها سياسات العلاقات الخارجية البريطانية في السيطرة الاستخبارية على الدول التي تقع ضمن سيطرتها الاستعمارية، و قد ظلت (الدار اللعينة) تستقبل العملاء من كل حدب و صوب لنسج القصص و الروايات المضللة عن حكومات بلدانهم و نشر أسرار أمنها القومي.
برز اسم (تشاتام هاوس) في مفاصل الدولة السودانية منذ العام (1955) بتمرد الجنرال الجنوبي (جوزيف لاقو) بتنسيق إسرائيلي مُحكم أقرته الوقائع التاريخية و اعترافات (جوزيف لاقو) ذات نفسه، و في (تشاتام هاوس) تمت رعاية اتفاقية أديس أبابا للسلام بتقاطعاتها المؤدية إلى الطريق المغلق نحو أي سلام مستدام بين السودان الجنوبي و شماله، ثم رعت هذه الدار التمرد الثاني بزعامة د. (جون قرنق)  ونفس الدار رعت مخطط اغتياله لمجرد الشعور باتجاهه لوحدة السودان و حُلمه بحكم السودان الموحد تحت لائحة السودان الجديد.
في (تشاتام هاوس) نضجت كل الطبخات السامة لانفصال جنوب السودان، فمنذ العام (1996) نسجت خيوط المؤامرة الدولية على الحكومة السودانية و رعت بريطانيا بصفتها حامل القلم كل مشروعات القرارات الخاصة بالشأن السوداني في الأمم المتحدة عبر التقارير التي يعدها المعهد الملكي للعلاقات الدولية (تشاتم هاوس) و تبنيه لتعقيد أزمة دارفور من بعد انفصال الجنوب.
بالكاد لم ينجُ معارض للحكومة السودانية من تسجيل زيارة الى (تشاتام هاوس) للإدلاء بإفادات طوعية ضد حكومة بلاده لتتبلور إلى مشروعات قوانين تصدر عن مجلس الامن الدولي تدين أو تعاقب السودان حكومةً و شعباً.
معهد (تشاتام هاوس) هو الذي قدّم قوى الحرية و التغيير في الساحة السياسية السودانية عبر عدد من رجال الأعمال من أصول سودانية على رأسهم المليادير (محمد ابراهيم) الشهير ب (مو)، و ظل المعهد يقدم استشاراته إلى العميل (حمدوك) حتى بات أداة طائعة لتنفيذ سياسات (تشاتام هاوس)، و قد أكدت تقارير أن مذكرة (عبدالله حمدوك) إلى الأمين العام للأمم المتحدة بطلب بعثة دولية للسودان تحت الفصل السادس تمت التوصية بها و صياغتها في ردهات (تشاتام هاوس) و ثبت ذلك من خلال الوقائق المتلاحقة ما بعد قرار الأمم المتحدة بإنشاء بعثة (اليونيتامس).
قدمت (دار تشاتام) تحليلاً للأوضاع في السودان تناول الجوانب العسكرية و السياسية و الإنسانية، و اقترح مقاربة شاملة لوضع نهاية للحرب التي اندلعت في (15 أبريل 2023) بعودة قحت مرة أخرى عبر بوابة إيقاف الحرب التي اشتعلت بسبب الاتفاق الإطاري، وهي نفس الخطة التي جاء العميل حمدوك و رهطُه ل(تشاتام هاوس) لتقديمها حتى تصبح مشروع قرار تقدّمه بريطانيا ضد السودان لمجلس الامن الدولي ليصبح ملزماً تحت الفصل السابع، و قد أعدت الخطة الملعونة السفيرة (روزاليند مارسدين) ، هل تذكرون هذا الاسم؟ نعم هي السفيرة البريطانية للسودان التي صرف لها الرئيس البشير (البركاوي) حين أرادت أن تفرض استشاراتها المسمومة على الرئيس (الكلس) عمر البشير، ليس ذلك فحسب بل (روزاليند) أيضا تم تعيينها مستشارة للألماني (فولكر بيرتس) رئيس بعثة (اليونيتامس)، مهلاً … بل هي أيضا تعمل زميل مشارك في البرنامج الأفريقي لمعهد (تشاتام هاوس) و قد صرف لها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان (البركاوي) للمرة الثانية بعد (25 أكتوبر 2021) بعدم تجديد تصريح الإقامة الخاص بها ما اضطرها لمغادرة السودان و إنهاء عملها ضمن بعثة الأمم المتحدة (اليونيتامس).
هذه المرة تكسّرت أنصال (تشاتام هاوس) المسمومة تحت أقدام ابناء السودان الشرفاء الذين فضحوا المخطط (الحمدوكي) العميل، ليعلم القاصي و الداني قذارة (قحت) و تنسيقيتها (تقدم) و مجرميها الذين يسعَون بكل السبل للرقص على دماء و أشلاء أهله المهجرين المنهوبين بسبب دعمهم للمليشيا المتمردة انطلاقاً من تلك الدار الشيطانية (تشاتام هاوس).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى