⚫ عندما استفهم الملائكة عن استخلاف البشر الذين يُفسدون في الأرض ويسفكون الدماء .. لم يكن ذلك منهم رجماً بالغيب أو تخرُّصاً بالظن (حاشاهم) ، ولكنهم كانوا يشهدون بالفعل كيف يقوم البشر بشتى أنواع الفساد والإفساد وسفك الدماء دون أدنى مُبررٍ لذلك بعكس الكائنات الأخرى ، ومن هنا جاءت محاولتهم لفهم الحكمة من تخصيص هذا الكائن بالخلافة ، فالكائن البشري كان (وبعضهم لايزال) شديد الشذوذ قبل أن يُكرَّم بأن يُسوِّيه ربُّه وينفخ فيه من روحه ليُهيِّأه لمسئولية الخلافة في الأرض ، وربما أن الشذوذ الجنسي كان فاشياً فيما بينهم آنذاك ، وبعض الرسوم التاريخية قد تشير إلى ذلك ، ولكن قُرى سدوم (قوم لوطٍ عليه السلام ) كانوا أول من جعل الشذوذ الجنسي إجبارياً في ديارهم ، وقهروا عليه كل من قدروا عليهم بقطع الطريق من غيرهم ، وهو عين تحاول اليوم الليبرالية الحديثة أن تفعله.
⚫ في العام ١٧٨٦م أرسل النورانيون Illuminati مندوباً إلى خلاياهم في فرنسا بغرض تنظيم وتنسيق العمل فيما بينهم لإشعال الثورة (بدأت الثورة الفرنسية ١٧٨٩م) ، وكان من قدر الله أن ذاك المندوب أصابته صاعقة في الطريق ، فعثرت الشرطة البافارية على جثته ومعه خطط قيام الثورة وأهدافها في فرنسا ، ثم نشر الثورة لبقية الدول الأوروبية والعالم ، ووجدوا أهداف الثورة التي وضعها Adam Weizhaupt مؤسس جمعية النورانيين تركَّزت في مبدأين للسيطرة على العالم ، وهما:
١. نشر الإلحاد بالعالمانية Secularism وفصل الكنيسة عن الدولة ، وإهانة الرموز الدينية والمقدسات ، واعتبار الإلحاد حرية اختيار وتعبير محمية بالقانون.
٢. تفكيك المجتمع بهدم الأسرة ، وإزالة سلطة الأبوين على الأبناء ، وتولي الدولة مسئولية التربية والتعليم والرعاية ، واستبدال القِيَم بالمصلحة والَّلذة ، وحماية الإباحية والشذوذ الجنسي بالقانون ، ونشر مفاهيم النسوية.
⚫ الشرطة البافارية أرسلت نُسَخاً من هذه الخطط إلى كل الدول الأوروبية بما فيهم فرنسا لتحذيرهم مما يُراد بهم -ولم تتعظ فرنسا ولا غيرها كما لا نتعظ نحن اليوم- ، ثم قام البروفيسور John Robinson في صحوة ضميرٍ بنشر هذه الخطط في كتابه Proofs of a Conspiracy رغم أنه كان رئيس المحفل الماسوني الاسكتلندي ، ونشرها كذلك Augustin Barruel في كتابه Memoirs Illustrating the History of Jacobinism ، وقد أنجزت الثورة الفرنسية كل المطلوب منها ، فتم تحطيم التماثيل والرموز الدينية وممارسة الرذائل داخل الكنائس والمقابر ، وقتل القساوسة والكهنة ورجال الدين ، وتعظيم يهوذا الاسخريوطي (نصبوا له تمثالاً في روسيا بعد الثورة البلشفية ، وكذلك في ألمانيا بعد سقوط هتلر) ، وشهدت فرنسا موجةً هائلةً من الإباحية الجنسية والشذوذ الجنسي.
⚫ الفيلسوف الانجليزي Jeremy Pantham والذي كان على علاقة ومراسلات بقادة الثورة الفرنسية أمثال ميرابو .. كان يكتب مقالاتٍ تطالب بحرية الشذوذ الجنسي ، ويعتبر هو مؤسس مبدأ النفعية Utilitarianism ، وخلاصتها في قوله: (إن أعظم سعادة لأكبر عدد هي مقياس الصواب والخطأ) ومفهومه للسعادة ينحصر في المصلحة واللذة ، فاستبدلت أفكاره القيم والمسئولية باللذة والمصلحة ، ونسفت مفهوم العائلة إلى الفردانية والذات ، ويرى Jeremy أن الحصول على اللذة يجب أن لا يرتبط بالإنجاب ، وأن الشذوذ الجنسي يُساعد على تقليل عدد السكان والذي هو ضروري مع محدودية الغذاء في بريطانيا ، و هذه الأفكار ظلَّت تتنامى وتنتشر حتى أسقطت بريطانيا تجريم الشذوذ الجنسي من القانون عام ١٩٦٧م ، وتسللت هذه الأفكار لبقية الدول الأوربية ، واشتعلت الثورة الجنسية في أمريكا في الستينات من القرن الماضي ، وظهرت حبوب منع الحمل ، وتطورت عمليات الاجهاض ، وتفشَّت الاباحية والشذوذ الجنسي بأشكالٍ تكاد لا تحصى.
⚫ الشاذون جنسياً في الولايات المتحدة أقل من نسبة ٢% من السكان رغم أن مؤسسة Gallup تعتبر نسبتهم ٥.٦% استناداً على استطلاعٍ للرأي شمل ١٥٠٠٠ شخص عام ٢٠٢٠م ، وفي بقية الدول الغربية لا تزيد نسبتهم عن ذلك بكثير ، ويعجب الإنسان من ضآلة نسبة الشاذين جنسياً مقارنةً بنفوذهم في تعديل القوانين ، وصناعة القرار السياسي ، وتصميم وإنفاذ البرامج التربوية والتعليمية والصحية وغيرها ، وقدرتهم في تنصيب وترفيع وعزل من يشاؤون عن المناصب الحكومية والتشريعية والقضائية والإعلامية والتعليمية والفنية وغيرها ، وشدة تحكمهم في الأمم المتحدة والحكومات والبرلمانات والإعلام … الخ ، ولكن العجب سيزول بمعرفة الأصول اليهودية الصهيونية لكل هذه الرذائل ، والتي تدعمها جمعياتهم المسيطرة عالمياً على مجالات المال والإعلام والبحث العلمي ، وهي مفاهيم يهدفون منها للسيطرة على العالم واستعباد العالمين باعتبارهم غوييم Goyim وليس عليهم في الأميين سبيل.
⚫ رغم جهود المتنورين الحثيثة والدؤوبة في اجتراح دراساتٍ علميةٍ تؤكد بأن الشذوذ الجنسية سلوكٌ طبيعيٌّ نابعٌ عن تأثير الجينات ، غير أن المؤكد قطعاً بأنه لا يوجد أي اجماعٍ علميٍّ على جينية الشذوذ الجنسي ، وأغلب العلماء ينفون تماماً أي صلة للجينات بالشذوذ الجنسي ، وفي عام ١٩٩٣م كان عالم التكنولوجيا الحيوية الأمريكي Dean Hamer يعتقد أن المؤشر الجيني Xq28 الموجود داخل الكرموزم X له صلةٌ بالشذوذ الجنسي ، وذلك بعد إجرائه بحثاً على عدد ١١٤ عائلة من الشاذين جنسياً ، ولكنه في العام ١٩٩٥م عاد بدراسةٍ اخرى مع مجموعةٍ من الخبراء المتخصصين والإحصائيين ، فتوصلوا بعد دراسة طويلةٍ وكثيفةٍ بان هذا الجين (Xq28) لا علاقة له بتحديد المثلية ، ونُشِرت الدراسة في مجلة العلوم الأمريكية scientific American magazine ، ومجلة العلوم والطبيعة ، وفي عام ٢٠١٤م تم إجراء دراسةٍ أخرى شملت ٤٠٩ زوجاً من الشاذين جنسياً ، وتم تأكيد ما سبق من أن الجينات لا علاقة لها بالشذوذ الجنسي ، وتقول الدراسة بأن وجود هذا الجين لدى شخصٍ ما لا يحدد هويته الجنسية ، ولكي يتحول الأمر عند الشخص حامل الجين إلى شذوذ جنسي .. فلابد من توفر عوامل وظروف أخرى كثيرة سلوكية وبيئية ليصبح الشخص شاذاً جنسياً ، وهو ما قد يحدث لغيره من غير الذين يحملون هذا الجين لو أنهم وُضِعوا تحت نفس الظروف والعوامل.
⚫ لو تم الافتراض جدلاً بأن الشذوذ الجنسي هو حتمية جينية تقتضي منح صاحبه حق ممارسة الشذوذ .. فهناك بعض البشر يحملون جيناً اسمه جين المحارب worrior gene ، وهو المسؤول عن السلوك الاجرامي والعدواني (القتل ، الاغتصاب ، العنف) ، وينتشر في جينات الشعوب البدائية التي يسود فيها قانون الغاب ، فيقوم جين المحارب هذا بزيادة إفراز إنزيم MAO-A … فهل من عاقلٍ يقول بأن علينا أن نمنح هذه الشعوب حرية ارتكاب الجرائم وممارسة الاغتصاب والعنف بدعوى أنهم مضطرون لفعل ذلك بحسب جيناتهم!!!
⚫ يقول Dr. Charles Socarides وهو عالمٌ متخصصٌ في دراسة الشذوذ الجنسي: (لا يوجد شذوذ جنسي في الحيوانات ، فهي مجرد ادعاءات كاذبة) ، والواقع أنه ليس من الموضوعي ولا المنطقي للإنسان بما لديه من الفطرة والعقل والوعي والضمير والأخلاق أن يتخذ من الحيوان قدوةً له في تحديد منظومة سلوكه ، بل لا يستقيم إطلاقاً مقارنة سلوك الانسان بالحيوان ، ولو كان ذلك كذلك .. فإن بعض الحيوانات تأكل أبناءها كالسنوريات مثل الأسود والقطط ، فهل يكون أكل الإنسان للإنسان حريةً يجب أن نتسامح معها ويكفلها القانون ، والأمثلة غير ذلك كثيرةٌ معلومةٌ بما يغني عن الاستطراد.
⚫ عام ١٩٨١م تم اكتشاف مرض الإيدز AIDS HIV بلوس أنجلوس في خمس رجال شاذين جنسياً ، وأطلقوا على المرض حينها اسم: نقص المناعة المرتبط بالشواذ جنسياً (GRID) Gay Related Immune Dficiency ، ولاتزال نسبة المصابين بالمرض ومعه الزهري والورم الحليمي البشري (HPV) والذي يؤدي للاصابة بالسرطان في امريكا من الشاذين جنسياً هي الاعلى اذ تفوق ٧٠٪ ، والشاذون جنسياً هم أكثر عرضةً للإصابة بالسرطان عن غيرهم من البشر بنسبة ١٧٪ ، وحالياً هناك أكثر من ١.١ مليون شاذ جنسياً في أمريكا مصابون بالايدز ، وهذا الرقم ليس دقيقاً ، فالعدد أكثر من ذلك بالنظر إلى دراسةٍ أُجريت في العام ٢٠١٣م وأكدت أن واحداً من كل ستة شاذين جنسياً في امريكا لا يعلمون انهم مصابون بالايدز ، والإحصاءات تقول بأن متوسط عمر الشاذين جنسياً هو ٤٢ سنة ، وفقط ٩٪ منهم تصل أعمارهم الى ٦٥ سنة ، وتشير الإحصاءات إلى أن ٣٣٪ من المتحرِّشين جنسياً بالاطفال هم من الشاذين جنسياً ، وتؤكد الدراسات بأن الشواذ جنسياً هم الأكثر عرضة للانتحار والاكتئاب وتعاطي المخدرات.
⚫ اليوم أصبحت الدول الغربية ومن يدور في فلكها تُجَرِّم من يُعادون المثلية ، وأصبحت مناهج التعليم للأطفال محتشدةً بالفواحش نظرياً وعملياً ، وأصبح على الطفل الذي لا يستطيع أن يميز ما الذي ينفعه أو يضره من طعامٍ وشرابٍ ودواء .. أن يٌقرر لنفسه هل يريد أن يبقى على جنسه أم يريد تغييره للجنس الآخر ، وبعض الدول الغربية تتكفل بكل نفقات عملية المسخ من جراحةٍ وعقاقير ، وبعضها الآخر يُجبر الوالدين قهراً على دفع النفقات رغم أنفهما ، ومن يُلمِّح بالاعتراض من الوالدين فمصيره السجن وسحب وصايته على أطفاله ، ولا شك أن المهاجرين هم أفضل فئران التجارب ، وكان الله في عون المستضعفين هناك ، والمسلمون العاجزون عن نصرة أهل غزة والمتضجرين من وجود السودانيين في بلادهم .. من المؤكد لن يعنيهم انتزاع أطفال أسرةٍ في دولةٍ غربيةٍ ما ، ولو كان التضامن ينفع لأفاد Elon Mask ، وإخراج النفوس من ديارها يوازي قتلها ، ومن اختار طوعاً غير مضطرٍ مجاورة الغرب فقد كتب على نفسه الشقاء وانقطاع النسل ، وقد كادت قوانين سدومٍ هذه أن تُفَعَّل في بلادنا حين ساد فيها الشواذ لولا أن تداركتنا رحمة ربنا.
⚫ ليس عبثاً أن كل الديانات السماوية حرَّمت الفواحش والشذوذ الجنسي وجرَّمته ، وكذلك فعلت الكثرة الكاثرة من الأديان والحضارات والممالك والإمبراطوريات والدول والمجتمعات على امتداد التاريخ الإنساني … فالشواذ جنسياً مخازن متنقلة تحمل الأوبئة الفتاكة ، والأمراض المعدية ، والعِلل النفسية المُتَعدِّية ، وهم مستودعاتٌ للرذيلة ، ومكامنٌ للجريمة ، ولا يقول بالتسامح مع هذا السلوك الشيطاني إلا شرذمةٌ من الصهاينة عبدة الشيطان ، والذين استخفوا معهم آخرين من ضعاف النفوس وعُبَّاد المال والشهوة ، أولئك الذين نزع الله الفضيلة من نفوسهم بعد أن نحروا ضمائرهم بأنفسهم ، فطبع الله على قلوبهم ، والعالم كله على وجه العموم ، والعالم الإسلامي على وجه الخصوص يتعرَّضون إلى قصف إلحادي وجنسي بشكلٍ هائل ، فهناك ما يقارب المليار موقع إباحي (بما في ذلك الشذوذ الجنسي) على الانترنت ، بالإضافة إلى مئات قنوات الأفلام والمسلسلات والإنيمي والكارتون التي تبث الإباحية والشذوذ الجنسي ومختلف أنواع الرذيلة ، وقنابل الفاحشة يحملها أبناؤنا في جوالاتهم داخل جيوبهم ، وعبدة الشيطان من الماسونيين والمتنورين وأذنابهم يقيمون الفعالية تلو الأخرى مطالبين بحرية وقانونية ممارسة الجنس والشذوذ مع الأطفال ، ومن ظن أنه بمنجى عن هذه الحرب ، أو أنه يستطيع حماية عائلته بنفسه دون أن تقف معه الدولة بكل قوتها مستعينةً بالله ، فإنما هو شخصٌ قرر إضاعة أمانة الله في حفظ ذريته وأحفاده من بعدهم ، ومن توهَّم أن هذا المكر الممتد عبر القرون والذي يكيد لنا يصدُّه عن أبنائنا درعٌ غير قيم الدين فهو إما معتوه أو متآمر.
⚫ كان في الخرطوم (ردَّ الله غُربتها) أكثر من عشرة آلاف عقار حكومي ، ولكن السلطة الانتقالية لم تجد إلا جمعية القرآن الكريم لتجعلها مقراً للشواذ جنسياً ، ولم يرضو من بث الإلحاد إلا بوضعٍ صورةٍ لله (تعالى الله) في مناهج الأطفال التعليمية ، فلم يكن الأمر عندهم مسألة حريةٍ وتسامح ، وإنما هو امتدادٌ لأهداف Adam Weizhaupt إمعاناً في إهانة الدين والمقدسات بالتزامن مع إشاعة أشنع أنواع الفاحشة ، وكم هو موجعٌ وموجلٌ للقلب أن بعض من كان بيدهم الأمر فسمحوا بذلك أن يكون .. واطمأنت به نفوسهم حتى أجلبوا مع أعداء البلاد فمهروا اتفاقاً على إقرار العلمانية وإقصاء الدين ، ولا والله ما تَمعَّر وجههم يوماً غضباً لله أو أنِفةً عن الخنا والسفالة … هم ذاتهم اليوم الذين يرجون الله أن يحفظهم وينصُرَهم ويفتح على أيديهم!! ، وسبحان الحليم الصبور …. فاللهم اغفر لنا ما أسرفنا من الذنوب والخطايا حتى استوجبنا على أنفسنا هذه المعيشة الضنكا ، فما كان ربنا مُهلِك القرى بظُلمٍ وأهلها مصلحون … *{رَبَّنَا ظَلَمۡنَاۤ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ}*
١٥ أغسطس ٢٠٢٤م