إنتخابات الاتحاد الأفريقي :خطوة جديدة نحو إصلاح المؤسسة بطاقم جديد إنعكاسات ذلك على السودان .. بقلم/ د.عبدالباقي الشيخ الفادني

● في القمة الثامنة و الثلاثين للإتحاد الأفريقي التي انعقدت السبت 15 فبراير 2025م في أديس أبابا، انتُخِب وزير خارجية جيبوتي (محمود علي يوسف) رئيساً لمفوضية الاتحاد الأفريقي خلفاً للتشادي (موسى فكي).
● تنافس يوسف مع كل من (رايلا أودينغا) من كينيا و (ريتشارد راندريا ماندراتو) من مدغشقر و تمكن من الحصول على الأغلبية المطلوبة من أصوات الدول الأعضاء.
● في جلسة تلت الجلسة الأولى فازت الجزائرية (سلمى مليكة حدادي) بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي متفوقة على المغربية (لطيفة أخرباش).
● هذا الفوز يعكس التنافس الإقليمي بين الجزائر و المغرب على المناصب القيادية داخل الإتحاد الأفريقي، حيث سعت الجزائر من خلال ترشيح حدادي التي شغلت منصب سفيرة الجزائر لدى إثيوبيا و الاتحاد الأفريقي إلى تعزيز حضورها الدبلوماسي في القارة.
● فساد الاتحاد الأفريقي خلال فترة رئاسة موسى فكي كانت واضحة من خلال وقوفه ضد مصالح القارة الأفريقية في كثير من القرارات، و خاصة السودان بعد اجراءات 25 اكتوبر 2022م في الضغط على السودان و بعد إندلاع حرب 15 أبريل و المواقف المناوئة لحكومة السودان لصالح المليشيا بأموال الإمارات.
● أما بالنسبة للسودان الذي عانى سابقاً من تجميد عضويته في الإتحاد الإفريقي متواطئاً مع جماعة قحت متعللين بالتحول المدني الديموقراطي و كان ذلك بإيعاز من دويلة الإمارات.
● قد يكون لفوز حدادي تأثير إيجابي تجاه السودان، فالجزائر معروفة بدعمها للقضايا الأفريقية، و قد تسعى من خلال منصبها الجديد إلى تعزيز جهود إعادة دمج السودان في الاتحاد الأفريقي، و هذا قد يسهم في رفع التجميد عن عضوية السودان مما يعزز شرعية الحكومة السودانية الحالية و يدعمها في مواجهة التحديات الداخلية و خاصة في حربها ضد المليشيا المتمردة.
● تعتمد هذه التوقعات على سياسات القيادة الجديدة للمفوضية و تطورات الأوضاع داخل السودان في حال تمكن الجيش السوداني من توسيع مساحات و مناطق سيطرته بعد استردادها من مليشيا الدعم السريع المتمردة بانتصاره عليها عنوةً و اقتداراً.
● قد تؤثر القيادة الجديدة للمفوضية على موقف الإتحاد الإفريقي تجاهه، إذا تبنى الرئيس الجديد سياسات تدعم إعادة دمج السودان فقد يتم رفع التجميد عن عضويته مما سيساهم في تعزيز شرعية الحكومة السودانية الحالية، و هذا التطور قد يؤثر إيجابياً على مسار الحرب التي تخوصها القوات المسلحة السودانية و القوات النظامية و المشتركة بدعم من الشعب السوداني، و ذلك من خلال تعزيز الدعم الإقليمي و الدولي للحكومة في مواجهة المليشيا المتمردة، و تعتمد هذه السيناريوهات على توجهات القيادة الجديدة و تطورات الأوضاع داخل السودان.
■ السيناريوهات المتوقعة بعد انتخاب القيادة الجديدة لمفوضية الاتحاد الإفريقي و تأثيرها على السودان:
1. السيناريو الأول (المتوقع):
● رفع التجميد و إعادة السودان إلى الاتحاد الأفريقي، و يُعد هذا السيناريو الأكثر تفاؤلاً و ذلك من خلال إجراءات فورية يقوم بها الاتحاد الأفريقي لدعم السودان، فالرئيس الجيبوتي السابق محمود علي يوسف معروف بعلاقاته الجيدة مع دول شرق أفريقيا و السودان قد يدعو إلى جلسة إستثنائية لإعادة عضوية السودان.
● قد يقود الإتحاد الإفريقي جهود وساطة أقوى بين الحكومة السودانية و المليشيات المتمردة مع طرح مبادرات للسلام.
● رفع التجميد قد يحفز الشركاء الدوليين مثل الإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لإستئناف الدعم الإنساني وإعادة الإعمار .
2. السيناريو الثاني التجميد المشروط و هو الأكثر واقعية:
● قد يطالب الإتحاد الإفريقي من الحكومة السودانية إجراءات ملموسة مثل وقف إطلاق النار ، فتح ممرات إنسانية ، وإطلاق حوار سياسي شامل قبل رفع التجميد .
● قد يمارس الإتحاد ضغوطاً على الحكومة السودانية و مليشيا الدعم السريع المتمردة للقبول بتسوية سياسية ظناً منه أن ذلك يحد من إستمرار الحرب.
● قد تلجأ مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى إنشاء لجنة مشتركة لمراقبة الأوضاع الإنسانية و السياسية في السودان قبل إتخاذ قرار نهائي بشأن رفع التجميد.
3. السيناريو الثالث هو استمرار التجميد و هذا السيناريو الأكثر تشاؤماً :
● إذا لم تستجب الحكومة السودانية (للضغوط) الرامية للوصول لتسوية سياسية (بدلاً) عن إستمرار الحرب، فقد يواصل الاتحاد الأفريقي تجميد عضوية السودان مما يساهم بشكل مباشر في استمرار التجميد، و قد يؤدي ذلك إلى فقدان السودان للدعم الإقليمي، قد يضعف ذلك موقفه في الحرب ما لم يحقق الجيش السوداني انتصارات ساحقة تقضي على متبقي المليشيا المتمردة، كما أن غياب الوساطات الإقليمية المحايدة قد يؤدي إلى إستمرار الحرب و زيادة وتيرتها ضد المليشيات المتمردة.
■ التأثيرات على مسار الحرب في السودان:
1. في حال رفع التجميد، ستتمكن الحكومة من الحصول على دعم لوجستي و دبلوماسي أكبر مما قد يمنحها اليد العليا في التفاوض أو في الحسم العسكري.
2. في حال التجميد المشروط قد يكون هناك ضغط على الحكومة السودانية لوقف إطلاق النار و الشروع في حوار سياسي.
3. أما في حال استمرار التجميد، فمن المتوقع إستمرار المعارك و تفاقم الأزمة الإنسانية في مناطق سيطرة مليشيا الدعم السريع المتمردة.
■ نخلص إلى الآتي ■
● من خلال قراءة الأحداث الداخلية و الخارجية إقليمياً و دولياً فالأرجح هو سيناريو التجميد المشروط، نظراً لتعقيد الأزمة السودانية و تعدد الأطراف الإقليمية و الدولية المؤثرة فيها.
● قد تلعب القيادة الجيبوتية الجديدة للاتحاد الأفريقي دورًا محورياً في إعادة السودان إلى المشهد الإقليمي بحكم علاقاتها الإقليمية لكن بشروط واضحة تضمن التهدئة السياسية و العسكرية.