فوق الشمس … هذا ما تريده امريكا … بقلم محمد مصطفي المأمون (ودالمامون)
قلتُ أمس: (أن أمريكا تعود بذات الكتاب القديم وتلعب علي كل الحبال بهدف واحد فقط هو الوقوف ضد مصالح الشعب السوداني وإن الإدارات الأمريكية المتعاقبة والحالية والمسابقة واللاحقة واقعة تحت تأثير شبكات معلومات يسارية معادية خلقت لتعترض كما يقول الفنان الكوميدي المصري عادل إمام في فيلم الزعيم).
لو كانت أمريكا تسعي مع السودان لتكوين علاقات سياسية و اقتصادية وعسكرية استراتيجية لحصلت عليها دون كبير عناء مع الرئيس الراحل جعفر نميري؛ فقد كانت مايو جاهزة للتصالح والتطبيع و إعدام قيادات التيار الإسلامي لكنها -أي أمريكا- تسعي لتحقيق أهداف غير مفهومة وقتها.
فعل النميري كل ما بوسعه لإرضاء السيدة أمريكا، ومنحها حق امتياز استخراج البترول والذهب، وسمح لها بتغيير تركيبة الثقافة الغذائية بما يعرف وقتها بدقيق (ريغان) الذي دخل في كل بيت وكان مدخلاً الاستعمار الجديد وكاد أن ينجح لولا عناية الله وحده.
و لو كانت أمريكا تسعي لوقف الحروب والعنف و الاقتتال لنجحت في هذا السعي مع الرئيس السابق عبد الرحمن سوار الذهب والذي فتح قلبه وعقله من أجل الحوار و السلام ولم يجد سوى رسالة واحدة فسرها قائد التمرد حينذاك جون قرنق انتفاضة ابريل مايو2.
و لو كانت الديمقراطية هدفاً من أهدافها كما تدّعي لوقفت إلى جانب رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي الذي جاء إلى السلطة في انتخابات نزيهة وحرة وبتحول ديمقراطي مشهود وغير مسبوق في المنطقة لكنها سدت الطريق أمامه وعاد المهدي من واشنطون لا يعلم ماذا تريد الإدارة الأمريكية.
الإدارات الأمريكية المتعاقبة تحمي علي الدوام الحكومات الديكتاتورية والأنظمة المتسلّطة وتصادق و تتحالف مع أيّ حكومة تخدم الكيان الصهيوني.
و الأمر هكذا فإن الشيطان الأمريكي يحاول تغيير التركيبة الاجتماعية للشعب السوداني ونزع هويته الثقافية.
تتخفّى إدارة بايدن في جينيف للتخلص من هزيمتها في اتفاق جدة.
مخرجات اتفاق جدة هدف ملعوب ومخدوم كان بإمكانه إنهاء الحرب وخروج المليشيا من بيوت الناس والأعيان المدنية بل وخروجهم من قلوب الناس.
والسؤال الجديد لماذا الإصرار علي جينيف قبل تنفيذ مخرجات جدة؟ هذا ما سنتناوله غداً إن شاء الله.