استكتابات | د.معاوية صبري رشيدي يكتب بعنوان الفقراء اتقاسموا الجرعه في القاهرة
د.معاوية صبري رشيدي
اهلي الطيبين وشعبي السوداني االبي ورغم المحن واإلحن التي المت بهم خالل عام
الحرب والمعاناة التي عاشوها لم يغير ذلك من طباعهم النبيلة فارتحلوا بها الى
الجهات التي ولوها
حملوا معهم عشق الوطن والتراب وصفات الشهامة والكرم وحسن الضيافة وقسم
اللقمة وتقسيم النبقة عليهم في اشارة للتوادد والتراحم وانزال مفهوم الجسد الواحد
الرض الواقع
اود ان استعرض معكم في هذا المقال تجربة عشتها وما زلت مع رفقائي زارعي
الكلى السودانيين بجمهورية مصر العربية والذين قدموا الى مصر احتماءاً من جحيم
الحرب وسعياً لجرعات المناعة التي كانت الدولة تمنحها للجميع دون استثناء في
مراكز العالج التي يتلقون فيها المتابعة سواء كان في الخرطوم او الواليات
انقفل الباب بعد الحرب ولجوء الغالبية الى مصر بحثوا عن بعضهم وتواصلوا
وقاموا بعمل قروب واتساب بعدد ال يتجاوز ال٣٠ عضو واالن بعد عام كامل
وصل القروب الى قرابة ال٣٠٠ عضو
تنادوا وامسكوا بايدي بعضهم وتقاسموا العالج شريط بشريط وحبة بحبة القاطع
يستلف من اخوه يردها او ال يردها ضربوا اعظم االمثلة في التكاتف والتعاطف
تعارفوا وتزاوروا ونشاة عالقة حميدة واسرية بينهم
هؤالء الكوكبة سادتي هم سودان مصغر من كافة انحاء البالد خدموا بلدهم الكثر
من ٣٠ عاماً في كل المجاالت منها القضاء والقوات المسلحة والشرطة واالمن
وكافة مؤسسات الخدمة المدنية فكان تجمع رائع تجد فيه كل التخصصات اطباءاً
ومهندسين وتعاطف معهم االبناء فاصبح مجتمع الزارعي يتسع يوما بعد يوم سعوا
عبر لجنتهم االشرافية الى توفير الدواء غالي التكلفة تتجاوز ٣٥٠٠ جنيه للمريض
في الشهر فكان عطاء المؤسسات المصرية لهم فلهم الشكر والتقدير وكانت مبادرة
اسناد التي وفرت العالج والكساء والغذاء
وبعد طول االنتظار تولت الدواء مواطنيها بذات روح العطاء فتكفلت لهم بالعالج
عبر سفارتنا بالقاهرة ومستشاريها الطبي الهمام د. خضر بابكر فيصل وكل طاقم
السفارة والشكر والتقدير لوزير الصحة ووزير المالية الذين اعادوا للزارعين
الطمأنينة بعد طول عناء
زارعي الكلى عانى بعضهم فعاد للغسيل واخرين اجبروا على الزراعة للمرة الثانية
ونسال هللا ان يكون ذلك كفارة لبدنهم التحية والتقدير لمجتمع زارعي الكلى بمصر
الذين ضربوا اروع االمثال في التكافل والنفرة وتقاسموا الجرعة دون من او اذى او
معاناة فلهم تحية الصحة والعافية
واسال هللا ان يديم نعمة االمن والسالم لبالدنا حتى يعودوا بذات الروح لوطنهم
يتقاسمون فيه الفرح والسالم واالمان والتعاضد حفظكم هللا ورعاكم اخواني واخواتي
اعمامي االجالء على امتداد سكنكم في مصر من اسوان / االسكندرية / فيصل /
المريوطية / الهرم / كعابيش / حدائق االهرام / الهضبة الوسطى / / الشروق الى
المعادي / حلوان / الدقي / المهندسين تحية واحتراماً وعودا حميداً