مسح إتجاهات الرأي العام حول تعامل الحكومة السودانية مع العدوان الاماراتي في الحرب على السودان
27 :أبريل 2024
■ منذ تكشف خيوط العدوان الأولى علي. السودان في ١٥: ابريل ٢٠٢٣م بدأ واضحاً تورط دولة الأمارات العربية المتحدة ودعمها لقوات الدعم السريع بدايةً من توفير كافة أشكال الدعم اللوجستي ، وكل انواع الأسلحة والذخائر والعربات والاليات والمعدات العسكرية والتى تواصلت طيلة عام من الحرب عبر تسيير جسر جوى ضخم ، ومروراً بتبني تحسين علاقة قوات الدعم السريع بدول الجوار، والتدخل السافر في منابر منظمة الايقاد والإتحاد الافريقي، وتجييرها لصالح مواقف قوات الدعم السريع ، فضلاً عن الإنفاق الضخم لتشكيل قوي سياسية تكون بمثابة الحاضنة السياسيه والشعبية له ، وتأمين طائرة خاصة لجولة قائد قوات الدعم السريع في عدد من دول المنطقه الأفريقيه ، بالإضافة الي تشكيل ترسانة اعلامية ضخمة للمساندة من خلال مئات الالاف من الحسابات الوهمية في المنصات الاسفيرية ، والتأثير على مواقف القنوات الفضائية ذات الحضور والتأثير في المشهد العالمي.
■ بازاء هذا كله قابلت الحكومة السودانية هذا العدوان بصمت تام في أول أمرها دون أن توجه صراحةً لوماً أو انتقاداً إلى دولة الأمارات حتى صدور تصريحات للفريق ياسر العطا والتى أشار فيها إلى دور دولة الأمارات صراحة في العدوان لأول مره.. لتبادر بعدها دولة الأمارات بتخفيض وجودها الدبلوماسي وتقديم شكوى من جانبها إلي مجلس الأمن احتجاجاً على هذه الإتهامات.. لتصدر بعد ذلك تصريحات حكومية تشير إليها صراحة من عدد من المسئولين السودانيين أبرزها ماجاء على لسان مندوب السودان لمجلس الأمن .
■ على خلفية تسرب وثيقه حكوميه الأسبوع الماضى صادرة عن شركة السودان للموارد المعدنية تحمل إذن سفر تصدير كميات كبيرة من الذهب إلى دبي على متن طائرة شركة تاركو بدأت اصوات الرأي العام تتحرك بقوة للضغط على الحكومة السودانية لإتخاذ مواقف أكثر قوة وصرامة حيال العدوان الاماراتي على السودان ..
■ وقوفاً على اتجاهات الراي العام أجرى مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفيه ودراسات الرأي العام مسحاً لإتجاهات الرأي العام حول الموضوع ، شمل المشاركين من داخل السودان في الولايات المختلفه، وعدد من مناطق الوجود السوداني بدول الجوار بالإضافة إلى السودانين بالخارج في المهاجر المختلفة بالخليج العربي وأوروبا وامريكا. وكانت أبرز الإتجاهات على النحو التالي ؛
١/ يتبنى الرأي العام بقوة إتهام دولة الأمارات العربية المتحدة وانها هىمن قام بالتخطيط الكامل لهذا العدوان ودعمه وتوفير كافة مطلوبات نجاحه.
٢/ يعتقد الرأي العام أن العداء الامارتي على السودان ينبع من مطامعها الاقتصادية في الموانيء السودانية، ورغبتها في السيطرة على الملاحة في البحر الأحمر، بالاضافه إلى اطماعها في منطقة الفشقه السودانية والأراضي الزراعية ، فضلاً عن عداوتها المزمنة تجاه الحركات الاسلامية وحركات الصحوة في العالم العربي والاسلامى .
٣/ يتحفظ الرأي العام بقوة علي مشاركة دولة الأمارات العربية المتحدة كطرف وسيط في منبر جدة التفاوضي ، ويقطع بعدم حياديتها .
٤/ ينظر الرأي العام بامتعاض كبير إلى أحجام الحكومة السودانية عن تسمية دولة الأمارات العربية صراحة وتحديد دورها في العدوان . ويرى أن ما صدر حتى الان من تصريحات ومواقف لايتناسب والموقف العدواني الاماراتي.
٥/ يعتقد الرأي العام أن الضغط الشعبي داخل وخارج السودان قد سبق الحكومة كثيراً .. بل هو ما أجبرها على التصريح باتهام دولة الأمارات العربية المتحدة في المشاركة على العدوان على السودان .
٦/ ينظر الرأي العام بكثير من التقدير إلى موقف الجاليات السودانية بأوروبا وامريكا وتنظيمها لتظاهرات ووقفات احتجاجاًعلى دور دولة الأمارات في العدوان علي السودان.
٧/ يتهم الرأي العام عدد من المسئولين السودانين بالوقوع تحت تأثير أو ابتزاز دولة الأمارات العربية المتحدة ويعبر عن قناعاته بقوة باختراق المخابرات الاماراتية لدوائر صنع القرار بالسودان .
٨/ يعبر الرأي بقوة عن امتعاضه من موقف وزارة الخارجيه السودانية في إدارة ملف العلاقات مع الأمارات، ويستخدم عبارات على شاكلة : (الضعف_ التردد _ التخاذل_ الإنهزاميه) لوصف هذه الحالة من التعامل.
٩/ يستغرب الرأي العام من تردد
وبطء الحكومة السودانية حيال اتخاذ مواقف حاسمة تجاه العدوان الأمارتي ومن ضمن ذلك عدم لجوؤها لتقديم شكوى مباشرة لدى مجلس الأمن، او الجامعه العربية ،أو منظمة المؤتمر الإسلامي، أو الاتحاد الأفريقي .
١٠/ يدين الرأي العام ضعف وزارة الخارجية السودانية أمام التمدد الكبير لسفير دولة الأمارات بالسودان واتصالاته المباشرة بالقوى السياسية السودانية قبل وبعد الحرب بما يخالف والاعراف الدبلوماسية.
١١/ اتجاهات رأي عام موازية تخالف كلما ذكر وترى ان الحكومة تعاملت حيال العدوان الاماراتي بعقلانية وبمرونه عالية، وبمواقف متزنة، من باب أخف الضررين وذلك حفاظا على روابط قديمة ، واعتبارا للتأثير الاماراتي الكبير في العالم وعلى دول المنطقة ، ومراعاة لمصالح عليا على رأسها الوجود السوداني بدول الخليج العربي.
١٢/شبكة مركز الخبراء العرب قامت برصد أصداء كبيرة، وتجاوب مقدر وسط الرأي العام حيال المطالبه بطرد السفير الاماراتي وإعلانه شخصاً غير مرغوب في وجوده داخل السودان.
١٣/ اصوات غير قليلة وسط الرأي العام تنادي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الأمارات.
١٤/ ساد الراي العام إحباط كبير حيال الوثيقة المتداولة الصادرة من سطات التعدين في السودان والتى تسمح بتصدير كميات كبيرة من الذهب الي دبي لبعض الشركات ومن ضمنه ذهب مملوك لشركة مصفاة الذهب السودانية وهي شركة حكومية .
١٥/ يطالب الرأي العام بوقف تصدير الذهب فورا إلى دولة الامارات العربية المتحدة ويري أن هناك أسواق بديلة يمكن التصدير إليها مثل الصين او روسيا.
١٦/ تبرر بعض اصوات الرأي العام تصدير الذهب إلى دبي باعتبار وجود بورصة الذهب العالمية على أراضيها وترى ان هذا شأنا تجارياً صرفاً..