مقالات الرأي
أخر الأخبار

تغييرات العملة في زمن الحرب من السلاح إلى الاستقرار .. بقلم/ زهير عبدالله مساعد

لا تُعتبر العملة مجرد أرقام على ورقة أو شاشة هاتف بل هي أداة أساسية تُحرك عجلة الحياة الاقتصادية لأي دولة. لكن في أوقات الحروب و الاضطرابات، تُصبح العملة أكثر من مجرد أداة اقتصادية بل تتحول إلى سلاح يستخدم للتحكم في الموارد و توجيه مصير الأمم.

فمن خلال تغيير العملة أو تلاعبها، يمكن للحكومات أن تُضعف الاقتصاد العدو أو تُحافظ على نفوذها في الأراضي المحتلة. لكن في بعض الحالات، تُستخدم العملة كأداة للاستقرار والانتعاش بعد نهاية الحرب، لتعزيز الثقة في النظام المالي و تسهيل إعادة بناء الاقتصاد.
في هذه المساحة، سنُلقي نظرة على بعض أمثلة استخدام العملة كأداة حربية و كأداة للاستقرار بعد الحروب، مع التطرق إلى آثارها الاقتصادية و الاجتماعية.

أعلنت الحكومة السودانية مؤخراً عن تمديد فترة استبدال العملة القديمة بالعملة الجديدة حتى 30 ديسمبر 2024. هدفت هذه الخطوة إلى مساعدة المواطنين الذين واجهوا صعوبات في الوصول إلى البنوك أو فهم إجراءات الاستبدال، لكنّ هذا التمديد فتح الباب أمام بعض التحديات، مثل التلاعب من قبل بعض الأشخاص الذين يشترون العملة القديمة بأسعار أقل من قيمتها الحقيقية بالإضافة إلى خطر انتشار العملة المزورة في السوق.

تُعدّ خطوة تمديد فترة استبدال العملة في السودان خطوة هامة لدعم المواطنين خلال فترة اقتصادية صعبة. لكنّ من الضروري أن تُواجه الحكومة مشاكل التلاعب بالعملة و التزوير لتعزيز ثقة المواطنين في النظام المالي. من خلال اتخاذ إجراءات استباقية، قصدت الحكومة من تمديد فترة استبدال العملة أن تُساهم في ضمان استفادة جميع المواطنين من عملية استبدال العملة بشكل عادل و فعّال.

نعم، لقد قامت العديد من الدول بتغيير عملاتها خلال الحروب أو إجراء تعديلات على فئات معينة من العملة. فيما يلي بعض الأمثلة البارزة، بما في ذلك السودان و الدول التي استبدلت عملاتها خلال الحرب:

السودان:

فترة استبدال العملة: بدأ بنك السودان المركزي عملية استبدال العملة في نوفمبر 2024 و من المقرر أن تستمر حتى 30 ديسمبر 2024.

الفوائد: يهدف هذا الاستبدال إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وسط الحرب المستمر، و الحد من التضخم، و استعادة ثقة الجمهور في العملة والحد من انتشار العملة المزيفة .

ألمانيا:

استبدال العملة بعد الحرب العالمية الثانية، تم استبدال الرايخ مارك بالمارك الألماني في عام 1948 في ألمانيا الغربية و مارك ألمانيا الشرقية في ألمانيا الشرقية.

الفوائد: ساعد هذا التغيير في تحقيق الاستقرار الاقتصادي و كبح التضخم المفرط مما سهل الانتعاش الاقتصادي.

عملة القوات العسكرية المتحالفة (AMC):

خلال الحرب العالمية الثانية، أصدرت القوى المتحالفة AMC. اختصار لـ ( Allied Military Currency ) و هي عملة عسكرية أصدرتها قوات التحالف خلال الحرب العالمية الثانية كانت هذه العملة تستخدم بشكل رئيسي في المناطق المحررة من سيطرة المحور (ألمانيا و إيطاليا و اليابان) لأسباب عدة:

لتسهيل المعاملات التجارية كانت العملة المحلية في تلك المناطق إما غير متوفرة أو غير مستقرة بسبب الحرب.
لضمان سيطرة قوات التحالف على الاقتصاد كانت AMC وسيلة لضمان عدم سيطرة حكومات المحور على الأموال في المناطق المحررة لتوفير وسيلة تبادل مستقرة للجنود كانت AMC ضرورية لتمكين الجنود من شراء السلع والخدمات في المناطق التي كانوا ينتشرون فيها.

اليابان:

تغييرات العملة خلال احتلالها لمختلف الأراضي في الحرب العالمية الثانية حيث أصدرت اليابان عملة احتلال استبدلت العملات المحلية.

الفوائد سمح ذلك لليابان بممارسة السيطرة الاقتصادية على المناطق المحتلة و إدارة الموارد بكفاءة.

فوائد استبدال العملة خلال الحرب

  • الاستقرار الاقتصادي يساعد في تحقيق الاستقرار الاقتصادي من خلال استبدال العملات المنخفضة القيمة أو غير المستقرة.
  • السيطرة على التضخم يقلل من التضخم المفرط و يستعيد الثقة في النظام النقدي.
  • تحسين التجارة يمكن أن تعزز العملة المستقرة العلاقات التجارية و تجذب الاستثمارات الأجنبية.
  • ثقة الجمهور يعيد الثقة بين المواطنين في النظام المالي، مما يشجع على الادخار و الاستثمار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى