
(1)
يمثل السودان العمق الاقتصادي و التاريخي و الثقافي للقارة السمراء -أفريقيا- و هو اللغة المشتركة بينها و دول العالم، و يعتبر جسر المحبة و شريان الحياة لكثير من الدول العربية و الأفريقية، و حينها فقط يمكن أن تدرك أهميته من خلال ما يقابله من تحديات ماثلة، و أخطرها الحرب اللعينة الدائرة بين الجيش السوداني و قوات الدعم السريع الإرهابية التي شاركت بها كثير من دول الجوار الإستراتيجي، و دول الوجدان المشترك، و للسودان معها مشتركات قبلية و إثنية و صهرية و ثقافية، و أرض سمراء، و نيل و نخيل و (تبلدية)، و أغنيات
“أرض الخير أفريقيا دا مكاني
زمن النور و العزة زماني”
تغنّى بها مبدعون من المغرب، و إثيوبيا، و السودان و يوغندا، و جابت عدسات كاميراتهم كل هذه الدول في محبة و إخاء،
و تنادت لتغني: “أنا بلدي بلد الخير و الطيبة
أرضه خصيبة فيها جناين
نجوم و عيون للخير بتعاين.”
لا غرابة في ذلك و أهل مورتانيا يستقبلون الرئيس السوداني في موكبه الرسمي بكل ترحاب، و هم يرفعون العلم السوداني، و يعبرون عن وحدة الشعبين، و عن شكرهم للسودان (زوادة) الحجيج المورتاني و معبر الحفظة و (تقابة المسيد).
و حيّا الله الجيش السوداني و الحراك الوطني للمقاومة الشعبية و القوات المشتركة و (البراؤون) الذين أكدوا بحق أن الجهاد لم يعد هتافًا و تصفيقًا د، بل عمل و تضحية، و لم يعد الكفاح دعاية و تهريجًا بل فداء و استشهادًا، و حينما تلفت الشعب حوله عندما باغته العدو لم يجد غير الجيش السوداني و حماة الوطن حاضرين للدفاع، و مهيئين للبذل، و مستعدين للفداء، و تواقين للاستشهاد، و صادقين للوعد و مستبشرين بالنصر.
(2)
و غيرهم هناك في بلدان الغرب يحيكون المؤامرات و الحيل، و يدعمون التمرد، و يقفون مع الباطل، و يندسون خلف شعار (لا للحرب) و يحملون الوطن في حقيبة البيع الرخيص، و أهلهم يحملون حقائب النزوح و اللجوء و الهروب من مرارة الحرب،و للأسف يشترون أقلاماً و أحباراً واهية لكتاب و إعلاميين كتبوا تاريخهم بالخيانة و العار، و رهنوا أفكارهم للطغاة و للإذلال، وفجأة جاءتهم الصاعقة داوية بنصر ود مدني عروس الجزيرة، و دخول الخرطوم الصمود و صرعوا و ماتوا ألف ميتة بعرس النضال.
فالتحية لأبناء السودان الميامين، أصحاب الوطنية المتحمسة، و الهمة العالية، و للمناضلين و هم يرفعون راية النصر و راية الشهادة و يكتبون بحق تاريخ السودان الجديد:
“مشتهيك أنا يا بلد
ليك راجع لا محالة
بعد حررت نفسك
من قيودك ببسالة
بعد ما طهرت أرضك
من نواميس العمالة
نفسي أرجع و الحف الحرية شالا
و ألبس التوب المطرز بالعدالة
و أحمل القيم العشقتك من خلالها.”
دمتم🌹