يظهر ما يحدث في قرية السريحة بولاية الجزيرة السودانية موت الضمير الإنساني العالمي و عجزه عن إدانة انتهاكات مليشيا الدعم السريع التي ظلت تستهدف السكان المدنيين بشكل منظم في جميع الولايات السودانية، منذ انطلاقة هذه الحرب التي شنتها المليشيا منذ أبريل من العام الماضي بعد فشل محاولة الانقلاب على السلطة بتدبير محلي واقليمي يستهدف السيطرة على موارد البلاد وتحييد القوى السياسية الوطنية ، لم تكف الحكومة السودانية عن المطالبة بإدانة هذه الحملات الوحشية التي ظلت تقوم بها المليشيا منذ مجازر مدينة الجنينة في دارفور وحتى بالأمس القريب في ولاية الجزيرة ، حيث ظلت المنظمات الدولية و منظمات المجتمع المدني تدعو إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد قادة المليشيا الإرهابية.
إن صمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم و لا مبالاته تجاه معاناة السكان المدنيين يشجع المليشيا على مواصلة ارتكاب المجازر و الانتهاكات دون خوف من العقاب، كما ندعو أحزاب تنسيقية القوى المدنية تقدم نزع الغطاء و الدعم السياسي و الإعلامي عن هذه المليشيا التي نقضت عهدها الموقع معهم في وثيقة اعلان أديس أبابا ، لذلك يجب على الجميع و على المجتمع الدولي الوقوف بحزم ضد هذه الانتهاكات و اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف تدفق المرتزقة و الأسلحة الذي تقوم به دول إقليمية إلى داخل السودان منذ اندلاع الحرب و حتى اليوم لدعم المليشيا، إن عدم التدخل الفوري و القوي للمجتمع الدولي بإدانة هذه المليشيا و تصنيفها إرهابية يعزز استمرار هذه الجرائم و يقوض العدالة و حقوق الإنسان في السودان.
عليه و كما يرى مراقبين يجب على القوى الدولية الفاعلة العمل مع بلادنا للقضاء على مليشيات الدعم السريع و تحقيق العدالة و السلام من خلال الالتزام باتفاق جدة للترتيبات الأمنية و الإنسانية الموقّع في 11 مايو من العام الماضي لأجل حقن دماء السودانيين وإ ستعادة الأمن و السلام، كذلك ينبغي على المجتمع الدولي أن يدرك تأثيرات هذه الانتهاكات على الحياة الاجتماعية و السياسية في السودان، و يتخذ الإجراءات الضرورية بالاستجابة لشكوى السودان في مجلس الأمن ضد مسعري هذه الحرب و داعميها لوقف هذه الأعمال الوحشية.
على المجتمع السوداني بكل انتماءاتهم و الأحزاب والكيانات الوطنية أن تعمل على دعم مطالب الحكومة السودانية أمام المجتمع الدولي بعمل مشترك (اصدار البيانات والتظاهرات) لإدانة ومعاقبة مرتكبي الانتهاكات لضمان عدم تكرار هذه الجرائم المروعة ، التي تشنها مليشيا الدعم السريع ضد المواطنين ليس في قرى الجزيرة التي قتلت في يوم واحد في قرية السريحة 147 مواطن أعزل بجانب قتل وتشريد فاق العشرات في قرى أخرى شرق الجزيرة ، شملت مدن رفاعة وتمبول والهلالية ، فضلا عن من يقتلون في دارفور وكردفان ولاية الخرطوم محليات ام درمان وكرري وام بدة حيث القصف العشوائي اليومي للمواطنين، لذلك نؤكد إن العمل المشترك والتضامن المحلي والاقليمي و الدولي يمكن أن يحقق العدالة والسلام للشعب السوداني المكتوي وحده بنيران هذه الحرب .
عليه يظل وجه الحقيقة في أهمية النظر إلى ما يحدث في قرية السريحة ومناطق أخرى في ولاية الجزيرة السودانية ودارفور والخرطوم محليات كرري وام درمان باعتباره تطهيرا عرقيا وابادة جماعية تقوم بها المليشيا وفق أجندة أعلن عنها قائدها وهي خطة بديلة في حال فشلت أجندة الحرب ، عليه يجب على المجتمع الدولي أن يتحد في مواجهة هذه الانتهاكات الوحشية وأن يقوم بممارسة ضغطًا دوليًا على المسؤولين عنها فورا ، كما يجب أن نعلم أن تحقيق العدالة وضمان استمرار السلام في السودان يتطلب تضافر الجهود الدولية والعمل المشترك لوقف هذه الجرائم البشعة ، كما يجب على بلادنا أن تتخذ موقفا واضحا تجاه الدول والكيانات الاقليمية والدولية التي لا تتحرك لإدانة هذه الانتهاكات أو تدعم الشعب السوداني في محنته .
دمتم بخير وعافية.
الإثنين 27 أكتوبر 2024 م. Shglawi55@gmail.com
