– فرق بين (الخبث) و (الدهاء)؛ فالخبث صفة مذمومة، أما الدهاء فهو من الصفات المحمودة، فهناك دهاء العرب… و دهاء الحروب… ودهاء السلم… إلخ!!
– الشخصية التاريخية (جحا) يُوصف بالدهاء فذات مرة قيل له: (أتأكل وأنت تمشي في السوق بين الناس)؟… فقال: (كل هؤلاء سُذَّج لا يهمونني)، فقيل له: كيف…؟ قال: (سأثبت لكم ذلك)، فصعد على ربوة وأخذ يخاطب الناس: (أيّها الناس من طال لسانه أرنبة أنفه دخل الجنة)، فأخرج كل من سمعه لسانه لكي يلتصق بأرنبة فمه فقال: (ألم أقل لكم إنهم سُذَّج)…!!
– دهاء (جحا) لم يكن بعيداً عن المشهد الأمريكي الذي يتعامل مع الحكومة السودانية بالخبث بعد أن عجز من إجبارها على لعق أرنبة فمها.
– (دهاء) الحكومة السودانية لمقابلة (خبث) الأمريكان أمر محمود في الملعب السياسي الخاص بعملية التفاوض مع مليشيا الدعم السريع، ولعلّ (الدهاء) تجلى في طلب الحكومة السودانية للقاء تشاوري أولي في مدينة جدة لقراءة أفكار الوسيط الأمريكي حول تمثيل درجة الحكومة السودانية في طاولة المفاوضات وقياس انخفاض درجة التنازل الامريكي عن عبارة (طرفا الحرب).
– بمجرد إعلان الحكومة السودانية عن مشاركتها في لقاء تشاوري مع الوسيط الأمريكي حول مفاوضات جنيف طرحتُ (تساؤل) حول هل ستتعامل الحكومة الأمريكية مع الحكومة السودانية بنفس عبارات الاعتراف في تشاور جدة وبعدها تنتقل بخبث إلى مربع (غلوطية) طرفا الحرب ومساواة كتف الجيش السوداني المؤسسة الراسخة التي تعبر عن وجدان الشعب السوداني بالمليشيا الإرهابية المتمردة؟ وللتذكير إليكم نص المنشور: (ذكر في البيان الصحفي أن مشاركة وفد حكومة السودان الذي توجه إلى جدة يأتي بغرض التشاور مع الوفد الأمريكي حول مفاوضات جنيف… السؤال المهم والمفصلي: (هل سيستمر الوفد التشاوري بجدة ممثلا لحكومة السودان حال المشاركة في مفاوضات جنيف، أم سيكون التفاوض بين الجيش والمليشيا المتمردة كما تم التخطيط له من الأطراف الدولية والإقليمية)؟
– بات جلياً أن موافقة الأمريكان على مشاورات جدة لم تكن اإا لاستدراج الحكومة السودانية إلى مفاوضات جنيف بحسب تصريحات المبعوث الامريكي أمس لقناة الحرة بأن: (مفاوضات جنيف لاتعطي الشرعية لأحد الطرفين) أي مساواة الحكومة السودانية والجيش السوداني في كفة واحدة مقابل مليشيا الدعم السريع المتمردة.
– إعلان رئيس الوفد التشاوري (أبو نمو) انهيار مشاورات جدة وتوصيته بعدم الذهاب إلى جنيف جاءت بسبب نوايا الحكومة الامريكية المسبقة بأن الحرب بين (طرفين) الجيش و الدعم السريع، وتلك إشارة ضمنية أكدتها تصريحات المبعوث الأمريكي بعدم اعترافهم بشرعية الطرفين.
– تعامل رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان ووزير الخارجية وفريق التشاور أوضح نوعاً من النضوج السياسي (لعبوها صاح بتكتيك عالي)، ولكن يقفز الى ذهن الخبراء والمراقبين عدد من الاسئلة في الاجابة عليها فائدة للحكومة السودانية:
١. هل ستعبُر الحكومة السودانية أزمة الضغوط الدولية برعاية الولايات المتحدة الامريكية ؟؟.
٢. ماهي الوجهة القادمة في التحالفات الدولية الإقليمية (البدائل) ؟؟.
٣. هل الحكومة السودانية جاهزة لخطوة رفض الجلوس في مفاوضات جنيف؛ أعني التحسب من الغضب الأمريكي ؟؟.