الترابى لا سنى ولا شيعى .. وانا كمان … بقلم احمد الزبير محجوب

• الموضوع ليس بعيداً عن معركة الكرامة ، إن لم يكن من صميم محاور الإستراتيجية الخارجية 

• القرن الذى إتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ، حتى نال شهادة الخيرية من الله ورسوله ، لم يشهد سنى ولا شيعى -لا إسماً ولا وصفاً- إذ كانوا يقتدون به ويحبونه فى ذات الوقت ، ولا يقربونه إلا بالمودة ، وإتخذوا أزواجه أمهاتاً ، وأمضوا إخوة الدين ومحبتة فى سائر أهله ( المؤمنين ) بلا تمييز ولا رافعة نسب 

• القرن الذى شهد إكمال الدين وإتمام النعمة ، ما كان ليتفرق فى الدين ، فرغم إنقسامه الى كتلتين ( أنصاراً ومهاجرين ) إلا أن صلواتهم واحدة وكذلك مسجدهم وسائر محياهم ومماتهم ، لا يختلفون فيها الإ بإختلاف وسعهم وإستطاعتهم ، ولا يتناكرون فى ذلك 

• قرننا الذى نعيشه اليوم ، جدير بنا إستعادة خيرية القرن الأول فيه ، بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه الميامين رضوان الله عليهم أجمعين ، وذلك بإتباع القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، بطاعة فورية قدر الوسع او بتصديق تام مع سعى فورى لمعالجة معوقات التنفيذ

• وحتى نتيقن من سلامة الإتباع يجب علينا التالى :

1. إزالة اللغو من كتب التفاسير بالتقيد بمقتضيات اللغة العربية وفنونها ، وجمع كل الآيات الواردة في ذات الأمر منعاً لتبعيض الكتاب بإنفاذ آية وترك أخرى ، وتحقيق هيمنة للآيات المحكمة على الآيات المتشابهة ، منعاً لتوالد معانى متشابهة قد تؤدى الى فسوق ( كفر بعد إيمان ) بتعارضها مع معنى محكم 

2. إزالة اللغو والوضع من كتب الحديث بالتقيد بضوابط اللغة والتثبت والتبين والتدبر ( راجع الفصل الثالث من كتابى المستخلص ) وبما أن ( الإسناد ) قد أدى دوره على أكمل وجه ( حفظ المتون حفظاً متواتراً  وأوقف توالدها كذباً وإختلاقاً ) يجب الإنتقال الى دراسة المتون وفق الضوابط المذكورة بعيداً عن ظلال الرجال ( فلا يرفض متن لمجرد أن فى إسناده سنى او شيعى ..الخ )

3. إزالة اللغو من المعاجم والقواميس بالتقيد بضوابط اللغة والتثبت والتبين والتدبر ، بعيداً عن ظلال الروايات والتفاسير ( كسراً لحلقة الإستدلال الدائرى ، مثل ترجيح تفسير بمعنى فى المعجم ، ثم إثبات المعنى فى المعجم بالاستشهاد بالتفسير او الرواية )

• إذا تم الإقتداء بهدى الأنبياء وتمثلنا بالآية الكريمة 

{قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ (51) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52)} [طه : 51-52]

وإتعظنا بالآية الكريمة 

{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا ۚ أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَىٰ عَذَابِ السَّعِيرِ} [لقمان : 21]

لأراح وإستراح السنى والشيعى ، ولأقتصر مجال الإبتلاء فى واقعنا الذى نشهده ونعلمه ورغم ذلك لا يحل لنا فيه تزكية أحد ، دع عنك تزكية من لم نره ولم نعاشره .. ويحرم علينا سب آلهة المشركين ، دع عنك سب من سبقونا بالإيمان

• ما سبق حيثيات للتخلص من فتنة التفرق فى الدين ، وما يلى نوجهه لمن يصر على طريقته التى هى عنده مثلى : 

• ألا ترى فى إغتيال الشهيدين بإذن الله ( إسماعيل هنيه وحسن نصر الله ) أن العدو واحد ، وأنه لا يفرق بين سنى وشيعى ؟! 

• ألا ترى فى إغتيال آلاف السنة ، وإستحياء ابو مازن وزمرته وإحتضان بن زايد وزمرته ، أن من السنة من لا يمثل السنة حقيقةً ، بل هو عدو للإسلام بشقيه السنى والشيعى ، وإن لم يظهر عداوته للشيعة ؟!

• ألا ترى فى إغتيال آلاف الشيعة ، وإستحياء نبيه برى وزمرته وإحتضان ناعى حسن نصر الله قبل أيام من إغتياله ( كيف علم بما يدور إن لم يكن شريكاً ) أن من الشيعة من لا يمثل الشيعة حقيقةً ، بل هو عدو للشيعة والسنة ، وإن لم يظهر عداوته للسنة ؟!

• ألم تر تدمير عراق البعث بصناعة أطماع شيعية ومقاومة سنية ، وتدمير سوريا البعث بصناعة أطماع سنية ومقاومة شيعية ؟! فحتام نخرب بيوتنا بأيدينا وبأيدى الإمارات التى تشترى العملاء وتمول الخراب فى العراق وسوريا وتونس وليبيا والسودان واليمن وغزة ولبنان وحاولت وفشلت فى المملكة وقطر والجزائر ، وجارى الإضرار بمصر ؟! وكل ذلك وكالة عن الصهاينة 

• ألا ترى أن أكثر المسلمين يجهلون أغلب التفاصيل عن السنة ومذاهبها وفرقها ، وعن الشيعة ومذاهبها وفرقها ، بما يفقدهم الولاء السليم ، والبراء العادل 

• من الفقه والحكمة : 

أن يصبر الطرفان على بعضهما ولا يتفرقا ، ويتواصا به ، فذاك أولى من صبر سيدنا هارون على شرك قومه خشية التفرقة ، وكان عذراً مقبولاً لدى سيدنا موسى 

أن يتناصحا بالحق المنجى ، ويتواصا به ، فذاك أولى من نصيحة سيدنا نوح لإبنه 

أن يتبادلا المنافع والأعمال الصالحات ، فذاك أولى من نفع سيدنا يوسف للملك الذى على غير دينه ، ولمن رموه فى غيابة الجب من إخوانه 

أن يتبادلا الحماية والجوار ، فذاك أولى من تمتع الرسول صلى الله عليه وسلم بحماية وجوار بعض المشركين 

أن نتذكر جميعاً سنة وشيعة : أننا قد نجد أنفسنا فى النار ثم نبحث ولا نجد أناساً كنا نعدهم من الأشرار 

• من سوء التقدير :

عبر الرئيس مرسى -رحمه الله- أجواء المملكة العربية السعودية ، بعد أن كسب مقتها وعداوتها ، إذ فشلت فى ثنيه عن زيارة طهران بطلب مباشر وغير مباشر بتحريك ذراعها السلفى حزب النور (ثانى اكبر حزب) ..  ثم هبط فى ايران ولم يحرص على لقاء المرشد متمسكاً ببرنامج محدود لسويعات ثم خاطب الملأ الحاكم بالثناء على سادتنا ( ابو بكر وعمر وعثمان وعلى ) بالترتيب ثم وصف حليفهم بشار الأسد بالظالم ، فكانت رسالته كالتالى :  لا نقدر مرشدكم ونظامكم السياسى ، ونختلف عقدياً ، وسنقتلع حليفكم .. فكسب مقتهم وعداوتهم ، وبفقد دعم القوتين ( المملكة وإيران ) قضى نحبه بلا ركن شديد يأوى اليه .. 

فهل ترى أن عدم الزيارة كان أسلم ؟ أم أن إعلان مبادرة وساطة بين المملكة وإيران كان أحكم ؟ 

وللأسف إرتفعت أصوات تكيل التهم لإيران إتباعاً للظن وإن أخذنا بالظنون فإنى أظنهم يريدون حرماننا من صديق رغم ما نعانيه من ضيق وقلة الأصدقاء 

Exit mobile version