خطوة مع ترامب … بقلم أ/ أحمد الزبير محجوب

• بمقالنا السابق بيّنا شمولية النهضة ، وأنجزنا أولى الخطوات بالإحاطة بالمعطيات الداخلية وفرزها كنقاط قوة ونقاط ضعف والإنتباه : لوأد التهديدات او إقتناص الفرص ، دعونا الآن ننجز الخطوة التالية مع ترامب

• إبّان رئاسته أعلن: “أعداؤنا كثر، روسيا عدو فى بعض الجوان ، والصين عدو إقتصادى ، هذا لا يعنى أنهم سيئون ، بل يعنى فقط أنهم منافسون ، كما أعتقد أيضاً أن الإتحاد الأوربي عدو لما يفعلونه بنا تجارياً.”

• هكذا قدّر كرجل أعمال واسمحوا لى أن أحذو حذوه للإحاطة بالمعطيات الخارجية.

• بعد الفرز وجب الإهتمام بثمانية دول: أمريكا، والصين، وروسيا، واليابان، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا وإيطاليا مع  إستصحاب التالي:

• حربهم على الإسلام كحربهم على الاستبداد ،تزول بمقابل، وهى فرصة فلنتمسّك بقيمنا ونؤمن لهم المقابل بما يرضيهم ولا يضرُّنا.

• لا قيمة فعلية لقواعد عسكرية، إذ ستُباد بكل بساطة، وقد شهدنا كيف طرد الحوثيون حاملة طائرات ،والتى هى قاعدة عسكرية متحركة ، وهى فرصة فلنتمسك بسلامة أراضينا ، ونعرض عليهم خدمات أمنية أكثر فاعلية مثل: بسط الأمن على طول البحر الأحمر لكل حليف، بقواتنا وعلاقاتنا ، مع الالتزام بعدم المشاركة في أى عمل ضار بالحليف.

• إقتصاد الدول المتقدمة تحول الى صناعة الخدمات (كتجارة الجملة والتجزئة، والنقل والتمويل، والاتصال والهندسة والطب وبرامج الحاسوب…الخ) بما لا يقل عن (70%)من الإقتصاد ، بمعنى أنها قللت من الاعتماد على صناعة السلع (كل منتج ملموس) يعنى لا مطمع لهم فى مواردنا حصراً (التى نبالغ كثيراً فى تقديرها) وهى فرصة لننقل منهم صناعة السلع وإفتراع منصات منهم لصناعة الخدمات.

• مساحة روسيا أكبر من (9) أضعاف مساحة السودان ، بها ربع المياه العذبة فى العالم ، أكبر إحتياطى من كل الموارد لمائة وستين مليون نسمة فقط بمعدل أقل من عشرة أشخاص لكل كيلو متر مربع ! ولولا قوتها العظمى لتقاسمها الجيران بينهم ، إذ هى بمثابة إكسير الحياة لأوروبا العجوز العقيم من الموارد، ومن هنا نشأ الصراع العالمى ، أوربا تستقوى لتحقيق مطامعها ، وتستخدم كل أحد وكل شيء ، كذلك تفعل روسيا لتدفع او لتقمع ، بمعنى لا نزاع أصيل بيننا وبينهما ويمكننا كسب دعم الطرفين.

• روسيا ما كانت لتأبه لنا لولا أن ذهبنا اليها طالبين الحماية من جور مجلس الأمن، وأبدينا فرحين إمكان إقامة قاعدة عسكرية، ولو تفكرنا لعلمنا أن الصراع الأكبر إقتصادى، وأن روسيا رغم إمتلاكها لموارد ضخمة من الذهب تشتريه بشراهة لتلحق بركب أمريكا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا والصين، فتتخلص من كل دولار لديها فى إنتظار ساعة السقوط السحيق ..  عليه إبتسمت روسيا فى وجهنا ، وأرسلت (فاغنر) خلف مبتغاها الحقيقى والذى وهبناه لحميدتى وكنا فيه من الزاهدين.

• كثيراً ما طالبت – ضد مصلحتى الشخصية – بتأميم مجال التعدين لصالح الجيش حصراً ، عموما يجب أن نبرم إتفاق شراكة إستراتيجية مع روسيا لإنتاج الذهب  والمعادن المصاحبة ( إستكشافاً وتنقيباً وإستخلاصاً ) بحيث يتم إقتسام المنتجات كالتالى :
1. الذهب (75 %) لروسيا و (25 %) للجيش.
2. المعادن المصاحبة مناصفةً بينهما.
3. يمكن بيع نصيبنا بالروبل الروسى أو اليوان الصينى.
وبحيث أن تدير روسيا عمليات الإنتاج بدون إستقدام أى عسكرى من طرفها بل يقوم الجيش بتقديم كل الخدمات الأمنية وغيرها.
وبحيث يتضمن الإتفاق الدعم السياسى والعسكرى وتبادل الإلتزام بعدم التعاون على عدوان ضد بعضهما وتأكيد حق كل طرف فى التعاون مع الغيرز

• رغم أن مساحة فرنسا أقل من ثلث مساحة السودان، إلا أنها أكبر دولة أوربية بعد روسيا واوكرانيا (حتى الآن) وهى الأغنى ، نقطة ضعفها وسبب جنها ، الطاقة ،  فهى تنتج كمية ضخمة ولكن من مفاعل نووية عليه إذا أبرمنا معها شراكة إستراتيجية لإنتاج اليورانيوم والمعادن المصاحبة بذات شروطنا مع روسيا فسنكفى أنفسنا والعالم شرها.

• رغم أن مساحة ألمانيا تقريباً نصف مساحة فرنسا إلا أنها أقوى إقتصاد أوربي، وأكبر مصدِّر للسلع مما يرهقها مساحةً وطلباً للطاقة بأقل تكلفة ، فإبتزتها أمريكا حتى خسرت روسيا ، ويمكننا مد يد العون بإبرام عقد إيجار إستراتيجى دائم ما دام السداد لمساحة (ألف كيلو متر مربع) كمنطقة حرة خاصة بها مقابل عشرين طن ذهب سنوياً، وبذات الشروط السابقة ، مع إقتسام ناتج أى عمل تعدين بالمنطقة ، بالطبع ستكون جرداء قاحلة بلا خدمات سوى خدمة الأمن التام ، وبذا تنقل صناعة السلع هنا بلا ضرائب أو رسوم إلا بمقابل ، إذ ستحتاج الى عمالة وخدمات بالطبع ، ويمكنها توليد طاقتها من الرياح والشمس أو تستثمر فى بترول وغاز السودان بما هو متاح لكل المستثمرين ، وبذا تكون وفرت مساحات فى ألمانيا ورفعت من صحة البيئة وإستغنت من الطاقة فلا حاجة لها بروسيا او أمريكا ودشنت أسواق جديدة.

• مساحة أمريكا أكبر من 5 أضعاف مساحة السودان ، أكبر إقتصاد وطنى فى العالم بمواردها الضخمة ، وثالث دولة منتجة للبترول ، وإهتمامها ببترول السعودية فقط كمنتج أول ، لتكسب بإدارة العرض والطلب ، ولتغطية دولارها العاري ، ولو كانت طامعة فى بترولنا لما كفت عن إستخراجه ، ولما تنازلت عن الإمتياز بثمنٍ بخس ، الحقيقة أن أمريكا مطية لمن يدفع ، وجماعات الضغط أخضعت الحزبين حتى تشابها ، وتلاشت الفروق إلا من بعض التوافه قليلة الخطر ، أخرجتها بريطانيا بالضغط من عزلتها لتشارك فى الحروب العالمية ، ثم نصبوها حامياً لأوروبا فعادت روسيا ، ثم أداروها بجماعات الضغط الظاهرة والخفية (مراكز الأبحاث والسياسات) ثم إشتهر الأمر فأستخدم ضدنا بصفقات غير مباشرة مع دول الاقليم (مثلاً الإمارات تطلب من ماكرون أن يعزل السودان ، فيحرك الأخير جماعته فترضخ أمريكا ، هذا فيما مضى ، أما الآن فللإمارات جماعات ضغط  وموظفين فى البيت الأبيض مضغوطين بكل سرور).

• أمريكا تكسب من لعب دور شرطى العالم ، وشاهدنا ترامب يضاعف قيمة الأتعاب على دول الخليج وكوريا الجنوبية واليابان وحتى حلف الناتو، فلنُبرِم معها شراكة إستراتيجية أمنية تحفظ إستقرار وسلام البحر الأحمر والقرن الأفريقي مع إضافة الشروط الأخرى.

• ولنحشد فى سفارتنا عدد من علماء سياسة وإقتصاد فيداومون التواصل مع مراكز الأبحاث ووضع السياسات وصنع القرار للوقاية من دسائس الأعداء ويمكن دعم الجامعات الأمريكية بخمسة من ألف من العائد السنوى لاى إستثمار أمريكي في السودان يتم بواسطتهم.
• ولنؤكد لذوى الأصول الأفريقية كوشيتهم وأصالتهم ، الى درجة تجنيس من يشاء ، وفى قيام المسلمين منهم بمختلف أصولهم بواجبهم الدعوي والتعليمي ما يغنينا عن ممارسة أى دور يضر ولا يفيد ، هكذا ننعم بحماية جماعات ضغط السود عموماً ونسد الباب على كيد إسرائيل والطامعين من دول الجوار والإقليم.

• إذا سألنا بريطانيا العظمى: ما هى طلباتك ؟ فلن تجيب إلا بهمهمات ، فهى كانت تستمتع بخدمة كل من يستعين بها على السودان بوصفها المستعمر الممسك بالخيوط ، لسد هذا الباب يجب إبرام شراكة سياسية أو حتى الإنضمام بإتفاق مشروط وخاص الى (الكومنولث) فهى تزداد بها نفوذاً لدى الكبار، إن هالك المقترح فلك أن تراجع عضوية الكومنولث والفرانكفونية والتزاماتهم.

• مع عرض مشروع زراعى ضخم لتوطين الشاى والبن كايجار دائم ب 15 % من الإنتاج مقابل الارض والماء

• مساحة الصين أكبر من 5 أضعاف مساحة السودان ، هى دولة عظمى إن لم تكن الأعظم ، وهى السبب فى توجه الغرب الى صناعة الخدمات ، فبخلاف قلة تكاليف إنتاجها لشراء المدخلات بكميات ضخمة فتحصل على أسعار أقل، والانتاج بكميات ضخمة والعمالة الرخيصة ، فهى تتمسك بقيمة أقل لعملتها الوطنية ، وترفض اعلان كونها دولة عظمى ، مما يمكنها من الاستمتاع بميزات تنافسية وجمركية ، وخلاف الظن فهى تراعي أمريكا كأفضل زبون وتعتبرها دائماً على حق، كما أن التبادل التجارى بينها واليابان أكبر من التبادل التجارى بين اليابان وأمريكا (حليفتها ).

• والحقيقة أن أمريكا أيضاً تتغاضى عن حيل الصين الإقتصادية ، ولا تنظر لتحركاتها السياسية بعدائية كما تفعل مع روسيا فمصلحتها مع الصين كبيرة جداً.

• تعاملنا مع الصين أيضاً بتصور خاطئح ظننا تعاملها معنا كسراً للحصار وتمرداً على أمريكا، وهى أتت تتوكأ على تغاضي أمريكا بحثاً عن أسواق جديدة تقيها من تقلبات أمريكا، ولذات السبب إنضمت لمجموعة بريكس فلا مصلحة لها فى محاربة الدولار، ولا تخشى من إنهياره ، فهى سلكت طريق تحويل المديونية الضخمة على أمريكا الى أصول مهمة فى أمريكا.

• الصين تريد أسواقاً ولا يمكن أن تساعدنا الى درجة أن نستغنى عنها وننافسها، عليه يتم التعامل معها وفق خطتها هى لا بأمنياتنا وظني أن مشاركتها فى صناعة الخدمات لتسويق سلع وخدمات الصين سيكون أجدى.

• ونواصل بإذن الله

Exit mobile version