قارون الإمارات هو مجرد ATM المتنورين … بقلم اللواء (م) مازن محمد اسماعيل

🕎 من الحقائق التي لا تقبل الدحض أن مصر القديمة في الكتاب المقدس والقرآن ، والتي تجري من تحتها الأنهار ليست هي بذاتها جمهورية مصر الحالية التي يجري فيها نهرٌ واحد ، وأن كل الآثار والنقوش والمخطوطات المصرية (على كثرتها) لا توجد بها كلمة فرعون إطلاقاً ، فقد أخبرنا الله أنه دمر كلما صنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون (الآية ١٣٧ من سورة الأعراف) ، والأهرام يرجع تاريخ بنائها لأكثر من عشرة آلف عام قبل الميلاد ، وليس هناك أي أثر لوجود اليهود قبل الميلاد في جمهورية مصر الحالية بما فيها شبه جزيرة سيناء ولا حتى في كل أرض فلسطين ، وخطة هتلر المعروفة بالحل النهائي كانت تهدف لإقامة وطن لليهود في مدغشقر التي تحتلها اليوم الإمارات خِدمةً لإسرائيل ، ولا أساس لقصة أفران الغاز وإبادة هتلر لليهود ، فهتلر نفسه كان أحد الدُمى التي صنعها وتلاعب بها المتنورون ، والنقاء العرقي لليهود مجرد خرافة مضحكة ، والروايات اليهودية التي تم ترسيخها عبر الأجيال وزيَّفوا بها تاريخ البشرية لا تقوم على ساقين من القرآن أو العلم أو الحفريات أو الوثائق أو المنطق ، وهي بذاتها تمثل دليلاً قائماً على المؤامرة وقابلية البشر للاستحمار بكثرة ضخ الأكاذيب في الإعلام ومؤسسات التجهيل الرسمية (المدارس والجامعات) حتى يصدقها الناس وتتناقلها الأجيال كحقائق ، والمراجع في ذلك أكثر من أن يتم حصرها لمن شاء أن يقرأ أو يبحث .. وقليلٌ ما هم.

🕎بعد هجرة بني إسرائيل من مصر وانقضاء فترة التيه وانتصارهم على جالوت .. أسسوا مُلكاً بدء بطالوت الذي خلفه داوود ومن بعده سليمان عليهما السلام ، وكانت مملكتهم آنذاك تضم هيكل سليمان عليه السلام والمركز العالي للحاخامات ، وفي ٥٩٧ ق م -٥٨٧ ق م غزاهم نبوخذنصر فدمّر الهيكل وسبى اليهود إلى بابل ، فانتقل إليها مركز العالي للحاخامات ، وهناك أعادوا جمع التوراة في أول تحريفٍ موثق لها ، كما قاموا بكتابة التلمود وهو أقوال الحاخامات وفتاواهم وآراؤهم الفقهية وقصصهم التي سردوها ، وقد أصبح التلمود هو المرجع الأساسي للاهوت والشريعة اليهودية ، وأصبح التلمود مُتقدِّماً على التوراة نفسها ، وبعد أن أعادهم الملك كورش إلى موطنهم ورجع معهم المركز العالي للحاخامات .. أسسوا مملكةً صغيرةً على حجم قبيلة تحت النفوذ الفارسي حيناً والروماني في أغلب الأحيان ، وسرعان ما انقسمت هذه المملكة إلى مملكة بني إسرائيل في الشمال ، ومملكة يهوذا في الجنوب ، وظلتا متحاربتين إلى أن قضت مملكو يهوذا على مملكة بني إسرائيل ، ثم جاء الامبراطور الروماني تيتوس فقضى على مملكة يهوذا التي تمردت عليه ، ودمَّر الهيكل للمرة الثانية ، ونكّل باليهود شر تنكيل ، فتفرقوا في البلاد فيما يعرف بعصر الشتات Diaspora ، وانتقل مركز الحاخامات إلى العراق ثم إلى أسبانيا وانتهى في بولندا.

🕎في عصر الشتات تركزت هجرة اليهود إلى نواحي أوربا الغربية وأصبحوا يُعرفون بين اليهود بالسفارديم ، وقِلةٌ منهم احترفت التجارة المتنقلة بين أوربا الشرقية ووسط وشمال آسيا ، فتهوَّد (لأسباب سياسية) الخاقان ملك قبائل الخزر Khazar الوثنية في القرن الثامن الميلادي ، وتبعته في ذلك قبائل الخزر ، وقبائل الخزر هي مجموعات بدوية من أصول الهون والبلغار والترك ، وتمت نسبتهم الى بحر الخزر الذي هو بحر قزوين ، وأرضهم هي أوكرانيا الحالية وما وراءها ، وأصبح الخزر يُعرفون بين اليهود بالاشكيناز ، حتى انهارت مملكة الخزر في ٩٦٥م على يد الروس ، فتفرقوا يهوداً في روسيا وشرق أوربا ، وبقي المركز العالي للحاخامات في بولندا حتى تقسيم بولندا بين روسيا ألمانيا .. فاختفى مركز الحاخامات العالي في ١٧٧٠م.

🕎عام ١٧٧٦ جمع اليهودي ماير أمشيل روتشيلد Mayer Amschel Rothschild في فرانكفورت أكبر ١٣ ثرياً من اليهود ، وقاموا بوضع خطة لحكم العالم أسموها بروتكولات حكماء صهيون ، وتركز بروتكولات حكماء صهيون على وسائل محددة تمكنهم من السيطره على العالم ، وأهمها الوصول بتعداد سكان الأرض للمليار الذهبي عن طربق إشعال الحروب والثورات ، وصناعة ونشر الأوبئة ، وإسقاط الحكومات القوية وتنصيب أخرى عميلة لهم ، وتحطيم الاديان ، ونسف منظومة القيم والأخلاق ، وهدم الأسرة ، وتعميم واحتكار إدارة المعاملات الربوية ، ونتاجٌ لتلك الخطة أنشأ حكماء صهيون في غرب أوربا جماعة الهاسكالا Haskalah متأثرةً بالمذهب الحسيدي على يد يهودي من بيلاروسيا اسمه موسى مندلسون Moses Mendelssohn ، وبرزت كحركة تنويرية تهدف لتحديث المجتمع اليهودية مع الإبقاء على شريعته وثقافته وخصائصه ، وعلى النقيض تماماً قام حُكماء صهيون بتكليف اليهودي (مُدّعي النصرانية) د. آدم وايزهاوبت Johann Adam Weishaupt بتأسيس جمعية المتنورين Illuminati على مبادئ الكابالا Kabbalah اليهودية والسحر وشئٌ من الزرادشتية ، واختار حكماء صهيون أن تكون جمعية المتنورين أو الإليوميناتي هي المركز العالي للحاخامات بثوبٍ عصري جديد ، فتأسست في ١ مايو ١٧٧٦م (يوم عيد العمال) من ١٣ حاخام كبير يمثلون قبائل بني اسرائيل ، وكذلك بإعطاء تلميح كاذب بأنهم يمثلون الحواريين ، وتحتهم في التسلسل الهرمي ٣٣ شخصاً يرأسون بدورهم ٣٠٠ اخرين ، ليكونوا هم بمجملهم حكومة العالم.

🕎في ١٧٨٦م أرسل آدم وايزهاوبت رسولاً الى فرنسا لتحضير الثورة هناك كبدايةٍ لاسقاط بقية الحكومات الأخرى في أوربا ، وكان من قدَر الله أن ذاك الرسول اصابته صاعقة وهو في الطريق ، فعثرت عليه الشرطة البافارية ، ووجدت بحوزته نسخةً من بروتكولات حكماء صهيون وخطط المتنورين بالثورات وتقويض الاستقرار ، فأرسلت الحكومة البافارية نسخاً مما وجدته محذرةً بقية الدول الأوربية ، ولم تكترث تلك الدول بهذه التحذيرات ، بما في ذلك فرنسا المُستهدفة الأولى ، وتم القبض على وايزهاوبت ، فاعترف وأعلن توبته (نفاقاً) عن جمعية المتنورين وأعلن حلَّها ، فأُطلق سراحه بنفوذ حكماء صهيون ، وتقرر أن تعمل جمعية المتنورين من خلال اختراق المحافل الماسونية في اوربا فتعمل عبرها ، واكتشف جون روبنسون رئيس المحفل الماسوني الاسكتلندي هذه المؤامرة ، ونشر كتابه الدليل على وجود مؤامرة ضد الحكومات والاديان ، ومن بعده قام العالم الروسي سيرجي نيلوس بنشر بروتكولات حكماء صهيون ، وقبلهما قام الأب بارويل في ١٧٧٦م بنشر كتابه مذكرات اليعاقبة ، وأصبحت كل هذه الكتب وما وزعته الشرطة البافارية ، وما كُتِب غيرها إلى يومنا هذا … مجرد صرخةٍ في فلاة.

🕎كان اليهودي بولس الطرطوسي من أعدى أعداء المسيح عليه السلام حتى رفعه الله ، ثم ادَّعى للنصارى أن المسيح عليه السلام تجلى له في رؤيةٍ فشفاه من مرضه وآمن على يديه ، ولقَّنه الإنجيل ، فأصبح اسمه عند النصارى بولس الرسول إذ كان أول من كتب لهم الإنجيل وحرَّفه ، فأدخل فيه ألوهية المسيح وتقديس الصليب وعالمية النصرانية التي هي في الأساس محصورة لبني إسرائيل (الآية ٤٩ من سورة آل عمران) ، ثم جاء النورانيون بمارتن لوثر فأكمل بأفكاره الاحتجاجية الثورية المعارضة للكنيسة ما كان قد بدأه بولس وقسطنطين ، فأنشأ طائفة جديدة ، وجعل أسفار التوراة الخمسة هي بداية الكتاب المقدس للنصرانية ، وبذلك أصبحت الطائفة مجرد دابة لليهود ، وليست شهود يهوة والصهيونية المسيحية بآخر الطوائف المسيحية التي صنعها المتنورون .. وبعد إعدام نيقولا الثاني وكل أسرته وفقاً لطقوس الكابالا اليهودية بعد الثورة الروسية .. تولى ثلاثة يهود على التوالي حكم روسيا ، وكان آخرهم لينين ابن مريام إسرائيل ديفيدوفيتش ، وقد أوشك اليهودي تلستوي أن يطيح به ثم من بعد فشل كذلك في الإطاحة باستالين ، ولا عجب من ذلك في روسيا التي قادوا فيها صراع الطرفين من البلاشفة والمناشفة ، فهم الذين صنعوا الشيوعية نفسها على يد اليهودي كارل ماركس الذي لم يذكر قط في كتابه الضخم رأس المال (٣ أجزاء) اسم روتشيلد إطلاقاً ، رغم أنه روتشيد هو أساس البرجوازي الرأسمالية في أوربا والعالم آنذاك ، والمتنورون هم الذين نظَّروا لنقيضتها الرأسمالية على أيدي آدم سميث وفالفوس وريكاردوا ، وملامح اصناع الطوائف المتصارعة في المسلمين لا تخفى على باحث أو ذو بصيرة ، وترى آثارهم جليةً في صراعات اليوم ما بين الكابالا المحركة لحكومات الشرق ، والهاسكالا المتنفذة في حكومات الغرب ، والمتابع للتاريخ والحاضر سيعلم الضربات القوية التي تعرضت لها هذه المجموعات الخبيثة من قادة أقوياء مثل ستالين الذي عاقبوه بأن ألزموا حليفة هتلر باحتلال روسيا وكان في ذلك هلاك هتلر ، وفرانكو في أسبانيا وغيرهم بما يؤكد ضعف كيد الشيطان ، وصدق الله {إِنَّمَا سُلۡطَـٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِینَ یَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِینَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ}.

🕎تفنَّنت الآلة الإعلامية للمتنورين في السخرية من كل متحدثٍ عن مؤامراتهم ، وابتكروا لذلك مصطلح نظرية المؤامرة والذي اتخذوه أيقونة استخفاف واستهزاء بمن يلبسونه به ، والحقيقة أن وجود المؤامرة ثابت بالحقائق الدامغة التي لا تقبل الدحض ، بل إن إثباتها ممكن في كل حينٍ وآن ، وربما يكفي البعض أن آلبرت بايك Albert Pike الذي خلَف آدم وايزهاوبت على رئاسة المتنورين صرَّح في القرن التاسع عشر وقبل عشرات السنوات من الحرب العالمية الأولى بأن المتنورين يحتاجون لثلاثة حروب عالمية حتى يستقر لهم حُكم العالم ، والمتتبع لصناعة فيروسات الايدز والايبولا والعائلة التاجية التي كان آخرها الكوفيد١٩ ، وما تبعه من سياسات ولقاحات تزامنت مع تقنية التعديل في الجينات الوراثية .. سيعلم يقيناً بوجود هذه المؤامرة التي سبق أن استعرضنا جوانبها السياسية المتعلقة بالمنطقة من مؤتمر كامبل بنرمان ١٩٠٥م ، ومروراُ بإدوارد لويس والشرق الأوسط ١٩٤٥م وإجازة الكونغريس لها بالاجماع ١٩٨٣ تزامناً مع حديث كوندا ليزا رايس عن الفوضى الخلاقة ، وليس انتهاءاُ بخطة حدود الدم للجنرال روجر بيترز ، واليوم يجرون العالم إلى حربٍ نووية عالميةٍ ثالثة ، وهي تجري الآن فعلاً ولكن بأدواتٍ وأسلحةٍ تقليدية وغير تقليدية ، وقد تواترت كتاباتنا حولها منذ أعوام ، وترونهم اليوم كيف سحبوا منطقتنا إلى الفوضى الخلاقة التي ستعم قريباً فتتغير بها الجغرافيا ، ويُعاد فيها توزيع الديمغرافيا ، وسيجعل الله بإذنه تدميرهم في تدبيرهم.

🕎برع المتنورون في سبر أغوار النفس البشري ومعرفة كوامن ضعفها ومكامن السيطرة عليها ، ولذلك فقد حققوا بالأقلام والأفلام والإعلام ما يعجز عن تصوره الإنسان ، فغرسوا أفكارهم وخرافاتهم عميقاً في نفوس الشعوب والمجتمعات ، ولقد كانت حلقة مدارسة سيجموند فرويد تضم بضعة عشر شخصاً كلهم يهود .. حتى ذكر فرويد في أحد مقالاته بأنهم مضطرون لإغراء أحد النصارى للانضمام إليهم حتى لا يظن الناس بأن علم النفس خاص باليهود فقط ، وبعض ما استغلوه في النفس البشرية لحماية مؤامراتهم هو خاصية الإنكار Denialism والتي هي عملٌ غير عقلاني يختار فيه الشخص أن يرفض الحقائق ، بل ويرفض حتى مجرد التحقُّق منها ، وهذا الرفض يُولِّد عنده إحساساً غير مريح يُسمى بالتنافر الإدراكي Cognative Dissonance ، ويترتب على ذلك شكلٌ من أشكال استعباد العقل Mental Slavery والذي هو أسوأ أنواع الرِّق ، حيث يمنح صاحبه إحساساً مُتوهَّماَ بالحرية ، ويجعله لا شعورياً يثق ويُحب ويدافع عن مُستعبديه ومُضطهديه ، ويعادي أولئك الذين يحاولون تحريره أو تبصيره ، فتتخلَّق لدى الناس حالةٌ تُسمَّى بالذاكرة الجماعية الكاذبة ويُطلق عليها اصطلاحاً تأثير مانديلا Mandela Effect وهي عندما يستحضر المجتمع حدَثاً من الماضي ويتناوله بطريقةٍ مجافيةٍ تماماً للحقيقة ، فيتعاطى مع هذه المغالطة الكاذبة بشكلٍ يقيني غير قابل للمناقشة فضلاً عن إمكانية التحقُّق أو الدحض.

🕎ليس سراً أن كل المستعمرين الذين حكموا المنطقة كانوا من الماسون المتنورين ، وهم الذين بنوا للمنطقة عائلاتها الملكية ، وأحزابها السياسية ، وقياداتها المجتمعية ، وفرقها الرياضية ، ولازالوا هم الذين يدبرون انقلاباتها ويخططون ثوراتها وينهبون ثرواتها ، وما حُكام الإمارات إلا نموذجٌ صارخٌ لعُملاء المتنورين الذين ملَّكوهم ديار المسلمين ، والمُبصر سيرى أن محمد بن زايد كان من قوم محمدٍ ﷺ فبغى عليهم ، وقد آتاه الله من الكنوز والمُلك ما جعل مرضى القلوب حين يرونه في زينته وتكبُّره يقولون ياليت لنا مثل ما أوتي قارون زمانه إنه لذو حظٍ عظيم ، والذين أوتوا العلم ينتظرون أن يأخذه الجبار أخذ عزيزٍ مُقتدِر ، وحيث نصَّب المتنورين أمريكا التي يمتطونها فرعوناً عصرها ، وجعلوا من إسرائيل جنوداً لها ، واختاروا بن زايد ليكون قارونهم ، فإن الكثيرين اختاروا أن يكونوا القوم الفاسقين الذين يستخفهم الفرعون وجنوده وقارونه ، وكثيرون غيرهم رضوا أن يخوضوا مع الخائضين ، `والمُتدبٍّر لآي القرآن وأحداث الزمان سيعلم يقيناً بأن أسوأ ما قد تتعرض له صفوف أهل الحق هو مكر السامريون وعجولهم بينهم.`

*أتُطفئ نورَ اللهِ نفخةُ كاذِبِ*
*تعالى الذي بالكبرياء تفرَّدا*
٢٧ سبتمبر ٢٠٢٤م

Exit mobile version