🎯 استراتيجيات … لماذا رواندا وأنغولا ؟؟ … بقلم د. عصام بطران

– المحيط الحيوي لأي دولة تعاني من الأزمات مثل السودان لا يتوقف داخل حدود الدولة بل يمتد إلى دول الجوار والحدائق الخلفية.
– بالأمس عاد الفريق أول عبد الفتاح رئيس مجلس السيادة من زيارة خارجية قصيرة إلى دولتي (رواند – أنغولا)، و المتتبع لمجريات الحرب في السودان وعلاقتها بامتدادات المحيط الاستراتيجي الحيوي والخلفي يبحث عن مغزى زيارة (البرهان) إلى زيارات خاطفة للدولتين بينما الوضع الداخلي يحتاج إلى وجوده في كابينة القيادة.
– العمق في الزيارتين له دلالات استراتيجية مهمة للوقوف على تجارب إقليمية أنهكتها الحروب الداخلية، وتجاذبتها الأحلاف الدولية و فتَّت نسيجها الداخلي و الاجتماعي الحروب الأهلية، فكِلتا الدولتين تمثّلان نموذجاً من النهوض والطفرة الاقتصادية والعمرانية و إعادة لُحمة النسيج الاجتماعي التي مزّقها الاقتتال بين القبائل والفصائل العسكرية المتناحرة.
– زيارة البرهان الأولى لرواندا كانت لحضور تنصيب الرئيس (بول كاغامي) لولاية رابعة بعد انتخابات فاز فيها بغالبية ساحقة بلغت (99.18%) وقد أكَّد خطابه في الاحتفال الجماهيري المشهود باستاد لكرة القدم أنّ السلام الإقليمي أولوية لبلاده.
– بول كاغامي الذي استطاع العبور برواندا إلى بر الامان بعد حملة الإبادة الجماعية التي خلّفت وفق الأمم المتحدة (800) ألف قتيل معظمهم من أقلية (التوتسي) حتى وُصف بأنه نموذج للتنمية، ولعلّ أهمية رواندا للسودان تأتي على خلفية تحكمه في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ينطلق عبرها الدعم اللوجستي للمليشيا المتمردة العابرة للحدود وتمثل إحدى منطلقات حزام عرب الشتات الذي يضم النيجر، تشاد، إفريقيا الوسطى و الكنغو.
– أما زيارة البرهان إلى أنغولا التي استمرت نيران الحرب الأهلية فيها ل(27) سنة، وأسفرت عن سقوط ما يقرب من مليون قتيل وتهجير (4) ملايين آخرين فهي تستضيف كل عامين المنتدى الإفريقي لثقافة السلام، وهو مؤتمر ترعاه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي لتبادل الثقافات واستكشاف استراتيجيات لمنع العنف، والوساطة و يتولّى (جواو لورينسو) رئيس أنغولا منصب كبير وسطاء الاتحاد الإفريقي في الصراع الدائر شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية وهو نفس الطريق الذي يؤدي الى رحلات عرب الشتات للمشاركة مع مليشيا (آل دقلو) المتمردة في السودان.
– من خلال العلاقة التلازمية بين الدول الثلاث نبعت أهمية التوجُّه الاستراتيجي نحوها أملاً في تجفيف منابع سرطان العصر المتمثل في مرتزقة عربان الشتات.

Exit mobile version