مقالات الرأي
أخر الأخبار

الأسرى بين القرآن و التُّراث .. بقلم/ اللواء (م) مازن محمد اسماعيل

🎯 لم ينتَشِرِ الإسلامُ قطُّ بحدِّ السَّيف، و لكنَّ السَّيف واجِبٌ ضروريٌّ حين يكونُ الصَّدُّ عن سبيلِ الله بحدِّ السيف، و لطالما انتشر الإسلامُ و لايزال بالقِيَم، لأنَّه دِيْناً قِيَمَاً .. دِيْنُ الْقَيِّمَة، و الاستِضعَافُ في الإسلامِ بمنزِلةٍ تُراوِحُ بين الوِزْرِ و العُذْر و الأجْرُ في الاستِضْعَافِ يكونُ على الصَّبرِ إن كان ثَمَّة عُذْر.

🎯{فَإِذَا لَقِیتُمُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ فَضَرۡبَ ٱلرِّقَابِ حَتَّىٰۤ إِذَاۤ أَثۡخَنتُمُوهُمۡ فَشُدُّوا۟ ٱلۡوَثَاقَ} رغَّبَ القرآن الأسْرَ على القتْل، و ذلك لكراهة قتل الأنفس من جانب، و لفوائد الأسرِ من جانبٍ آخر، {فَإِمَّا مَنَّۢا بَعۡدُ وَإِمَّا فِدَاۤءً}، و قد جعل القرآن للأسير حالين لا ثالث لهما .. الامتنان عليهم بإطلاق سراحهم، أو افتدائهم بأسرى و نحوهامن المصالح الأخرى، {حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَاۚ}، و وضع القرآن للأسْرِ إطاراً زمنياً مُحَدَّداً بانتهاء الحرب و توقيع السلام إذ أن حُريَّة النَّاس هي هِبَةُ الخالق و أساس إنسانيتهم و مناط تكليفهم (و العَجَب من الذين ما زالوا يُفْتُون الناس باسم الإسلامِ أن الله أباح استرقاق الأسرى وَ وَطْؤهم و أنهم المقصودون بمِلكِ اليَمين!!!) ، {ذَ ٰ⁠لِكَۖ وَلَوۡ یَشَاۤءُ ٱللَّهُ لَٱنتَصَرَ مِنۡهُمۡ وَلَـٰكِن لِّیَبۡلُوَا۟ بَعۡضَكُم بِبَعۡضࣲۗ وَٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَلَن یُضِلَّ أَعۡمَـٰلَهُمۡ} و لله الحِكْمةٌ البالِغةٌ في أمره، فالابتلاء للآسِر بقدر ما هو كذلك للأسير و الأمر كُلُّه لله.

🎯 الأسير في جِوارِ المُسْلمين و ذِمَّتُهم، و لطالما دأَب سيد القادة و قائد السادة عليه الصلاة و السلام على الأمر بأن استوصوا بالأسُارى خيراً، و من الواجِبِ في حقِّ الأسير أن يُسْمَعَ كلام الله، و يراه واقعاً مَلْموساً مِن آسِرِيه قبل أن يبلُغَ مأمنه، بل إن القرآن أمرنا بأن ننقُلَ للأسرى بِشارة ربِّهم إن عَلِم في قلوبِهم خيراً {یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِیُّ قُل لِّمَن فِیۤ أَیۡدِیكُم مِّنَ ٱلۡأَسۡرَىٰۤ إِن یَعۡلَمِ ٱللَّهُ فِی قُلُوبِكُمۡ خَیۡرࣰا یُؤۡتِكُمۡ خَیۡرࣰا مِّمَّاۤ أُخِذَ مِنكُمۡ وَیَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورࣱ رَّحِیمࣱ}.

🎯 لا شكَّ بأن حماس بمعاملتها القرآنية للأسرى و حتى إطلاق سراحهم قد أسَرَتْ قلوب أهل الأرض طُرَّاً و أخْرَسَت ألسنة أعدائهم، و لا عَجَب فيمن استعصم بقوى القرآن الخشنة و الناعمة فدار معها حيث دارت، و تخيَّلوا لو أن حماس (حاشاهم) تعاملوا مع الأمر بفقه التراث و هجروا القرآن كما فعل و يفعلُ غيرُهم، و تأمَّلوا أحوال الأسرى في السودان على امتداد تاريخ الصراع السوداني السوداني الممتد و الذي ما زال مُحتَدِماً … أَلَمْ يَأْنِ لنا أن تَخْشَعَ قلوبنا لأمْرِ الله و ما نزل من الحق، و قد بالفعل تطاول الزمن و قستِ القُلوب فاللهم رُدَّنا إليك رَدَّاً جميلاً.
٣١ يناير ٢٠٢٥م

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى