مقالات الرأي
أخر الأخبار

رسائل البرهان والإصلاح المالي العالمي .. بقلم/ زهيرعبدالله مساعد

لدي مخاطبة مؤتمر الدولي لتمويل التنمية أكد السيد رئيس مجلس السيادة ،الفريق أول عبد الفتاح البرهان، على ضرورة إصلاح النظام المالي العالمي تحقيقًا للعدالة الاقتصادية في الدول النامية و يأتي السودان على رأسها. و عكس رغبة السودان والشعب السوداني في تحقيق سلام يحقق الاستقرار والتنمية الشاملة والعاجلة، ويرضي تطلعات السودانيين واحترام السودان كدولة لها سيادة. و أشار في خطابه إلى عدة رسائل يجب الوقوف عليها كأسس في التعامل عبر المنظومة الدولية ومعالجة الخلل والمعايير التي ظل النظام العالمي يتعامل بها نحو الدول النامية فالغرض من هذه الرسائل متعدد الأبعاد و ذات أهداف سياسية واقتصادية ودبلوماسية.
إصلاح النظام المالي العالمي
بلا شكل أن المعايير الدولية التي تتعامل بها المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، والتي تهيمن على مفاصل اقتصاد الدول الفقيرة والتدخل المباشر في البرامج الاقتصادية للدول يجعل المؤسسات الدولية خادمة لمصالح الدول الكبرى، وقد تضرر منها السودان كثيرًا عبر العقوبات الاقتصادية والحصار المالي الذي فاقم الأزمة السودانية و أعاقت التنمية في البلاد لعقود متتالية، فدعوة البرهان لإصلاح النظام المالي العالمي توجه إستراتيجي في السياسة السودانية إلى كسر دائرة التبعية من خلال نظام مالي دولي أكثر عدالة يعالج الديون على الدول،و وصول تمويلات التنمية بشفافية كذلك إرساء الحوكمة في المؤسسات المالية الدولية. و أكد أن السودان لا يستجدى التعاطف الدولي بالتزام سياسي مشروط بل يجب أن يكون وفق المسؤولية الأخلاقية يمنح الدول الفقيرة فرصا للتنمية والنمو.
مطالب الشعب السوداني بسلام حقيقي
و أكد الفريق البرهان أن الشعب السوداني يتطلع لسلام حقيقي منبعه إرادة شعبية تخاطب جذور المشاكل السودانية المتمثلة في التهميش السياسي والاقتصادي، وغياب التنمية المتوازنة في كافة ولايات البلاد، سلام يكرس حقوق المواطنين في الشراكة الفعلية وليس التقاسم المؤقت للمناصب سلام لا يبرم في الفنادق وينهار في الميدان.
خطاب البرهان في مؤتمر التنمية يؤكد حقيقة عميقة في البعد الدولي والداخلي، وتحقيق السلام بين العدالة الاقتصادية العالمية المتمثلة في غياب تام علي المستوي الدولي أدى إلى فقر واحتقان ونزاعات مسلحة تؤكد أن السلام الداخلي دون بنية اقتصادية عادلة يبقى سلام هش وقابل للانهيار في أي وقت.
فالرسائل التي بعثها البرهان لم تكن خطاب دبلوماسي، بل رؤية سودانية تحدد موقع السودان في دوره الإقليمي والدولي، و إعادة صياغة العلاقة مع العالم عبر أسس متوازنة وعادلة تحترم سيادة الدولة السودانية وتسند لسلام حقيقي يحترم مقدرات الشعب السوداني لابد للمجتمع الدولي الإصغاء لصوت الشعوب الفقيرة التي أنهكها الظلم العالمي وتطلعاتها لاستقرار والتنمية غير المشروطة.
كما أكد رئيس المجلس أن السودان ملتزم بالمسار المدني والتحول الديمقراطي بتعيين رئيس الوزراء، واستكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي واستعادة الحكم المدني في إشارة لطمأنة المجتمع الدولي ومحاولة لجذب الدعم الدولي و إقناع المانحين، وبهذا يكون البرهان أغلق الباب أمام المانحين و أن السودان أصبح بيئة مستقرة و آمنة للاستثمار والمساعدات. كذلك أغلق الباب أمام المؤسسات المالية العالمية التي تشترط وجود حكومة مدنية مستقرة لتقديم أي تمويل وربط التمويل بالإصلاح السياسي ومحاربة الفساد وشفافية مالية. أراد البرهان في خطابة كسر العزلة الاقتصادية، وجذب منح وقروض ميسرة من المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى