مقالات الرأي
أخر الأخبار

قراءة و توصيف … تداعيات (ترامبية) .. بقلم الأستاذ/ أحمد الزبير محجوب

• كمية و نوعية القرارات التى اتخذها ترامب (قبل و أثناء و فور) التنصيب تثبت أن ما تم هو إنقلاب عسكرى أبيض بلباس مدنى (نسخة مطورة عما تم فى روسيا، و عكس ما يحدث فى الدول النامية؛ إذ تلبس الأحزاب لباس الجيش للإستيلاء على السلطة).
• ملامح الإستراتيجية الحاكمة للإنقلاب تبدت فى أربعة أمور بسيطة لها تداعيات عظيمة:
1. الحرص على ظهور أسرتى ترامب و نائبه (بوتين أمريكا فى القريب) يعنى أن (بناء أمريكا عظيمة) يبدأ ببناء أسر متماسكة و تداعيات ذلك على دعوات التفكيك و الانحلال قاضية.
2. تتويج المظاهر الدينية الطاغية بإرجاع (ترامب) فضل نجاته من الاغتيال (لله) ليعيد أمريكا عظيمة، يعنى الإعتماد على الدين كرافعة و قوة لسحب البساط من تحت أرجل الدولة العميقة و أدواتها، و تداعيات ذلك عودة معتبرة للكنيسة خصما على (السرد اليهودى السائد جراء محاربة العلمانية للمسيحية و الإسلام فقط).
3. الإشارة إلى كوكب المريخ و فرحة (إيلون ماسك) تعنى استهداف الكواكب (كخزائن موارد ضخمة و كإمتداد لعمران بشرى) و تداعيات ذلك إنهاء سيادة (نظرية المليار الذهبي) و تدثّر صانعى الأوبئة و الحروب بالادعاء العلمى بمحدودية الموارد كغطاء أخلاقى لجرائمهم الكونية.
4. رفع شعار “أمريكا أولاً” و تداعيات ذلك لا تعد و لا تحصى، و نذكر أهمها:
أ. أمنياً: استفراغ ما بمعدة أمريكا من الأعداء و مسببى الضرر، مع بناء جدار و قُبة حديدية لعلها تمنع دخول البشر و رسائلهم الصاروخية، و فى ذات الوقت تطوير أسلحتها لتدمر مصدر أى خطر (إستراتيجية القتال من وراء جُدُر نتاج البهدلة من الصومال و طالبان و الحوثى) كل ذلك بلا أدنى اعتبار لأى دعاوى حقوق الإنسان.
ب. إقتصادياً: رفع الحرج و القيود (إلغاء اتفاقات تجارية، و مناخية، و صحية، و ضرائبية و عسكرية) التى كانت تعوق إعادة توطين الصناعات الأمريكية كل ذلك بلا أدنى اعتبار لأى مبررات سياسية.
ج. عسكرياً: إنهاء الحروب و فرض الإستقرار العالمى حتى يتم بناء أمريكا فى هدوء، و بأسرع وقت و بأقل التكاليف (نتاج البهدلة من قراصنة الصومال و الحصار الحوثى للبحر الأحمر) كل ذلك وفق رؤية أمريكا للحل  بلا أدنى اعتبار لأى مبررات عدوان أو مقاومة.
د. سياسياً: الخاسر الأكبر هو الغرب و حضارته، وسيادة لغة المصالح بدون (صين فوبيا و روس فوبيا و إسلام فوبيا) ،و الخاسر التالى إسرائيل التى ستعجز عن إيقاد الحرائق، بل و ستعجز عن استخدام أسلحتها بما فيها القنابل الثقيلة التى بيعت لها لدواعى تفاوض ترامب مع إيران، و عليه يجب على حماس و حلفائها باتفاق حد أدنى مع منظمة التحرير إدارة معركة سياسية فى الأمم المتحدة و انتزاع الحق الفلسطيني، و على الحكومات العربية إغتنام الفرصة و إعلان تحكيم الإسلام لاستعادة دعم شعوبها المسلمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى