مقالات الرأي
أخر الأخبار

لايقدِر على شئ …بقلم/ محمد حامد تبيدي

《1》
عندما تم إختيار د.(عبد الله حمدوك) رئيساً للوزراء عقب التغيير السياسي الذي حدث في البلاد في ديسمبر (2019م)، و جاء الى مطار أديس أبابا في طريقه إلى الخرطوم لأداء القسم و استلام مهامه ، رأيتُ في الصور أحد معارفي الذي يعمل بمنظمة دولية بأديس أبابا، رأيته يصطف ضمن كبار المودِّعين، فاتصلتُ عليه مساء نفس اليوم و سألته عن (حمدوك) و صفاته، و مميزاته، و خبراته، وقدراته و إمكانية نجاحه في قيادة سفينة البلاد في تلك المرحلة المعقدة.

《2》
أفادني الرجل – الذي تربطه علاقة وثيقة بحمدوك سواء صباحاً في العمل أو مساء في السمر – فقال لي أن حمدوك رجل يُحسن الحديث و الكتابة و التحليل و سبك التقارير، وأنه رجل صبور عالي التحمل و يمكنه البقاء بمكتبه من الصباح حتى المساء! سألته ثم ماذا؟ فقال بصراحة هو ضعيف في الإدارة و اتخاذ القرار و تشغيل و ضبط و حسم المرؤوسين ! فسألته: هل يصلح بذلك أن يترأس الوزراء؟ فقال بلغة “هروب” : هذا سؤال يمكنك توجيهه لمن اختاروه! و أضاف قبل انتهاء المحادثة حتى في وظيفته بالأمم المتحدة ظلّ نائباً دائماً و المديرون من فوقه يتغيرون!

《3》
تداعت إلى ذهني تلك الوقائع و أنا أقرأ بيان عنتبي الختامي لجوقة حمدوك التي أسمت نفسها قحت (قحط)، ثم تقدم (تقزم) و هم يخرجون بخلاصات تدين (25 أكتوبر) و تسخر من (حكومة بورتسودان) و تتحدث عن حكومة منفى أيّاً كان مقرها أبوظبي أو الضعين!

《4》
الحقيقة أنني و بعيداً عن تفاصيل الهرطقة و (طق الحنك) الذي غرقوا فيه، أتساءل: كيف يفكر و كيف يحلل و يقرأ هذا الحمدوك؟ أهو حقاً من أهل السودان الذين إجتاحتهم المليشيا و أفرغت فيهم سمها و حقدها و غلها؟! عاثت فيهم قهراً، و قتلاً، و اغتصاباً، و نهباً، و سلباً و تشريداً؟! أحقا ينتمي حمدوك لهذا الشعب و هو يستحي أن يفتح فمه بإدانة صريحة و مباشرة لهذه الإنتهاكات التي ترتكبها المليشيا كل صباح و مساء؟!

《5》
هل لهؤلاء أعينٌ ترى، و آذانٌ تسمع، و قلوبٌ تحس و عقولٌ تفهم؟! أربُابهم و رُعاتهم و أولياء نعمتهم (الخواجات) أحسوا بنبض الشارع و استشعروا غضبه، رأوا فرحة البسطاء بمختلف جهاتهم و سحناتهم و مشاربهم و مواقفهم، رأوا فرحتهم عندما يتقدم الجيش و ينتصر و يتقدم ويرتكز، فهدأت نبرتهم و تغيرت خططهم. كيف يفكر “الخبير الاقتصادي” حمدوك و كيف يحسب؟! ألا يخجل و  يستحي وهو يتحدث عن حكومة (بورتسودان) و  حكومة منفى وفيلم (21 أكتوبر) و دوره فيه؟! أليس في هؤلاء رجل رشيد؟!

《6》
هذه الحرب التي أشعلتها المليشيا بغرورها و غدرها، هذه الحرب القذرة التي تعمدت فيها المليشيا بتوجيه من إمارات الشر تخريب و تدمير البنيات والمرافق، وسائر الممتلكات العامة، و المتاحف، و الوثائق والمكتبات، حتى أشجار (56) قطعوها و حرقوها، هذه الحرب التي تعمدت إذلال الناس، و إفقارهم، و تشريدهم و احتلال غرف نومهم بواسطة الشتات و النفايات البشرية، هذه الحرب لا خيار غير أن تنتهي باقتلاع آخر جذور المليشيا و خبثها ليعود أهل السودان كما هم، سمحين و حلوين، يختلفون سياسياً و يصطرعون كيفما كان في وطن آمن معافى متنوع تسوده العدالة يسعهم جميعاً.

《7》
ما أسوأ و أقبح وصف الرجل بأنه (عبوب) و (قرقعوبة) و سمح (سماحة جمل الطين) ! كَلٌّ على سيده بن زايد .. أينما يوجهه لا يأت بخير، لا يدري و لا يدري أنه لا يدري … و لا حول و {لا قوة إلا بالله العلي العظيم}.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى