
مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية و دراسات الرأي العام
إدارة التحليل و البحوث و الدراسات
═══❁✿❁═══════❁✿❁════
موجز مردود خطاب الفريق حميدتي وسط الرأي العام السوداني
1/ يناير 2025
═══❁✿❁═══════❁✿❁═══
أثار الخطاب الذي ألقاه الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) بمناسبة الذكرى 69 لاستقلال السودان اهتمام و متابعة الرأي العام، إذ تناقلته المواقع فور صدوره على عدد من القنوات و المنصات الإعلامية.
مركز الخبراء العرب للخدمات الصحفية و دراسات الرأي العام قام أجرى رصد عاجل لإتجاهات الرأي العام في المواقع المختلفة، حيث كانت أبرز تعليقات الرأي العام التي رُصدت حيال الخطاب كما يلي:
1- يقول الرأي العام إن الخطاب كان متوقعًا، إذ درج قائد الدعم السريع على بث خطابات مصورة في غالب الأعياد والمناسبات الوطنية، وبالتالي لم يشكل مفاجأة، وإنما جاء في إطار المعتاد.
أثار الخطاب جدلاً واسعاً وسط الرأي العام حول قضية استمرار حياة قائد الدعم السريع وصحته، وهو جدل دائم يصاحب خطاباته المصورة. ووفق تقدير الرأي العام، فإن الناس باتوا أكثر قناعة بوجود حميدتي، و في ذات الوقت، يلاحظون ضعف تأثيره و سيطرته على قواته و على مجريات القتال في السودان.
2- حرص قائد قوات الدعم السريع من خلال الخطاب على التوجه الوطني و محاولة كسب التأييد الشعبي عبر تمسكه بوحدة السودان، و دعا إلى بناء “سودان جديد”، و هو خطاب يحمل رمزية استحضار القيم الوطنية في ذكرى الاستقلال. و لوحظ انه لم يتحدث عن أي نية لتقسيم السودان، ولم يتناول بالتعليق الجدل الدائر حول تشكيل حكومة منفى، وإن أشار بشكل واضح إلى السلطات المدنية في بعض الولايات التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
3- في الشأن المتعلق بالوحدة الوطنية، لاحظ الرأي العام أن قائد الدعم السريع يدعم بقوة فكرة عدم شرعية حكومة بورتسودان، بحسب تعبيره، و يتماشى تماماً مع دعوات نزع الشرعية عنها، ووصف البلاد بأنها في حالة غياب وانهيار دستوري.
4- حاول قائد الدعم السريع تسويق نفسه كزعيم وطني يعمل لصالح السودان رغم التحديات، عبر التخفيف من مسؤوليته عن الحرب، مقدّمًا نفسه كجزء من الحل وليس المشكلة. و أشار إلى أن الاتفاق الإطاري كان سببًا في اندلاع الحرب، مما يمثل اعترافًا ضمنيًا بمسؤولية الأطراف المشاركة، بما في ذلك قواته. هذا الاعتراف يحمل وجهين:
الأول: محاولة تحميل الآخرين جزءاً من المسؤولية، لا سيما الأطراف السياسية و العسكرية الأخرى.. و الثاني:خلق مبرر لاستمرار الصراع عبر تصوير الحرب كنتاج لاتفاقات فاشلة و ليس لرغبة شخصية.
5- وفق تقدير الرأي العام، ما زالت عقدة الذنب تطارد قائد قوات الدعم السريع من خلال حرصه الشديد على النفي التام لأي مسؤولية له في إشعال الحرب، و الإشارة إلى أنها فُرضت عليهم و أنهم كانوا في حالة دفاع عن النفس. كما جدد الدعوة لتشكيل لجنة تقصي دولية لتحديد الطرف المبادر بإثارة الحرب.
6- حاول الخطاب إرسال إشارات للخارج بأنه لا يزال لاعباً رئيسياً و لا يمكن تجاهله في أي حلول سياسية مستقبلية. و في هذا الصدد، حرص على ذكر مشاركة قوات الدعم السريع في إنجاح كل المبادرات الخارجية، محمّلاً القوات المسلحة كامل الإخفاق. بذلك، يرسل رسالة قوية للعالم برغبته الصادقة في السلام، مقابل تعنت الطرف الآخر وحرصه على استمرار الحرب.
7- أما على الصعيد الداخلي، فلم يتحدث الخطاب بشكل واضح عن استئناف المسار السياسي، لكنه تطرق إلى بناء “سودان جديد” دون وجود رؤية واضحة المعالم. بشكل عام، تُشكل هذه النقطة في خطابه فرصة لدعوة الأطراف المختلفة للعمل معاً لتحديد ملامح هذا السودان الجديد.
8-من الرسائل التي اعتبرها الرأي العام موجهة إلى الداخل، استخدام الرمزية الوطنية و اختيار ذكرى الاستقلال كمنصة للخطاب، مما يحمل دلالة على أهمية القيم الوطنية و التاريخية في صياغة مستقبل البلاد. هذا قد يعزز مشاعر الانتماء و الوحدة بين السودانيين.
9-الخطاب أشار بقوة إلى دور النظام القديم في الحرب، و وقوفه خلف إشعالها، و حرصه على استمرارها، و اختطاف قرار القوات المسلحة بواسطته و السيطرة على كامل المشهد.
10- رغم إشارة قائد الدعم السريع إلى انتصارات قواته في الميدان، فإنه لم يذكر نماذج محددة لهذه الانتصارات كما كان يفعل في خطاباته السابقة، و لم يعلق على الأحداث العسكرية المهمة مثل القتال في الفاشر أو الجزيرة. جاء الحديث عاماً دون تفاصيل.
11- رسائل قائد قوات الدعم السريع إلى مقاتليه و جنوده هذه المره كانت قليلة جداً في الخطاب و لم تكن واضحة بالشكل الكافي.
12- حرص الخطاب على الاهتمام بقضية حماية المدنيين، و نسب التجاوزات التي تتهم بها قوات الدعم السريع إلى المتفلتين و أنصار النظام السابق. كما كرر فكرة تكوين قوات عسكرية و آليات لحماية المدنيين و محاربة المتفلتين دون تفاصيل واضحة. كذلك، جدد الدعوة للمنظمات الدولية للتنسيق مع الوكالة الوطنية للإغاثة و التعمير التابعة لقوات الدعم السريع. مع ذلك، لاحظ الرأي العام أن الخطاب لم يركز على قضية المعابر أو واردات الإغاثة أو معسكرات النازحين أو غيرها من القضايا الإنسانية.
13-من المهم الإشارة إلى أن الخطاب أظهر ميلاً واضحاً للتصعيد العسكري بدلاً من التهدئة أو الدعوة للحوار. هذا يعزز فكرة أن الحل العسكري لا يزال الخيار الأساسي لقوات الدعم السريع.
14- رغم الحديث عن “بناء سودان جديد”، لم يتضمن الخطاب أي تفاصيل أو خطة واضحة لتحقيق ذلك، و لم يقدم الخطاب مقترحات جديدة، بل ركز على الانتقادات بدلاً من تقديم حلول عملية مما يُظهر نقصاً في الرؤية المستقبلية.
الخلاصة:
خطاب حميدتي يعكس حالة من التوتر بين رغبته في تقديم نفسه كقائد وطني و بين سياسته العسكرية التصعيدية. هو يحاول كسب الرأي العام الداخلي مع إرسال إشارات للخارج بأنه لا يزال قوياً و مؤثراً. ومع ذلك، يظهر الخطاب محدودية في رؤيته لحل الأزمة، حيث يغلب عليه الطابع التصعيدي، مما قد يعقد فرص السلام في السودان.