
◾ قد كان الله قادراً على أن يخلق ثعباناً ويفلق البحر ويفجُر الماء من الحجر بكلمةٍ يقولها موسى عليه السلام ، وموسى هو الذي اختصه الله بكلامه ، ولكن شاءت حكمة الله وقدره أن يلقف الإفك بعصاً تذُبُّ عن بني إسرائيل ، وقد كان الله قادراً على أن يجعل في يدِ السِّنوار حجراً يهُشُّ بها قطعان الصهاينة عن ديار المسلمين، و بالحجارة بدأت الانتفاضة ، ولكن جلَّت حكمة الله وقدره أن يجعل في يدِ السنوار العصا ليقذِف بها على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق … بالعصا نجا اليهود من الاستعباد و استشرفوا العُلُوَّ مرتين، و بالعصا جاس عبادالله خلال ديارهم يستشرفون وعد الله المفعول عن قريبٍ يظنه المنافقون بعيداً.
◾ لم يدفع السِّنوار مليماً من ماله أو مال شعبه لصحفيٍّ أو شاعرٍ يُلَمِّع صورته، و لا تملَّق مؤسسةً أو دولةً لتقود حملة علاقاتٍ عامةٍ لتنسِب له بطولاتٍ زائفة، و لا كان لكلماته جزالة سحبان أو النابغة، و لكنه صدق الله وحده، فشرح الله صدره، و يسَّر أمره، و بارك نصره و رفع ذِكره … فتبَّاً و سُحقاً لأموالٍ يُهدِرُها من لا يملكها على من لا يستحقونها، ولعنة الله على بطونٍ ما تشبعُ من السُّحت و قد جعلوا رِزقهم أنهم يُكَذِّبون.
◾ ألا تعجبون من البِطانة التي اختارها أحمد ياسين ١٩٨٧م ، ثم عبدالعزيز الرنتيسي و هكذا حتى اسماعيل هنية ٢٠١٧م ، و ليس بينهم خائن، و لا مُستسلِم، و لا مُنشق، و لا جبان، و لا كذَّاب و لا فاسد، أترون ذلك مُصادفةً أم أنه التزامٌ صارِمٌ باستئجار القويِّ الأمين … ألا تعجبون من الذي كان الأخير زمانه فأتى بما لم تستطِعه الأوائل، إذ تولَّى يحيى السنوار قيادة حماس في السادس من أغسطس ٢٠٢٤م واستُشهِد في السادس عشر من أكتوبر ٢٠٢٤م .. سبعون يوماً لم نسمع له سوى بيت شِعرٍ واحد، و لكنَّا رأينا فعاله التي سابق بها الأولين والآخِرين ، وشفى الله به صدور قومٍ مؤمنين ، وجعل حماس هي الأقوى والأبرز في الشرق الأوسط و الأكثر إلهاماً على مستوى العالم.
◾ القرن الحادي والعشرون هو قرن الإسلام على مستوى العالم، و لَيسودنَّ حكم الإسلام في الشرق الأوسط خلال بضع سنين، و قد بدء بالفعل فرح المؤمنين، و بعض المسلمين يغيظهم ذلك و هو عليهم عمىً، و لَيُتِمَّنَّ الله هذا الأمر بعِزِّ عزيزٍ و ذُلِّ ذليل، و السودان الذي كان الأبكر في رفع راية الإسلام و نُصرة المُستضعفين في الأرض .. حاشاه أن ينكُص عن ريادة هذا الرَّكب بعد كلِّ هذه التضحيات، و من ظنَّ أن الحرب تقف في السودان على غير سيادة الإسلام فقد أبعد النجعة في الخيال، و من خطر على باله عودة الباطل وأهله بعد أن يذهب الخوف .. فقد أثقلت رأسه وساوس الشيطان، و لا يزال الناس اليوم بالخيار ما بين الأخيار و الأشرار، و قريباً سيظهر من بكى ممن تباكى، و الله غالبٌ على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون.
٢٨ يناير ٢٠٢٥م