د. عصام بطران
- الاستراتيجية الغربية العميقة لتقسيم السودان الى دويلات تسير حتى الان حسب المخطط له دون انحرافات تذكر بل وتتسارع الخطى لانجاز المخطط في العام 2030م وخطة الدويلات الخمس بدأت بفصل جنوب السودان الذي يمثل محور الخطة التي استمرت منذ العام 1910 الى العام 2011م ..
- نجاح خطة فصل جنوب السودان يجسده الواقع الماثل والدور المرسوم لدولة الجنوب الوليدة لمرحلة ما بعد الانفصال في انجاز المرحلة التكميلية لمخطط فصل الدويلات الاربعة المتبقية بحلول العام 2030م ..
- الدور الذي تقوم به دولة جنوب السودان في تفتيت السودان الدولة الموحدة بعد مغادرتها عبر الانفصال السلس لم يكن يتحقق الا عبر القيام بدور الوكيل لتنفيذ الاستراتيجية المكملة ..
- من المثبت علميا والواقع الملموس والمحسوس ان نجاح الخطة الغربية لفصل جنوب السودان تمت عبر 12 استراتيجية اهمها استراتيجية الهيمنة والموالاة والتبعية (الاستعمار غير المباشر) وذلك لضمان الحفاظ على مصالح القوى الغربية في أعقاب التحرر والاستقلال وذلك عبر سياسات تتلخص في الآتي:
- الضغوط السياسية والتضييق عبر المنظمات الدولية
- تأجيج الصراعات الأثنية والعقدية بين السكان المحليين واستغلال التباين في الأعراق وتوظيفه لصالح إشعال الصراعات المسلحة وتقديم الدعم المالي والعسكري لها.
- الحصار والعقوبات الاقتصادية الأحادية لإضعاف الاقتصاد وتدني معدلات النمو.
- تأليب دول الجوار الإقليمي ومدها بالدعم العسكري والمالي لإشعال الحرب بالوكالة عن الدول الغربية.
- تقسيم السودان إلى كيانات جهوية ومناطقية لإضعاف الولاء للدولة الموحدة.
- الدعم بالسلاح والتدريب والتاهيل وتقوية شوكة الحركات المتمردة والجماعات المسلحة ضد السلطة المركزية، وذلك لمواجهة الجيش الحكومي وإنهاكه ..
- العزل والتغريب ويعني مصطلح التغريب إحساس المجتمع الجنوبي بالغربة والعزلة وعدم الارتباط الوجداني بالمجتمع الشمالي والوطن السوداني الكبير ، وجعل المجتمع الجنوبي يميل إلى سلوكيات وثقافة وتعاليم وديانات ولغة المجتمعات الغربية.
- سياسة شد الاطراف وتأليب دول الجوار ، وقد قدم الغرب إلى حركات التمرد بجنوب السودان الدعم عبر دول الجوار السوداني ووزعت الأدوار فيما بينها مابين تأمين إنسياب تدفق إمدادات السلاح وتوفير الملاذ الآمن والتحرك الميداني والسند اللوجستي.
- الدعم بواسطة المنظمات الغربية لعبت منظمات المجتمع المدني الغربية دوراً بارزاً في إدارة الصراع في جنوب السودان إذ إن صنع القرار السياسي والعسكري بالغرب دائماً ما يبدأ من منظمات المجتمع المدني المختلفة ومراكز الدراسات الإستراتيجية ومعاهد البحث العلمي .
- العقوبات الأحادية الأمريكية وقد بدأت الولايات المتحدة الأمريكية معاداتها للحكومات المتعاقبة بالسودان .
- قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي في ملف حقوق الإنسان التي بدأت داخل الأمم المتحدة في دورة الانعقاد رقم 47 بتاريخ 18/12/1992م وذلك بصدور القرار 47/142 .
- الضغط بواسطة محكمة الجنايات الدولية على الرغم من ان السودان وقع على نظام روما القاضي بانشاء محكمة للجنايات الدولية ولم يصادق عليه وقام بسحب توقيعه عام 2008م كما فعلت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل اللذان سحبا توقيعهما على قانون المحكمة في العام 2002م.
- نشر القوات الدولية والمراقبين الدوليين ومبعوثي السلام بدعاوى تأمين اتفاق السلام وتفادي الخروقات الأمنية ..
- إستخدام وسائل الدعاية والإعلام السالب وفتح فضاءاته ووسائله الإعلامية لتضخيم الأحداث في جنوب السودان للضغط على الحكومة السودانية بأحداث دارفور وذلك من خلال الدعاية والحرب النفسية ومن خلال الإدعاءات بحالة حقوق الإنسان والاغتصاب والإبادة الجماعية وقد عمل الغرب لمعالجة الظهور الإعلامي السالب حول الأحداث .
- التدخل المباشر في مفاوضات السلام ووجهت القوى الغربية مسار مفاوضات السلام إلى ما تصبو إليه لتحقيق أهدافها بالوصول إلى نتائج تفضي إلى انفصال جنوب السودان عبر تقرير المصير وباتفاقية سلام ثنائية بين حركة التمرد والحكومة السودانية دون مشاركة القوى السياسية الأخرى بالبلاد
- اخيرا : استراتيجية وضع التقاطعات والموانع للفترة الأنتقالية لاتفاق السلام الشامل حيث وضعت القوى الغربية استراتيجية عميقة للتقاطعات والموانع لمواجهة أي احتمالات من النكوص والتراجع عن إتفاقية السلام الشامل حيث يظل تطبيق اتفاقية السلام جوهرياً للحفاظ على السلام في السودان. أدركت ذلك الولايات المتحدة ومبعوثها (غرايشن). وكذلك النرويج، فتم تفعيل الترويكا، وهكذا بدأت مجهودات دبلوماسية مكثفة في عام 2009م, حيث صارت المؤسسات الدولية أكثر فاعلية بانضمام الرئيس السابق لجنوب أفريقيا (ثامبو مبيكي)، بنشاط ممثلاً للاتحاد الأفريقي، مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، (هايلي منقريوس) في عام 2010م، كان التحضير الخاص بالاستفتاء مهماً، ومن ضمن ذلك تكوين مفوضية الاستفتاء، والتأكد من ترسيم الحدود والبدء في مناقشة العديد من قضايا ما بعد الاستفتاء. وفقاً لاتفاقية السلام كانت مواعيد الاستفتاء 9 يناير 2011م الجنوبيون أمامهم خيارا الوحدة و الانفصال، أثناء الفترة الانتقالية الوحدة لم تجعل جاذبة ففي آخر استطلاع رأي أجري في سبتمبر 2009م جاءت وجهة نظر الغالبية في جنوب السودان والمناطق الثلاث داعمة للانفصال عبر بند (حق تقرير المصير) الذي سيفضي إلى فصل جنوب السودان بعد خمسة أعوام (الفترة الإنتقالية) من توقيع إتفاقية السلام الشامل (نيفاشا)
- ظلت القوى الغربية تعمل بتنسيق تام فيما بينها وبتنسيق مع دولة جنوب السودان لتنفيذ هذه الإستراتيجية عبر التقاطعات والموانع التالية:
- عدم حسم ملف المناطق الثلاثة وخاصة منطقة أبيي لتكون ورقة ضغط تستخدمها القوى الغربية ضد الحكومة السودانية.
- تبني استمرارية جيش الحركة الشعبية قطاع الشمال ليكون مخلب إنقضاض على الحكومة السودانية وليستخدمه الجنوب والقوى الغربية كاداة ضغط وأخذت تقدم له التمويل والسند الخلفي له بجنوب السودان.
- تأجيج الصراع بدارفور وتقديم الملاذ الآمن للحركات الدارفورية بجنوب السودان كورقة ضغط للوصول إلى نهايات إتفاقية السلام بتقرير المصير للجنوب.
- تقديم الدعم المالي والسلاح لتقوية جيش الحركة الشعبية لتحرير السودان ليكون نواة لجيش الدولة الوليدة.
- تحريك ملف المحكمة الجنائية الدولية لإرغام المسئولين بالحكومة السودانية على تقديم مزيد من التنازلات والقبول بنتائج التصويت لحق تقرير المصير.
- ترك بعض الملفات العالقة كورقة ضغط على الحكومة السودانية مثل ترسيم الحدود وانسياب صادر النفط عبر الشمال وقضية المناطق الثلاث.
- مقتل الدكتور/ جون قرنق دي مابيور بتحطم طائرته في أجواء ضاحية نيوسايت بجنوب السودان اثناء عودته من زيارة غير معلنة الى أوغندا عقب توقيع اتفاق السلام الشامل وتعيينه نائبا أول لرئيس الجمهورية احاطت به شبهات حول قطع الطريق أمام ميوله الوحدوية وفق منظوره للسودان الجديد .
- إستخدمت القوى الغربية إستراتيجيات عديدة لفصل جنوب السودان منها المعلن ومنها الخفي, وتأتي تلك الإستراتيجيات ضمن سياق الأعمال الإستخبارية والتحالفات السرية. وقد امتدت تلك الخطط الاستراتيجية من حيث المدى الزمني إلى فترات زمنية مختلفة (طويلة ومتوسطة وقصيرة المدى) بالإضافة إلى استخدام (تكتيكات) وفق مقتضى الزمان والمكان والحالة. حيث مهدت القوى الغربية وحلفاؤها لفصل جنوب السودان لتحقيق أهدافها في المنطقة وتثبيت مصالحها الاستراتيجية وتقوية نفوذها وقد لعبت التشكيلات العالمية المعاصرة حسب النظام العالمي الجديد دوراً بارزاً في تنفيذ تلك الإستراتيجيات لفصل جنوب السودان وقيام دولة مستقلة في وسط القارة الأفريقية يؤمل أن تكون سنداً لتنفيذ السياسات الغربية بالمنطقة والحفاظ على نفوذها وأمنها القومي العابر للقارات.
- تبنت القوى الغربية استراتيجيات عديدة لفصل الجنوب أخذت أشكالاً مختلفة حسب الهدف والمرحلة والفترة الزمنية والطريقة من حيث الغايات وتحقيق الاهداف، ولكن ظل الهدف واحداً، هو فصل جنوب السودان وتكوين دولة ذات رسالة محددة تخدم مصالح الدول الغربية في المنطقة. حيث استخدم الغرب استراتيجية التدخل المباشر وغير المباشر. ولتقديم الدعم والسند عملت مراكز البحوث المهتمة بدراسات المستقبل على توجيه التكتيكات المرحلية لاستراتيجية فصل الجنوب .
- الخطير جدا هو مواصلة دولة جنوب السودان لاكمال مخطط القوى الغربية لتقسيم السودان الى ديولات وفي هذا الصدد تقوم الدولة الوليدة بدور الوكيل الحصري للمخابرات العالمية من اجل انفاذ هذا المخطط اللعين ..