زهير عبدالله مساعد – خبير مصرفي
مواصلة لطرحنا فى المقال السابق والذى تناول أثر الحرب فى إضعاف دخل الأسر لعلك القارئ العزيز تسأل عن تناول هذا الموضوع فى ظل الظرف الاستثنائي وكيفية معالجة زيادة دخل الأسر، فمن الاسئلة المنطقية يأتى الاهتمام بهذه الشريحة الضعيفة لمعالجة أثر الحرب عليها فبها تبدأ أول حلقة من حلقات الإقتصاد بممارسة النشاط الحقيقي والاستقرار المجتمعي يعتبر دعم الأسر النازحة وزيادة دخلهم أمراً حيويًا لتحسين ظروفهم المعيشية وتعزيز إستقرارهم في المجتمع المحلي.
تأتي هذه المبادرة المحلية كجزء من الجهود المجتمعية لتقديم الدعم والمساعدة لهؤلاء الأفراد الذين يواجهون تحديات كبيرة نتيجة للنزوح، تهدف مبادرتنا إلى تفعيل القدرات والموارد المحلية لتقديم دعم فعّال ومستدام للأسر النازحة من خلال توفير فرص عمل مستدامة وزيادة مصادر دخلهم. يعتمد نجاح هذه المبادرة على تكامل الجهود بين مختلف أفراد المجتمع المحلي والإستفادة من الموارد المتاحة بشكل إيجابي من خلال تفعيل المبادرة المحلية ونسعى لبناء جسور من التضامن والتعاون بين أفراد المجتمع، وتعزيز الروح الإنسانية والمسؤولية المجتمعية.
إن تحقيق أهدافنا يتطلب التزاماً قويًا وتعاوناً مستمراً من الجميع لضمان تحقيق التأثير الإيجابي المرجوّ في حياة الأسر النازحة وتحقيق الإستقرارالمجتمعي ليتم إستيعاب مقوّمات النجاح للمبادرات المحلية على وجه الخصوص، هنالك بعض جوانب المقارنة بينها وبين المبادرات الخارجية فى أي مبادرة وما تمتاز به المبادرات المحلية لمقومات النجاح ، لنعزز من طرحنا للمبادرة المحلية علّها تكون الأول من نوعها من المبادرات الاقتصادية التى تساعد في زيادة دخل الأسر النازحة نذكر بعض أوجُه المقارنة ومقومات النجاح :
مبـــادرة محلية:
– تعتمد على موارد محلية محدودة.
– تستند إلى تفاعل المجتمع المحلي والدعم.
– تمتاز بتكييفها بشكل أفضل مع القيم والتقاليد المحلية.
– يمكن تعديلها بسرعة وفقًا لاحتياجات المجتمع المحلي.
– يمكن أن تكون لها تأثير أعمق وأكبر على المجتمع المحلي.
مبــادرة خــارجية:
– قد توفر تمويل خارجي واسع النطاق لكنة بطئ
– قد تواجه صعوبات في التكامل مع البيئة المحلية
– قد تحتاج إلى تكييف لتناسب السياق المحلي بشكل أفضل
– قد تحتاج إلى عمليات تعديل وتكييف أطول
– قد تواجه تحديات في التأثير على البيئات الثقافية المختلفة
لإطلاق برنامج واقعي ومنطقي لزيادة دخل الأسر النازحة في السودان في ظل استمرارية الحرب وعدم وجود جهات تمويل خارجية نطرح بعض المشاريع والباب مفتوح لتطوير والتوسيع وحتي لا يطيل السرد على القاري نذكر بعض النماذج منها :
– مشروع صناعة منتجات تقليدية.
– دعم الأسر النازحة في تصنيع منتجات تقليدية مثل الحرف اليدوية أو النسيج التقليدي.
– تسويق هذه المنتجات في الأسواق المحلية أو عبر الإنترنت لزيادة دخلهم بدون الحاجة لتدريب إضافي .
– مشروع تشجيع الزراعة الحضرية و الزراعة العائلية.
– توفير بذور مجانية وتقنيات زراعية بسيطة للأسر لزراعة محاصيل توفر لهم مصدراً مستداماً للدخل لزراعة المحاصيل الحضرية مثل الكوسة والنعناع والطماطم وبعض الخضروات والأعشاب و الفواكه وتسويق محصولهم في الأسواق المحلية لزيادة دخلهم.
– مشروع تحويل المخلفات الزراعية إلى مصادر دخل.
– استخدام القش والنفايات الزراعية لإنتاج منتجات مثل الأسمدة العضوية أو الألواح الخشبية المضغوطة بتوفير تدريب للأسر النازحة لتعلم كيفية تحويل هذه المخلفات إلى منتجات تجارية تساهم في زيادة الدخل.
– مشروع تأجير الأدوات اليدوية.
– تقديم خدمة تأجير الأدوات اليدوية مثل معدات البناء أو الحدادة للمجتمع المحلي و تشجيع الأسر النازحة على تقديم هذه الخدمة وتأجير أدواتهم لزيادة دخلهم.
مشروع تشجيع الصناعات الصغيرة والمتوسطة.
– دعم الأسر النازحة في إنشاء وتشغيل صناعات صغيرة مثل ورش النجارة أو الخياطة.
– تشجيعهم على إنتاج منتجات للبيع في الأسواق المحلية لزيادة دخلهم بدون الحاجة لتدريب مكثف.
– تعزيز البيع عبر الإنترنت والتجارة الإلكترونية لزيادة الوصول إلى الأسواق العالمية.
نختم حديثنا، لتكامل موقومات النجاح يجب التنسيق مع الجهات الحكومية و الشركات المحلية ومنظمات المجتمع المدنى وبناء شركات مع منظمات دولية لتعزيز الفرص الاستثمارية وبهذا نكون طرحنا تجربة محلية مبتكرة تعتمد على العوامل والموارد المتاحة داخل البلد ترفع وتزيد من دخل الأسر النازحة.