ثالثة الاثافي

ثالثة الاثافي بقلم د . احمد مبارك محمد حسن

د أحمد المبارك

تقول العرب للأحجار الثلاثة التي توقد النار من بينها ويوضع القدر أو (الحلة) فوقها يسمونها الأثافي ومفردها أثفية ،ونسميها في الدارجة السودانية (اللدايات) ومفردها (اللداية)، وتحكي المدينة: أن ثلاثة من الأثافي الكِبار من أهل (الجنجويد) قد حضروا لبورتسودان لمقابلة البرهان، ومن عجبي أن ما يُـذكر عن هذه الزيارة كانت للتوسط او لطرح مبادرة سلام بين الجيش والمليشيا اللئام! لكن “بعد إيه جيت تصالحني * بعد ما ودرت قلبي الكنت فيه؟”؛ فأين كانت تلك المبادرات قبل قيام الحرب أو حتى بعدها! ألم يكن فيكم رجلٌ رشيد؟! ألم تكونوا قد بلغتوا الحلم بعد؟! فكان حالكم حال أبنائكم؛ غرتكم الدنيا وتمنيتم على الله الأماني وقلتم لا غالب لنا اليوم، الآن تحسبون أنه جاء دوركم بعد خراب مالطة واستعديتم الشعب كل الشعب، ولعنكم وقاتلكم ووقف لكم نِـدّاً وهزمكم، ودي (قوة عين) ما بعدها تجرؤن، وتأتون وترغبوا للبرهان أن تقابلون لتعتذرون وتتراجعون، وللسلم تطرحون ، صدقوني لولا أن لدينا أخلاق وهي ليست مثل اخلاقكم لحُبِستم وقُتِلتم لكننا لا نقتل الرسل -ولو كانوا (جنجويد) من (جنجويد)-. هذه الأثافي عندما رأت أن النار التي أوقدها ابناؤُها من بينها وكانوا لها ناظرين أصبحت تأكل بعضها، وستحرق الأثافي وما حولها، فإنتبهوا فصاروا يحاولون جاهدين إطفاءها قبل أن تذهب ريحُهم برماد حريقهم ولكن هيهات. أما ثالثة الاثأفي وكبير (اللدايات) الذي أقر بزيارته وحكى أنه جاء لمقابلة الرئيس البرهان من أجل البشير، البشير يا (راجل) بعد كل هذه السنوات تذكرت البشير! وعجبي أنه خرج مغاضباً ومغضوباً عليه و (وشو يلعن قفاه وقفاه يقمر عيش) زي ما بقول المصريين من سخونة الضربة التي تلقاها. وكانوا يحسبون أنهم سيُـستقبلون، وفي الضيافة الرئاسية يُنزلون، وأنه سيُـسمع لما يقولون ويُبارك لهم ما يطرحون فهم عِلية قومهم وقد تعلّموا على حساب هذا الشعب ونالوا أعلى الدرجات العلمية والعملية بفضل هذا الشعب الذي الآن له تنهبون ومن ديارهم تشردون ولأرواحهم تُزهقون فمالكم كيف تحكمون؟! .فلا مكان لكم بيننا فاخرجوا من بلادنا مذمومين مدحورين أنتم ومن تمثلون ومن تبعكم ويتبعكم ليوم الدين.

Exit mobile version