وما أدراك ما الحرب

 بقلم: أحمد الزبير محجوب
    
    

• بفضلٍ من الله وتثبيته لست ممن يقلق من مجريات حرب الكرامة ، ولست ممن يسمع للعدو ، سواء أشاع ما يسرنى أو يحزننى ، ومردّ ذلك أني:

• تبيَّنتُ وتثبَّتُ أن جيشنا على (حقٍ) وأن الله ناصره وإن كان قائده (لا يصلي)، وإن هلل وكبر(الكسابة)، فالحق جل وعلا ينصر الحق ولو بعد حين، ومن يقاتل من أجل ما هو أغلى من نفسه ليس كمن يقاتل من أجل التمتع بغنيمة حرام وكلما رأيت الناس يفرون عند مقدم المليشيا إزددتُ إيماناً ويقيناً.

• أتحاشى الخوض فيما لا أفهمه، وبلغ جهلى بالشئون العسكرية أننى ذات تنوير وعند قول المتحدث (ضُرِبْ الصندوق من داخله) همست لرفيقى (أصلاً هم شايلين صندوق ليه؟!) ،ثم فهمت من بين ضحكاته أن الصندوق هو مصطلح لتشكيل قتالي، كما علمتُ لاحقاً باجتهاد ذاتي (بدون فضائح) أن مصطلح ( إعادة الانتشار) لا يعنى تكرار الانتشار بل يعنى إنكماش وإنسحاب. 

• علمتُ أن كل شئ قد يصبح سلاحاً فتّاكاً فى يد العدو؛ ( قد يستغل علمك وجهلك، خوفك وطمعك، قبيلتك وأنانيتك، لونك وعُقدَك، تاريخك وغُبنك، وطنيتك وعمالتك ، دينك ونزقك) فتخلَّيتُ عن السذاجة والغفلة والسطحية وتمسكت بالتثبت والتبين والرَّوِيَّـة. 

• أستعنتُ بمهارتي (فوق المتواضعة) فى لعبة الشطرنج ففيها: إنتشار قطعك لا يعنى سيطرتك، بل فيه تمكين عدوَّك من قنصها الواحدة تلو الأخرى بقطعتين أو ثلاثة على الأكثر، تقديم جنودك يضطرّك إلى حراسة الملك بقطع هامة كالوزير والطابية مما يُـفقدك قوتك الضاربة، إن إتخذت التحرك الى الأمام فقط (تكتيكاً) دون بقية الاتجاهات (يمين ويسار وخلف وما بينها) فستنهزم، والتهور فى قنص قطع العدو قد يصيبك فى مقتل الى درجة كش ملك فالنصر السريع قد يعقبه هزيمة ماحقة هكذا تصبَّرتُ وتقبلتُ الكرّ والفرّ. 

• استعنتُ بالمنطق، إذ لابد لقوات منهزمة أن تتقهقر، ولابد للمتقهقر من فتح أو محاولة فتح سبيل لهروبه، وأينما وجد هشاشة ولج فيها، ويمكن معرفة القوات المنهزمة بانتقالها من مناطق مهمة إلى مناطق هشة هامشية؛ من هنا أم درمان الى هنا (جبل موية).

• علمتُ أن حميدتي(كان) يستقطب كل جماعةٍ طمَعاً (يونس كل زول بغرضه) ، ويتخذ منهم مستشارين فلا يغيب عنى دعمهم المستتر للمليشيا:

1. قحت/تقدم رفعت شعار (لا للحرب) بعد أن يئست من (الاستوزار)، وتيقَّـنت من فشل كيدها ومكرها، هى تتحرك بدافع (فك عطالتها وكسب قرشين) بمعنى أنها عميلة بجهلٍ لا يرفع عنها الذنب ولا المساءلة.  

2. البعث العربي رفع شعار( مليشيا جيش الكيزان) بعد أن يئس من إقامة نموذج ( دولة العطاوة) بديلاً عن نموذجه الذى تهاوى بالعراق ، وهو بهذا يتعامى عن أى الطرفين أحق بصفة المليشيا، وأيهما أولى بالنسبة إلى الكيزان: من وُجِدوا قبل الكيزان ، أم من أوجدهم الكيزان؟ هذا إن تغاضينا عن حقيقة نسب الجنجويد الى حزب الأمة فى الماضى والحاضر. 

3. العملاء بعلمٍ وكبيرهم عرمان رفعوا شعار (طرفي الصراع) تحييداً للدعم الخارجي الطبيعي لقوات الدولة النظامية  ضد متمرّدِيها.

4. وجميعهم رفعوا شعار (إدانة إنتهاكات الطرفين) لوضع كروت إبتزاز فى يد (الإمارات) عملاً بما أخذوا من أموال الى درجة أن زعم حمدوك (نائب حميدتي  باللجنة الاقتصادية) براءة الإمارات من ذنب السودان. 

5. أفراد دون الجماعة و ما هم بتيار( خوارج) على  الحركة الإسلامية وذراعها السياسى (المؤتمر الوطني)، يرون الخط المُعلَن ضَعفاً وخوراً لدرجة الخيانة، كما لم يغفروا للجيش إنقلابه على البشير -فك الله أسره- لذا تراهم عند كل نازلة يسارعون الى اتهام القيادات رأساً (سواء كرتى أو قيادات الجيش) مسببين الضرّ والأذى لعامة الناس المتضررين أصلاً من المليشيا وإن كانوا ينطلقون من منطلق الحرص فهم يتبعون الظن بلا شك. 

• علمتُ أن معظم نهضة وتقدم البلدان أتت إثر حروب مدمرة، بينما معظم الحروب لم تخلّف سوى المزيد من الدمار المتناسل خوفاً وجهلاً وفقراً، ذلك لأنها افتقدت من يخطط لما بعد الحرب فعندما تضع الحرب أوزارها ويجهل الناس ما عليهم فعله يعودون الى الحرب التى أَلِـفُوها.

• عليه شغلتُ نفسي بالمساهمة فى بناء المستقبل تاركاً أمر المعارك (لخبَّازيه) وللمساهمين فيه بأنفسهم، مع الرضوخ التام لتوجيهاتهم وإن لم أعقلها، وتصديق أقوالهم وإن كذَّبتها أُذُناي ونظري، كيف لا وهم يبذلون أنفسهم من أجلي، ومن غيرهم يستحق أن أضع نفسى أمانةً بين يديه فنفوز معاً شهادةً او نصراً.

ومن باب النصح أقول: 
• يجب التنسيق منذ اليوم مع دول الجوار التى تضررت من الحرب القائمة فى السودان لجمع الأدلة والبينات، ثم التكاتف والتعاضد فى طلب تعويض من دويلة الشر لتدفع للسودان (600) ملياردولار$ يوزع منها (100) مليار كما يلي:
• مصر (15) مليار. 
• إثيوبيا (10) مليار. 
• تشاد (10) مليار. 
• جنوب السودان (10) مليار. 
• إريتريا (10) مليار. 
• إفريقيا الوسطى (5) مليار. 
• النيجر (5) مليار. 
• مالي (5) مليار. 
• كينيا (5) مليار. 
• أُوغندا (5) مليار 
• شركات محاماة (أمريكية وإنجليزية) 10 مليار. 
• جماعات ضغط وإعلام (10) مليار. 

أقول لمن يعجز عن فهم دواعي ذلك : تدبر -هداك الله- ما جنَـتهُ الإمارات ببضع ملايين: إشترت عملاء بأحزابهم، ورؤساء بدولهم وحامل قلم بتاريخه.

Exit mobile version